كتبت: يسرا شمندي
يواجه نظام توزيع الأنسولين في إيران تحديات كبيرة بسبب انخفاض الإنتاج العالمي وارتفاع الطلب على الأنسولين الأجنبي، تسعى وزارة الصحة وإدارة الغذاء والدواء لتحسين توفير الأنسولين من خلال إطلاق علامات تجارية محلية جديدة، تم توزيع نحو 267.000 قلم أنسولين في محافظة ألبرز خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما يشير إلى تقدم في تلبية احتياجات المرضى، ومع ذلك، لا يزال هناك نقص في بعض العلامات التجارية.
قال رئيس إدارة الغذاء والدواء حيدر محمدي: “إن سبب نقص الأنسولين في البلاد هو انخفاض الإنتاج العالمي، خاصة من قبل نوفو ميكس”، وأضاف: “لم تقدم هذه الشركة سوى ربع الحصة المطلوبة لإيران، والمشاكل المالية والطلب على الأنسولين الأجنبي زادت من تعقيد هذه الأزمة”، وتابع: “يتم تلبية نحو 50% من احتياجات إيران من الأنسولين من خلال الإنتاج المحلي”، وصرَّح محمدي بأنه “بسبب القيود الحالية، قد يستمر نقص الأنسولين خلال الأشهر القليلة المقبلة، ولكن هناك العديد من الجهود الجارية لزيادة الإنتاج والواردات”، وأكَّد: “يجب على المرضى الامتناع عن شراء الأنسولين من مصادر غير رسمية، لأنه إضافة إلى زيادة التكلفة، هناك إمكانية للحصول على أدوية مزيفة”، وذلك وفقاً لما جاء في موقع خبر فوري بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
شرح وكيل الغذاء والدواء بجامعة كرمان حول نقص الأنسولين
أفاد نائب إدارة الغذاء والدواء في جامعة كرمان للعلوم الطبية علي أسدي بور، بأنه “يتم توفير الأنسولين القلمي من خلال إحدى الشركات الدنماركية، التي انتقلت إلى إنتاج أنسولين جديد وتنتج أقل من النوع السابق من الأنسولين، ولا يوجد سوى نقص في نوع معين”، وأوضح بور: أنه “يتم توفير الأنسولين القلمي من خلال إحدى الشركات الدنماركية، وقد انتقلت هذه الشركة إلى إنتاج أنسولين جديد وتنتج أقل من النوع السابق من الأنسولين، وفي الأشهر القليلة الماضية قامت بتسليم ما يقارب ثلث طلباتنا”، وذلك بناءً على ما جاء في وكالة أنباء إيسنا بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأخبر بور بأنه “يتم إنتاج بعض عناصر الأنسولين محلياً، وبالنظر إلى أن الناس قد يتفاعلون مع الأنسولين الجديد، فمن الأفضل أن يكون الناس سعداء بالأنسولين القلم، وفي الحقيقة ليس لدينا نقص في الأنسولين، ولكن لدينا نقص في علامة تجارية معينة”، وعليه، إذا اتبع مرضى السكري النظام الغذائي وممارسة الرياضة، فإن نسبة عالية من هؤلاء الأشخاص لن يحتاجوا إلى حقن الأنسولين، وأقرَّ بأن منظمة الغذاء والدواء تدير النقص بشكل أفضل، من خلال نظام نقص الأدوية.
إنتاج الأنسولين القلمي في إيران
تُشارك الشركة المصنعة للأنسولين القلمي في إيران (نوفو نورديسك) في معرض إيران فارما التاسع، الذي سيعقد في الفترة من 3 إلى 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024 في مصلى طهران، بدأت هذه الشركة نشاطها بإيران في عام 2005. ومنذ ذلك الحين، بناء على مسؤوليتها والتزامها تجاه المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، فإنها تخدم الأشخاص المصابين بداء السكري، كما تم إنشاء مصنع الشركة في إيران منذ عام 2020 وينتج الأنسولين القلمي على مستوى عالمي على جدول الأعمال، وذلك وفقاً لما جاء في وكالة أنباء مهر بتاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
“إيران فارما” هو أكبر معرض صيدلاني في إيران، والذي تقيمه نقابة مالكي الصناعات الدوائية منذ عام 2014، وهو حدث شامل نشهد فيه مشاركة المنظمات والوكالات الحكومية ذات الصلة من ناحية، ومن ناحية أخرى، يوجد فيه معظم نشطاء صناعة الأدوية وحتى الصناعات ذات الصلة.
تأثير العقوبات على سوق الأدوية بشكل عام في إيران
صرَّح وزير الصحة محمد رضا ظفرغندي، خلال زيارته معرض الأدوية في طهران، بأن العقوبات القمعية تشكل عقبة أمام القطاع الطبي في البلاد، رغم الادعاءات بأن العقوبات لا تشمل الأدوية والمعدات الطبية، وأكد أن هذه العقوبات تؤثر على المواد الخام والتكنولوجيا، مما تسبب في مشاكل عديدة لصناعة الأدوية في إيران، وأوضح أن من واجبهم إزالة الحواجز الاقتصادية أمام المصنعين، وضمن ذلك مشاكل السيولة، وذلك حسبما جاء في وكالة أنباء مهر بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأوضح ظفرغندي أنه “منذ بداية عمل وزارة الصحة، تم إدخال الدواء من خلال 10 قنوات مختلفة، ويجب أن تستمر هذه العملية حتى نهاية العام؛ لضمان عدم حدوث مشاكل في توريد الأدوية”، وأضاف أنهم ناقشوا مع محافظ البنك المركزي تقديم تسهيلات لشركات الأدوية، مما يعد خطوة هامة في إزالة العقبات أمام إنتاج الدواء.
توزيع 267.000 قلم أنسولين في منطقة ألبرز
صرَّح القائم بأعمال مدير قسم مراقبة وتقييم المواد والمنتجات الصيدلانية في إدارة الغذاء والدواء بجامعة العلوم الطبية غدردان، بأنه تم توزيع أكثر من 267.000 قلم أنسولين في محافظة ألبرز خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأوضح أن الأنسولين يُستخدم لخفض مستويات السكر في الدم لدى بعض مرضى السكري الذين لا تنجح معهم الأدوية الأخرى، مشيراً إلى أنه ليس جميع مرضى السكري بحاجة إلى الأنسولين، وأن القيود المؤقتة على أدوية التحكم في السكر لا تنطبق على الجميع، وذلك حسبما جاء في وكالة أنباء إيسنا بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2024.
وأفاد بأنه “لا توجد مشاكل أو قيود في توريد الأنسولين المحلي سواء القارورة أو القلم”، والقيود تتعلق فقط ببعض الأدوية المستوردة التي لا يتم إنتاجها محليا، وأحيانا تتأثر وارداتها بسبب الظروف وانخفاض الإنتاج العالمي.
وتابع غدردان مستدركا: “لكن المشكلة التي نشأت منذ فترة في ما يتعلق بتوزيع الأنسولين كانت تتعلق بانخفاض إنتاج الأنسولين القلمي لبعض العلامات التجارية الأجنبية من قبل الشركة المصنعة”.
وأوضح: “لا توجد مشكلة في توزيع الأنسولين وفق الحصة المحددة. منذ منتصف أغسطس/آب، تم إطلاق علامة تجارية محلية مشابهة لأنسولين نوفوميكس، مما ساعد في تحسين استيراد العلامات الأجنبية وزيادة توافر الأنسولين، وتم توزيع نحو 267 ألف قلم أنسولين في المحافظة خلال الربع الأخير، مع تحديد حصة كل محافظة وتوزيع الأنسولين في صيدليات محددة وفقاً للقيود”.
وأكّد غدردان: “حالياً، يمكن توزيع الأنسولين ذي العلامة التجارية المحلية في جميع الصيدليات، بينما يتم توزيع العلامات التجارية ذات القيود في 85 صيدلية مختارة في المحافظة، منها 57 صيدلية في كرج. يُلاحظ أن بعض الأشخاص يذهبون إلى صيدليات غير مختارة، مما يخلق انطباعا بأن بعض أنواع الأنسولين القلمي غير متوافرة”.
وشدد غدردان على ضرورة إطلاع المواطنين على قائمة الصيدليات المختارة ومخزون الأنسولين، والتي تُنشر يوميا على موقع إدارة الغذاء والدواء في ألبرز، كما يمكن الحصول على المعلومات عبر الاتصال بالرقم 190، مما يساعد المرضى في الوصول إلى الصيدلية المناسبة بثقة، وفي الواقع تُبذل جهود مستمرة لمراقبة توزيع الأدوية وحل مشاكل الإفراط في البيع من خلال التفتيش الدوري على الصيدليات.