كتبت: آية السيد
وفقاً لتقرير أعدته وكالة أنباء شرق الإيرانية بتاريخ 28 أغسطس/آب، فإن الأيام الأخيرة قد امتلأت بالأمل للإيرانيين، فبدءاً من الحضور اللامع للسيدات في الحكومة و حضور أول نائب سنى لرئيس الجمهورية وخبر عودة المعلمين و الأساتذة الذين تم إيقافهم خلال السنوات الثلاث الماضية، وغير ذلك من الأحداث التي أدت إلى حالة من الرضا العام عن الرئيس مسعود بزشكيان خلال أيامه الأولى.
فمنذ منح مجلس النواب الثقة للوزراء وحسم تلك المعركة التي خاضها بزشكيان ووزراؤه ضد التيار الأصولي في المجلس، أصبحت كل الأنظار تتجه إلى حكومة بزشكيان، وصار الأمر كما يوصف البعض بأن الكرة أصبحت في ملعبها لتبرهن على أهليتها وكفاءتها، وهو الأمر الذي استغلته الحكومة بشكل جيد، فلم تكن لتمضي ساعات على بدء عمل الحكومة الجديدة لتشير الأخبار الإيجابية إلى وجود الأمل في كل المجالات.
فالثلاثاء، شهدت الهيئة الحكومية في أثناء اجتماعها بقائد الثورة تصريحات داعمة من القيادة للحكومة الرابعة عشرة، في حين حضر محمد جواد ظريف بين الوزراء، وبعد انتهاء الاجتماع أعلن ظريف عن عودته إلى الحكومة، حيث كتب: “بعد المتابعات و النقاشات الحكيمة من قبل رئيس الجمهورية المحترم و بناء على إرشاداته المكتوبة وبعد التوكل على الله و إرشاد الشعب العظيم، سأواصل أداء مهامي في التعاون الاستراتيجي مع رئيس الجمهورية”.
كان هذا أول خبر سارٍّ خرج أمس، فقد أظهر للشعب أن حكومة الوفاق الوطني تسير في الاتجاه الصحيح. ومن ناحية أخرى أصدر على رضا كاظمي، وزير التربية والتعليم، رسالة إلى معاون الشؤون القانونية والبرلمانية للإعلان عن قبول وزارة التربية و التعليم التنازل عن أي قضية أو منازعات قانونية ضد وسائل الإعلام.
وجاء في نص الرسالة: “ضمن إطار السياسات القيّمة لحكومة الوفاق الوطني التي تؤكد ضرورة التعامل البناء والفعال مع وسائل الإعلام و الاستفادة من القدرات التوضيحية و الرقابية لخبراء هذا المجال، فإننا نعلن عن تنازلنا عن أي قضايا أو منازعات قضائية أمام أي وسائل إعلام محلية، سواء صدر حكم فيها أو ما زالت قيد التحقيق”. وفي الوقت نفسه أشار الوزير إلى عودة المعلمين في فيديو وجهه إلى المعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
ولاحقاً أعلن خلال مؤتمر للمحافظين مع وزير الداخلية، أن التعميم المستفز بشأن تقاعد المعلمين قد تم إلغاؤه، وقال إنه “من خلال هذا الإجراء سيساعدنا المعلمون”، وأضاف: “حتى الآن سجل نحو 30 ألف معلم متقاعد لاستمرار خدمتهم؛ حتى نتمكن من تغطية هذه الفجوة”.
بالتزامن مع هذه الأخبار الإيجابية في مجال التعليم، فقد تمت إقالة الدكتور علي انتظاري عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة علامة طبطبائي، بسب طرح قضية بعيدة عن الأدب الإيراني الإسلامي و استخدام تعبيرات خاطئة خلال عرض برنامج “شيوه”.
كان هذا البرنامج قد قدم اعتذاراً سابقاً بعد نشر صورة لملاحظة من انتظاري لم يستخدم فيها التعبيرات المناسبة حول وفاة مهسا أمينى.
فقد نشر انتظاري، بعد هذه المقابلة يقول: “بعد عرض المقابلة التي أجريتها في برنامج (شيوه) كان بعض الأكراد غير راضين عن الكلمات التي استخدمتها بخصوص وفاة السيدة مهسا أمينى، بعضهم أبلغني ذلك مباشرة و البعض عبّر وسائل التواصل الاجتماعي، أعتذر من الجميع، أنا أعتبر أن جميع الأكراد جزء من جسدي، ولا أرضى بشعور استيائهم أو شكواهم على الرغم من أنني قفي أثناء الحديث كنت أحاول طرح القضية من منظور المعارضين، ولكن كان ينبغي أن أكون أكثر دقة في انتقاء الكلمات و ألا اكتفى بالأعراف المحلية. في الوقت نفسه قامت بعض وسائل الإعلام بتصرفات شيطانية و عرضت ما قلته في البرنامج بشكل متقطع يؤدى إلى سوء الفهم، وسوف أقوم بتوضيح ذلك بشكل مفصل لاحقاً. أنا أحب شعبي،
الشعب الإيراني يمتلك بصيرة سياسية عالية، ولن يسمح للأعداء باستغلال مشاعرهم النقية”.
ومع ذلك يبدو أن شدة ردود الفعل في الساحة العامة وحجم الانتقادات التي وجهها المجتمع لهذه العبارات كانا كثيرين إلى حد أن اعتذار (انتظاري) والجهود الإعلامية لم تكن مجدية، حيث انتهى الأمر بإقالته، و هذا يبين أن حكومة بزشكيان تستمع إلى انتقادات و توقعات الشعب، إضافة إلى ذلك قال غلام حسين كرباسجي إنه سمع عن احتمالية رفع الحظر بفضل نشاط ومتابعة رئيس الجمهورية، مما أدى إلى نتائج إيجابية، كما أعرب عن أمله في أن يتخذ السيد بزشكيان خطوات فعالة لتحقيق وعدين انتخابيين متعلقين بـ”رفع الحظر” و”إلغاء مشروع نور”.
و مع ذلك لم يقدم كرباسجي الذى كان يتحدث لصحيفته، تفاصيل أكثر حول رفع الحظر، و أكد قول “أخبار جيدة قادمة إن شاء الله” .
وعلى ذلك فقد استغلت الحكومة اللقطة الأولى لظهورها، وأعطت انطباعاً بأنه من الممكن دفع التنمية الإيرانية إلى الأمام خطوتين من خلال الوفاق والتعاون الوطني و إزالة الفجوات و التقسيمات السياسية الكاذبة.