كتب: محمد بركات
ما زال البيت الأبيض ينتظر ساكنه الجديد، ساكنا ليس بالغريب عليه، فدونالد ترامب، الفائز بالانتخابات الرئاسية للعام 2024 والرئيس الأسبق للولايات المتحدة في الفترة من 2017 إلى 2021، ليس جديدا على أروقة الحكم والسياسة. وبينما ينتظر المكتب البيضاوي، كذلك ينتظر العالم أجمع ماذا ستكون سياسات أقوى رئيس في العالم بخصوص القضايا الدولية المختلفة، ومن بينهم الإيرانيون، الذين يترقبون الخطوة الأولى لترامب تجاههم، فالتاريخ بين ترامب وإيران ليس جيدا، فما زال لسياسات الضغط الأقصى التي انتهجها خلال فترته الأولى، أشد الأثر عليهم، وبينما يقف الأصوليون موقفهم القديم من ترامب، الداعي إلى استكمال الطريق دون النظر إلى العقوبات وأن طريق التفاوض معه سينتهي بالفشل، يقف رئيس الجمهورية الإيراني، مسعود بزشكيان، موقفا مختلفا هو وتياره، محاولين مهادنة ترامب؛ كي لا تخرج الأمور عن السيطرة ويتحملوا اللوم في حالة وقوع عقوبات أخرى من شأنها زيادة الأوضاع سوءا.
غزل غير صريح ودعوات للتهدئة:
بدأت لهجة التقارب والمهادنة بين إدارة بزشكيان ودونالد ترامب بتغريدة كتبها عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيرانية، في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ينفي فيها ادعاءات محاولة إيران اغتيال ترامب، ويؤكد أن إيران لا تنوي تطوير سلاح نووي، وقد جاء في هذه التغريدة: “أتتذكرون اغتيال إسماعيل هنية في طهران بعد تنصيب رئيسنا مباشرة؟ الجميع يعلم من فعل ذلك ولماذا. والآن، ومع اقتراب انتخابات أخرى، يُنسَج سيناريو جديد لتحقيق الهدف نفسه، وبما أن القاتل غير موجود في الواقع، جُلب كُتّاب السيناريو لصنع كوميديا من الدرجة الثالثة. كيف يمكن لأي عاقل أن يصدق أن من يُفترض أنه قاتل يجلس في إيران ويتحدث عبر الإنترنت مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي؟! إليكم جرعة من الواقع تستحق التأمل، إن الشعب الأمريكي قد اتخذ قراره، وإيران تحترم حقهم في اختيار الرئيس الذي يريدونه. الطريق إلى الأمام هو أيضا خيار ويبدأ بالاحترام. إن إيران لا تسعى وراء أسلحة نووية، وهذه سياسة مبنية على التعاليم الإسلامية وحساباتنا الأمنية. بناء الثقة يجب أن يكون من الطرفين، فالأمر ليس باتجاه واحد”.
وفي تغريدة أخرى نشرها عراقجي دعا فيها الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته إلى التحلي بالحكمة، جاء فيها: “إن سياسة الضغط الأقصى الأولى فرضت المقاومة القصوى وانتهت بهزيمة قصوى للولايات المتحدة. الدليل على ذلك؟ مثال واحد يكفي، قارنوا البرنامج النووي السلمي لإيران قبل وبعد سياسة الضغط الأقصى المزعومة. إن محاولة (الضغط الأقصى) إن تكررت مرة أخرى فلن تؤدي إلا إلى هزيمة قصوى أخرى، الفكرة الأفضل من ذلك: جربوا الحكمة القصوى لما فيه خير الجميع”.
وفي هذا الإطار، كتب محمد جواد ظريف، مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، على حسابه بمنصة إكس في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، قائلا: “لقد عبّر الشعب الأمريكي، وضمن ذلك معظم المسلمين، بصوت عالٍ وواضح عن رفضهم لعام مُخزٍ من تواطؤ الولايات المتحدة في إبادة إسرائيل بغزة والمجازر في لبنان، دعونا نأمل أن تلتزم الإدارة المقبلة بقيادة دونالد ترامب ونائبه جيمس ديفيد فينس، بوعودها بالوقوف ضد الحرب، وأن تستوعب الدرس الواضح الذي أرسله الناخبون الأمريكيون لإنهاء الحروب ومنع اندلاع حروب جديدة. إن إيران، التي أظهرت عزمها وقدرتها على مواجهة أي عدوان، لن تتأثر بالتهديدات، لكنها ستدرك قيمة الاحترام”، في إشارة منه إلى وعود ترامب الانتخابية بإنهاء الحرب الموجودة في المنطقة.
من جهة أخرى، صرح محمد علي أبطحي، الناشط السياسي الإصلاحي ورئيس منظمة الشؤون الاجتماعية، مشيرا إلى نتيجة الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على إيران، قائلا: “إن هذا الحدث يمكن أن يشكل فرصة لإيران ويجب استغلالها، فإذا كانت هناك دبلوماسية قوية وإرادة سياسية للاستفادة من هذه الفرصة، فستكون النتيجة إيجابية، فبرغم أن سجل ترامب في فترته السابقة بشأن إيران كان سيئا، فإنني أعتقد أن السياسيين يمكن أن يدركوا أخطاءهم بمرور الوقت”، وذلك وفقا لتقرير موقع خبر أونلاين الإخباري بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقا للتقرير فقد أضاف أبطحي: “آمل أن يكون ترامب قد أدرك أخطاءه أيضا. ففي فترته السابقة، كانت لديه طموحات كبيرة في مجال السياسة الخارجية، مثلما حصل في علاقته مع كوريا الشمالية ومناطق أخرى، لكنها انتهت بالفشل. من جهة أخرى، كان الشعار الأكثر جذبا لترامب في أثناء حملته الانتخابية هو إنهاء الحروب. فقد وعد بإنهاء الحرب في كل من غزة وأوكرانيا. الحرب بشكل عام لا تتماشى مع طبيعته التجارية، مؤكدا أنه “هذه الوعود، إذا كانت صادقة، قد تدل على أن ترامب قد تعلم من ماضيه ويمكن أن يحقق مستقبلا مختلفا، ولكن كل هذه العوامل تعتمد على مجموعة من (إذا)؛ بعضها يعود إلى إيران نفسها. ينبغي أن نرى ما إذا كانت الدبلوماسية الإيرانية لديها الإرادة، وفي المرحلة الثانية القدرة على استغلال هذه الفرصة. من جانب آخر، يعود جزء من الموضوع إلى ترامب نفسه؛ هل سيظل متأثرا بالتيارات المتشددة في سياساته أم لا؟ عموما، يعتمد كل هذا على ما إذا كانت القرارات الكبرى والسياسات المتبعة داخل إيران ستستفيد من هذه الفرصة أم لا”.
وقد كتب حسين مرعشي، الأمين العام لحزب كوادر البناء في إيران، بالمقالة الافتتاحية للجريدة التابعة للحزب: “حان الوقت للتوصل إلى هدنة مع الولايات المتحدة، بإمكان الرئيس اعتماد نهج التفاهم وتفعيل تعاون البلاد مع الولايات المتحدة في ما يخص وقف إطلاق النار في غزة، مما يشكل خطوة أولى نحو إنهاء العداء بين البلدين. النقطة المهمة هي أنه لا يوجد مبرر منطقي لعدم توفير بيئة آمنة لدولة أو شعب أو حكومة. لا يوجد سبب لإبقاء العداء المستمر مع بلد مثل الولايات المتحدة، التي تملك اقتصادا قويا وتكنولوجيا متقدمة وسوقا ضخمة، فضلا عن تفوقها العسكري وتأثيرها الكبير في منطقة الشرق الأوسط”، وذلك وفقا لمقال صحيفة سازندجي الصادر بتاريخ 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويكمل مرعشي بقوله: “كان بإمكاننا الوصول إلى هدنة في الماضي، ولا يتعين علينا الآن بالضرورة إقامة علاقات وثيقة أو طويلة الأمد مع الأمريكيين، ولكن لا يوجد ما يدعو إلى هذا الصراع المستمر معهم. يجب ألا نفترض أن جميع مصالحنا في المنطقة تتعارض مع مصالح الأمريكيين؛ لذلك، لا أرى سببا للإبقاء على البلاد في حالة من العداء مع الولايات المتحدة، ففي الماضي، كانت هناك فرص تاريخية كان بالإمكان استغلالها، لكننا لم نفعل ذلك، ويرجع ذلك في الغالب إلى الخلافات الداخلية. وبالنهاية، لم تؤدِّ هذه الخلافات بين السياسيين وصناع القرار في إيران إلى أي هدنة حقيقية”.
وفي هذا الشأن، يقول فريدون مجلسي، الدبلوماسي السابق والمحلل للشؤون الدولية، في ما يخص إعادة انتخاب ترامب “من الناحية الدولية يجب أن نلاحظ أن العالم قد تغير بشكل كبير مقارنة بما كان عليه قبل أربع سنوات عندما ترك هو البيت الأبيض. فقد وصف نتنياهو عودته بالنصر التاريخي، لكن ربما لا يدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي أن العالم العربي اليوم في موقف أقوى بكثير مما كان عليه قبل أربع سنوات. الثروات والصناعات التي تركزت في العالم العربي، خاصة في السعودية والإمارات، جعلت هذه المنطقة مهمة تجاريا لدرجة أن إسرائيل يجب أن تقيم علاقات أقوى معها للبقاء في هذه المنطقة. لا تتصوروا أن السعودية ستقيم علاقة مع إسرائيل دون حل مشكلة فلسطين. ولكن الحل الذي اتخذته السعودية منذ عهد الملك عبد الله يختلف عن حل حماس”، وذلك وفقا لتقرير صحيفة هم ميهن بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقا للتقرير، فقد أضاف مجلسي: “إن ترامب لا يمكنه اللجوء دائما إلى العقوبات. سيأتي يوم سيقوم فيه الآخرون بفرض عقوبات عليه. هناك حاجة إلى أسواق متنوعة لجميع البلدان. أوروبا ترغب في الدخول إلى أسواق ذات طابع عالمي؛ لكي تستعيد موقعها في الإنتاج والتصدير. هذه الحرب الحالية لم تخلق المشاكل فقط للدول في المنطقة، بل أصبحت مشكلة للعالم بأسره”.
واستطرد قائلا: “إنَّ نهج حكومة ترامب تجاه إيران يرتبط كثيرا بسياسة إيران، يجب على إيران أن تقرر ما إذا كانت ستواصل سياستها السابقة تجاه إسرائيل أو ستنضم إلى الدول العربية التي تسعى لبرنامج من التعاون والسلام، نأمل أن ترامب، وبقدر ما قد يكون عنيفا في الساحة السياسية، أن يكون حريصا أيضا على التوافق في الساحة الدبلوماسية”.
وقد كتب فيض الله عرب سرخي، الناشط السياسي الإصلاحي، على حسابه بمنصة إكس، موجها خطابه إلى بزشكيان، قائلا: “يا سيادة رئيس الجمهورية، إنَّ رفع العقوبات الذي كان من بين وعودكم الرئيسية لا يمكن تحقيقه بدون مفاوضات مباشرة وجادة وجها لوجه مع أمريكا. الانتخابات الأمريكية قد أوجدت هذه الفرصة”، وذلك وفقا لتقرير صحيفة مردم سالاري الصادر بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني.
ما هي سياسة الضغط الأقصى التي اتخذها ترامب وكيف أثرت على إيران؟
تبنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سياسة عرفت باسم “الضغط الأقصى” ضد إيران كإستراتيجية رئيسية، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018. كانت سياسة الضغط الأقصى تهدف إلى تكثيف العقوبات الاقتصادية على إيران بشكل غير مسبوق؛ للضغط عليها اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا بهدف إجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، والحد من أنشطتها النووية، ووقف دعمها للحركات المسلحة في المنطقة. تمحورت هذه السياسة حول فرض عقوبات واسعة النطاق طالت عدة قطاعات حيوية في الاقتصاد الإيراني، منها قطاع النفط، والقطاع المالي، والصناعات المعدنية، والنقل، إلى جانب فرض عقوبات على عدد من الشخصيات والشركات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ومؤسسات حكومية.
بدأت تلك السياسة عندما أعلن ترامب في مايو/أيار 2018، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني من طرف واحد، حيث اعتبر ترامب أن الاتفاق غير فعّال ولا يحقق السلام، وادعى أنه يقرب إيران من حيازة السلاح النووي. ومن وجهة نظر إيران، عُد هذا الانسحاب انتهاكا واضحا لالتزامات أمريكا الدولية، وأظهر عدم مصداقيتها في الالتزام بالاتفاقيات متعددة الأطراف. وقد أدان المجتمع الدولي، خاصةً الدول الأوروبية، التي بقيت ضمن الاتفاق، هذا الانسحاب بشدة، فرضت عودة العقوبات بعد الانسحاب الأمريكي ضغوطا اقتصادية كبيرة على إيران وأثارت أزمات اقتصادية. وفي اليوم التالي، هدد ترامب إيران مرة أخرى، قائلا إن عليها التفاوض أو “شيء آخر سيحدث”. وأضاف: “أنصح إيران بشدة بألا تستأنف برنامجها النووي، وإذا فعلت، فستواجه عواقب وخيمة، معلنا بداية تطبيق سياسة الضغط الأقصى ضد إيران”، وذلك وفقا لتقرير وكالة تابناك الإخبارية بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ووفقا للتقرير، فبعدها وفي خطوة غير مسبوقة صنفت إدارة ترامب في أبريل/نيسان 2019، الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف جزء عسكري من دولة كمنظمة إرهابية، مما زاد من حدة التوترات بين البلدين، بعدها جاء قراره اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في عملية تمت في يناير/كانون الثاني 2020 عند مطار بغداد، مما أدى إلى مقتله. وأرجعت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الهجوم إلى دور سليماني في التخطيط لهجمات ضد القوات الأمريكية وحلفائها. وردت إيران بإطلاق صواريخ على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق، وبعد رد إيران الصاروخي ردا على مقتل سليماني، أعلن ترامب عن عقوبات اقتصادية إضافية ضدها، مؤكدا أن هذه العقوبات تهدف إلى ردع أي أعمال عسكرية إيرانية أخرى. وشدد ترامب على أن هذه العقوبات ستظل قائمة حتى تغيّر إيران سلوكها.
وفي 21 سبتمبر/أيلول 2020 فرضت أمريكا عقوبات جديدة على وزارة الدفاع الإيرانية والقطاعات النووية والعسكرية، لدعم عودة جميع العقوبات الأممية على إيران وفقا لآلية “سناب باك”. وفي بيان لاحق، أكد ترامب أن العقوبات تُرسل رسالة واضحة لحكومة إيران وللمجتمع الدولي الذي يرفض التصدي لإيران.
علاوة على التأثيرات الاقتصادية، أثرت سياسة الضغط الأقصى على الوضع الاجتماعي والسياسي داخل إيران. فقد اندلعت احتجاجات شعبية متعددة بين عامي 2018 و2020، كان أبرزها احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019، التي دعمتها الإدارة الأمريكية وقتها، والتي شهدت موجة من الغضب الشعبي على خلفية ارتفاع أسعار الوقود، ما اعتُبر مؤشرا على الضغط الذي يواجهه المواطنون جراء العقوبات الاقتصادية. قامت الحكومة الإيرانية بتبني سياسات تقشفية واستراتيجيات اقتصادية جديدة للتكيف مع الوضع، وضمن ذلك تعزيز الاكتفاء الذاتي والتركيز على الصناعات المحلية.
أدت هذه السياسة إلى نتائج ملموسة على الاقتصاد الإيراني؛ حيث شهدت إيران انخفاضا كبيرا في عائداتها النفطية، وهو ما سماه ترامب وقتها بإيصال العائدات إلى صفر، وهو مصدر أساسي للدخل القومي، حيث انخفضت صادرات النفط الإيرانية بشكل حاد لتصل إلى مستويات دنيا لم تشهدها منذ عقود. أدى ذلك إلى تراجع الإيرادات المالية للحكومة، ما أثر على قدرتها على تمويل مشاريع تنموية وتقديم الخدمات العامة، مما زاد من التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة. كما ارتفعت معدلات التضخم إلى مستويات عالية، وارتفع سعر صرف العملة المحلية، الريال الإيراني، مقابل الدولار الأمريكي بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى تآكل القوة الشرائية للمواطنين الإيرانيين وزيادة تكاليف المعيشة. وذلك وفقا لتقرير موقع دبلوماسي إيراني المنشور بتاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
ووفقا للتقرير، أدت تلك السياسة، إلى جانب ذلك، إلى تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حيث ردت إيران على العقوبات بتصعيد محدود في بعض الأنشطة النووية وانتهاج سياسة الرد بالمثل في المنطقة، وضمن ذلك استهداف بعض المصالح الأمريكية في الخليج وإطلاق بعض البرامج العسكرية التي تعزز من قدراتها الدفاعية. كما أنها رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم، في تحدٍّ صريح للقيود التي فرضها الاتفاق النووي السابق، ما زاد من المخاوف الدولية بشأن احتمالية العودة إلى سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من تأثيرات سياسة الضغط الأقصى، استطاعت إيران بمرور الوقت التكيف مع العقوبات بشكل نسبي. فقد أوجدت وسائل بديلة لتصدير النفط بشكل غير رسمي، ووسعت علاقاتها التجارية مع بعض الدول مثل الصين وروسيا، إلى جانب التوجه نحو الدول الإقليمية لتوسيع التبادل التجاري عبر صفقات بعيدة عن النظام المالي الأمريكي. كما أسهمت هذه السياسة في تعزيز موقف القوى المتشددة بإيران، حيث اعتبر العديد من الإيرانيين أن السياسة الأمريكية العدائية تتطلب تماسكا داخليا لمواجهة الضغوط الخارجية، ما أدى إلى تقوية التيار المحافظ داخل البلاد، وذلك وفقا لتقرير صحيفة كيهان بتاريخ أكتوبر/تشرين الأول 2019.