كتبت: شروق السيد
في مشهد سياسي متقلب في طهران، تتصاعد الخلافات داخل مجلس المدينة، مما يبرز التوترات السياسية التي تُعقد جهود تحقيق مطالب المواطنين الأساسية، منذ بداية الدورة السادسة للمجلس في أغسطس 2021، وشهدت العاصمة الإيرانية تصاعدًا في النزاعات بين الأعضاء، والتي تطورت من خلافات حول اختيار العمدة إلى مشاحنات علنية تؤثر على إدارة المدينة.
ونستعرض في هذا التقرير كيف تؤثر هذه الصراعات على القدرة على تنفيذ المشاريع، وكيف تتشابك الحملات السياسية والمطالب الشعبية في إطار هذه النزاعات.
كتبت وكالة أنباء “مهر” في تقرير لها يوم 24سبتمبر/ ايلول 2024 حول الاختلافات في المجلس وأثر ذلك على تحقيق مطالب الشعب: تشهد أروقة مجلس مدينة طهران خلافات حادة بين أعضائه منذ عدة أشهر، وهي خلافات ذات طابع سياسي تعقد مشاكل المدينة وتعيق تلبية احتياجات المواطنين، هذه التوترات بدأت تظهر بشكل جلي مع تصاعد المشاحنات بين أعضاء المجلس، وذلك بعد بدء دورته السادسة في 5 أغسطس/آب 2021.
وأضاف التقريرأنه منذ اليوم الأول، ظهرت الانقسامات بين الأعضاء حول اختيار عمدة طهران، حيث طُرحت أسماء من تيارات مختلفة، ورغم محاولة رئيس المجلس، مهدي جمران، تهدئة الأمور باعتبار تنوع الآراء أمراً طبيعياً ويعزز حيوية المجلس. إلا أن البعض اعتبر أن تلك الخلافات مؤشر على ضعف التماسك بين الأعضاء.
وبعد انتخاب العمدة بأغلبية الأصوات في 8 أغسطس/آب 2021، استمر العمل بين المجلس والبلدية بسلاسة في الظاهر، وتمت المصادقة على العديد من القرارات. لكن خلال الأشهر الأخيرة، بدأت الخلافات تأخذ منحى تصاعديًّا، حيث بدأت بالتحذيرات ثم تطورت إلى مشاحنات وتهديدات بالانسحاب من الاجتماعات.
ثلاث سنوات الخلافات في مجلس مدينة طهران حول عقود الشراء مع الصين
وحول أثر هذه الخلافات ذكر التقريرً: من هذه الخلافات، تولدت انطباعات بأن مواطني طهران ومطالبهم المشروعة تم نسيانها من قِبَل أعضاء مجلس المنتخبين في مجلس المدينة، ومن بين هذه المطالب، معالجة قضايا النقل العام وتلوث الهواء، وهي قضايا تأخر التعامل معها مع كل خلاف يحدث بين مجلس المدينة والبلدية، وكان أبرز مثال على ذلك هو قضية شراء العربات الصينية والخلاف حول عقدها.
ويضيف التقرير، أن بعد فترة طويلة، قام مجلس المدينة بدعم غير مسبوق من أعضاء المجلس لشراء الحافلات والعربات وسيارات الأجرة لمدينة طهران، وتمت المصادقة عليه، وبفضل ذلك، تمكنت البلدية من إبرام عقد تاريخي لشراء سيارات النقل العام مع شركات صينية، ومع ذلك، ظهرت خلافات بين بعض أعضاء المجلس والبلدية بشأن بعض الغموض في عقود الشراء مع الشركات المتعاقدة، مما أدى إلى تعثر أو بطء في تنفيذ الخطة.
ثم تعرض التقرير لتصريحات لعمدة طهران علي رضا زاکاني، أدلى بها في 19 أغسطس/اب 2024، أثناء إجابته على أسئلة الصحفيين حول مسألة النقل والقضايا المتعلقة بعقد الصين.
وفيما يتعلق بعدم نشر العقود المبرمة مع الجانب الصيني للجمهور، قال زاكاني : “لقد أعطينا العقود الصينية لثلاثة من أعضاء المجلس: السيدين جمران وتشکري، والسيدة سليماني، وأي عضو آخر طلب الاطلاع على التفاصيل تم إطلاعه، ولكن يجب أن نفهم أن نشرها للعامة خطأ، حيث توجد مخاوف بشأن سرية الاتفاقيات الكبرى بين حكومتي إيران والصين والقضايا المتعلقة بمسار تحويل العملات بين البلدين.” لكن هذه الإجابات من زاكاني لم تكن كافية، ولم تنتهِ الخلافات.
انتقادات ابنة “قاسم سليماني” لأداء المجلس وعمدة طهران
كما ذكر التقرير بعض تصريحات أعضاء المجلس منها ما صرحت به نرجس سليماني يوم الأحد 14 يوليو/تموز 2024، حيث قالت “لم يتم إنجاز أي شيء في بلدية طهران خلال السنوات الثلاث الماضية، وكانت المدينة تُدار بشكل أفضل خلال إجازات المديرين في فترة الانتخابات مقارنة بفترة وجودهم ” .
واضافت أن عمدة طهران لا يحظى بالقبول، وبالتالي لا شرعية له، مؤكدة ان البلدية بحاجة إلى رجل حكيم وهادئ، وليس إلى شخص يطلق شعارات جوفاء ويرغب في الترشح للرئاسة حسب وصفها .
رد آقاميري على انتقادات ابنة قاسم سليمان
وردأ على تصريحات سليماني، قال آقاميري ، رئيس لجنة الإعمار في المجلس، “مشروع بروجردي كان متوقفًا لمدة 20 عامًا، وفي هذه الدورة تم افتتاح جزء منه، وهل يُعتبر شراء 1081 عربة نقل ضمن قطاع النقل تقصيرًا؟ فما تم شراؤه يعادل 24 عامًا من نشاط مترو الأنفاق، ويتم إدخال هذه العربات تدريجيًا، وهذه ليست عملية سهلة يمكن تنفيذها بسرعة.
وأضاف، لماذا تشككون في أدائنا؟ وشخصيًا، أتابع الموضوع وأشعر بالانزعاج عندما تقولون إننا لم نعمل لمدة ثلاث سنوات، هل يعني ذلك أننا كنا نجلس تحت المكيفات؟ إغلاق العيون وفتح الأفواه ليس لائقًا بابنة سليماني(قائد فيلق القدس الذي وقد قُتل عام 2020 في غارة جوية أمريكية في العراق).
لكن دفاع آقاميري لم يعجب بعض المعارضين الآخرين لعمدة طهران، حيث اعتبروا عبارة “… ليس لائقًا بابنة سليماني” إهانة لسليماني.
حملة لإقالة عمدة طهران
كما سلط التقرير الضوء على حملة إقالة عمدة طهران ذاكراً ” مؤخرًا، برزت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى إقالة عمدة طهران، وقد لقيت دعمًا واسعًا من الإصلاحيين ومعارضي عمدة طهران، ويعتقد الكثيرون أن هذه الحملة مدعومة من بعض أعضاء مجلس المدينة، حتى أن مهدي أقراريان، إحدى أعضاء المجلس، صرح في مقابلة قائلاً: “نطالب باستجواب عمدة طهران.”
وفي أعقاب هذه الحملة، انتشرت شائعات حول وجود اتفاق بين بعض الأصوليين والإصلاحيين لإقالة زاكاني.