رضوى أحمد
بعد نشر وكالات الأنباء الإيرانية خبر تعيين رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، ممثل نقدة وأشنوي في البرلمان عبد الكريم حسين زاده، نائباً للرئيس للتنمية الريفية والمناطق المحرومة يوم الإثنين 26 أغسطس/آب 2024، تواردت التساؤلات حول تعيينه في منصب وزاري وهو لم يزل نائباً في البرلمان، البعض يرى أنه كان عليه تقديم استقالته أولاً، والبعض سارع في التهنئة واعتبره وفاء لوعود بزشكيان في برنامجه الانتخابي.
وفي هذا التقرير نرصد أهم ما جاء في الصحف الإيرانية حول هذا التساؤلات.
في تقرير وكالة الأنباء الإيرانية إسنا المنشور يوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب 2024، أنه بحسب موقع “إيران ووتش”، أشار علي رضا سليمي، المتحدث باسم رئاسة البرلمان، إلى تعيين حسين زاده في هذا المنصب، وقال: “وفقاً لإجراءات اللائحة الداخلية للبرلمان، يجب تقديم طلب حسين زاده للاستقالة من تمثيل البرلمان إلى هيئة الرئاسة، وبعد إعلان استلامه، يطرح طلب استقالته من ممثل البرلمان لتصويت باقي الأعضاء، وإذا وافقت أغلبية النواب، فيمكن لهذا الشخص العمل في منصبه الجديد”.
وأضاف أنه تم الإعلان عن هذه الاستقالة وسيتم وضعها في ترتيب البرلمان، وإذا صوَّت النواب لصالحه، فسيتم قبول استقالته؛ وهي عملية من المحتمل أن تتم في اجتماعات عامة في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول.
وكما جاء في تقرير وكالة الأنباء الإيرانية جهان نيوز يوم السبت 21 أغسطس/آب، فقد اعتبر البعض أن هذا الأمر مخالف للقانون بالعودة لشروط اللائحة الانتخابية للبرلمان، السابق ذكرها.
فقال محمد إسماعيل كوثري ممثل دائرة طهران بالبرلمان، في محادثة مع وكالة أنباء جهان نيوز الإيرانية: “في ما يتعلق بتعيين حسين زاده نائباً للتنمية الريفية والمناطق المحرومة في البلاد، سنسأل بزشكيان لماذا أصدر هذا الحكم دون موافقة البرلمان؟”.
وأضاف أحد أعضاء لجنة الأمن القومي: “في الأساس، لم يتصرف الرئيس بشكل قانوني في هذا الصدد، لأن أمر التعيين أُعلن علناً، ولم يصوت البرلمان بعد على قبول استقالة السيد حسين زاده، فإذا لم يصوت البرلمان ماذا سيفعل؟”.
حسين زاده ليس أول برلماني يعيَّن في الوزارة قبل الاستقالة:
وبحسب “إسنا”، فقد كان العضوان غلام رضا نوري قزلجة، ممثل شعب بستان آباد وعضو هيئة رئاسة البرلمان، وهو وزير الزراعة الآن، والآخر هو أحمد دنيامالي، ممثل شعب بندر أنزلي ونائب رئيس لجنة البناء بالبرلمان، وهو وزير الرياضة والشباب، واللذان كان بزشكيان قد اقترحهما وحازا ثقة البرلمان، وقد برز الرأي الإيجابي للجان المتخصصة وكذلك الأجواء الإيجابية للبرلمان في أثناء النظر في مؤهلات هذين الوزيرين.
وعن التساؤل حول لماذا لم تكتمل هذه العملية بالنسبة للنائبين غلام رضا نوري وأحمد دنيامالي، قال سليمي: “إن تصويت البرلمان بالثقة للوزراء المقترحين بمثابة قبول استقالتهم من البرلمان، ولا داعي لأن يطلبوا استقالتهم من مكتب تمثيل البرلمان ومراجعته”.
ردود فعل إيجابية:
في هذا السياق، فبحسب “إسنا” نشر عدد من النواب على شبكة X الاجتماعية، وكذلك العديد من النشطاء الإعلاميين ورحبوا بتعيين حسين زاده، واعتبروه جزءاً من تحقيق وعود بزشكيان، وأظهروا رد فعل إيجابياً.
في أول تعليق لحسين زاده بعد تعيينه نائباً للرئيس، في منشور له على X، كتب: “يجب أن نبقى متَّحدين ومتعاطفين في أفراح ومعاناة أرضنا، أعتقد أن تطور إيران أسهل بالمحبة والانسجام”. ، ومع هذا المنشور أضاف صورة العلم الإيراني وهو يرفرف.
-اعتبر جلال رشيدي كوجي النائب في البرلمان الحادي عشر، أن حسين زاده من الشباب ذوي الغيرة من أهل السنة، وهو من أفضل 3 تعيينات التي تبعث الأمل.
وأضاف: “مع معرفتي بالتزام هذا الأخ العزيز وحرصه، فإنه بلا شك يمكن أن يكون نقطة أمل للتحول وتطوير المناطق الريفية المحرومة”.
– كما أشار أحمد مازني النائب في برلمان الدورة العاشرة، إلى أن تعيين حسين زاده من “الأخبار الجيدة في زمننا”، وكتب: “عبد الكريم العزيز ابن شهيد، لديه نظرة وطنية، وهو من أهل الثقافة والفن، وأدعو له بالتوفيق وحسن العاقبة”.
محمد رشیدي، ممثل كرمانشاه، كتب: “أخي العزيز عبد الکریم حسین زاده، تعيينك معاوناً للرئيس للمناطق المحرومة؛ يدل على كفاءتك وحكمة بزشكيان، جميع القوميات والأديان في إيران الإسلامية جزء من جسد واحد”.
كمال حسين بور ممثل بیرانشهر: “حسين زاده هو ابن شهيد، وحفيد شهيد، وإنسان ذو حكمة وكفاءة. لقد تمكن ثلاث مرات من كسب ثقة الناس في دائرة انتخابية نقدة وأشنويه لتمثيلهم في البرلمان”.
وكذلك أحمد مرادي نائب بندر عباس، وأحمد جباري نائب بندرلنكه وغيرهما.
وفي إشارة إلى كونه أول سني ينضم إلى الوزارة بعد ثورة الخميني 1978.
– كتبت آذر منصوري، الأمين العام لحزب اتحاد ملت، في هذا السياق: “تعيين السيد عبد الکریم حسین زاده في أحد المناصب المهمة في رئاسة الجمهورية و من بين الإجراءات التي تعطي معنى لشعار إيران للجميع والوفاق الوطني”.
-واعتبر جليل رحيمي جهان آبادي، ممثل أهل السنة في المجلسين العاشر والحادي عشر، تعيين حسين زاده “عملاً ذا قيمة يستحق التقدير”.
– وكتب محمد صديق دهواري في مذكرة أرسلها إلى “إنصاف نيوز”:
“بهذا التعيين، أود أن أعرب عن تقديري لجهود جميع المهتمين بالمجموعات العرقية والأديان، خاصةً الإخوة الشيعة الأعزاء على مختلف المستويات، وأيضاً الخميني مرشد الثورة، الذي ذكّر الرئيس في لقاء مع الوفد الحكومي بالوفاء بوعوده الانتخابية، ومنها الوفاء بحقوق المجموعات العرقية والأديان”.
وأضاف: “نأمل أن يستفيد حسين زاده من هذه الفرصة لتعزيز مؤشرات التنمية الريفية والمناطق المحرومة التي يشكل أهل السنة والقبائل غالبية سكانها، وأن يساهم ذلك في بناء ثقة أكبر وتعيين أهل السنة في المناصب الرئيسية”.
– ما هي مهام نائب التنمية الريفية والمناطق المحرومة؟
قبل الحكومة الرابعة عشرة، تم تعريف نائب التنمية الريفية والمناطق المحرومة على أنه أحد نواب الإدارات الفرعية للنائب الأول للرئيس، لكن في الحكومة الرابعة عشرة، قام مسعود يزشكيان بترقية هذا النائب ووضعه تحت الرئاسة. وبهذه الترقية، أصبح حسين زاده نائب الرئيس وأول عضو سني في الحكومة بعد الثورة.
ويبدو الآن أن أولويتي حسين زاده في بداية الرحلة هما: تحديد هيكل فعال ومرن له، وتوفير بند في ميزانيته للنهوض بالشؤون التنفيذية. فإذا تحققت هاتان الأولويتان، فبهذا يكون لدى حسين زاده الفرصة لتحويل منصب نائب التنمية الريفية والمناطق المحرومة إلى نائب ديناميكي وفعال.
من هو عبد الكریم حسین زاده؟
عبد الكریم حسین زاده وُلِد عام 1980 بمدينة نقدة في أذربيجان الغربية، دخل البرلمان في الدورة التاسعة وكان شخصية قريبة من الخطاب الإصلاحي برئاسة فصيل الحقوق المدنية، واشتهر بكونه من الأعضاء النشطين في تيار الأمل (الإصلاحيين) في البرلمان العاشر. أما في البرلمان الحادي عشر فلم تتم الموافقة على صلاحياته. وفي الدورة الثانية عشرة استطاع حسين زاده مرة أخرى الوصول للبرلمان ممثلاً عن نقدة وأشنويه في بهارستان، وهو عضو في اللجنة المدنية بالبرلمان ويرتبط تعليمه أيضاً بهذا المجال. والآن عليه أن يستقيل من البرلمان ويجب أن يوافق النواب على استقالته، وهو المتوقع أن يحدث في البرلمان نهاية سبتمبر/أيلول.