كتبت: آية السيد
في ظل ما تواجهه إيران حالياً من تحديات اقتصادية كالتضخم وسقوط سعر العملة وأزمة الرواتب والمعاشات، ومشكلات فئوية تتعلق بالعمال والمزارعين والصناع والممرضين والمعلمين، ومشكلات اجتماعية كأزمات الحجاب والأقليات والتعليم، وجَّه الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، خطابه إلى الشعب من خلال أول لقاء تلفزيوني له منذ توليه المنصب، مستعرضاً أهم المشكلات والحلول للأزمات الحالية، مطمئناً الشعب أنه سيعمل وفقاً لما جاء في برنامجه الانتخابي.
فوفقاً لتقرير نشرته شبكة شرق بتاريخ 1 سبتمبر/أيلول 2024، فقد استهل بزشكيان حديثه مع الشعب بذكر شهداء الأمة، كما أعرب عن أمله في خدمة الشعب، حيث قال: “أريد أن أقول لكم إنني سأتحدث معكم مرة في الشهر؛ لأشارككم أفكاري وأستمع إليكم”.
انتخاب أعضاء الحكومة على أساس الوفاق الوطني:
وتابع قائلاً: “تم اختيار أعضاء الحكومة بناءً على سياسة الوفاق الوطني، ومن المقرر أن نعقد مؤتمراً صحفياً الأسبوع المقبل، حيث كانت المشكلة أننا كنا بحاجة إلى تشكيل الحكومة ومعرفة مع من سنعمل، وفي هذا الصدد أشكر رئيس البرلمان على الثقة التي منحها لجميع أعضاء الحكومة، فلم يسبق في أي حكومة أن كان متوسط التصويت بهذه النسبة، تم اختيار الأعضاء من حكومتي رئيسي وروحاني، من الأصوليين والإصلاحيين، وقمت بمقابلات مع الأعضاء المقترحين لأكثر من عشرة آلاف ساعة”.
الشعب يدرك الوضع الحالي:
وصرح خلال حديثه عن وضع البلاد، قائلاً: “إن الشعب يدرك الوضع الحالي وليس بحاجة إلى شرحي، يوجد تضخم وغلاء، كما يواجه المزارعون و الممرضون و المتقاعدون والمعلمون مشكلات كبرى. ولدينا خلل في إنتاج الكهرباء. والمبالغ التي تم تخصيصها لمزارعي القمح والتي وفقاً للقانون هي غير موجودة بالصندوق الزراعي، حيث إن كمية القمح المزروع تجاوزت المبلغ المحدد، لكن تتم اتخاذ إجراءات لحل هذه المشكلات وإن شاء الله سنقوم بحلها”.
يجب احترام النخب و المستثمرين والمنتجين:
وأضاف رئيس الحكومة الرابعة عشرة: “لا أريد أن أنتقد الماضي، الآن علينا أن نتكاتف ونتجه نحو رؤية مستقبلية. علينا أن نكون الأفضل وأن يتخذنا الآخرون قدوة، ولنصبح هكذا، فعلينا أن نحترم النخب والمستثمرين والمنتجين ونذلل أمامهم الصعاب”.
التعامل مع الشعب لا علاقة له بالعقوبات:
وأضاف بزشكيان: “نريد حلاً لمشاكل الشعب، ومعيارنا هو رضا الشعب. نحن الآن تحت نير عقوبات شديدة من أمريكا وأوروبا، ولكن يجب أن نعامل الشعب باحترام؛ لأن هذا النوع من التعامل يعد مؤشراً على أداء المسؤولين الحكوميين. كما يجب أن نقضى على العنصرية و نسعى لتحقيق العدالة”.
الاقتصاد مرتبط بالقضايا الخارجية:
وأوضح بزشكيان في خضم حديثه عن وقف جماح التضخم قائلاً: “قدم وزير الاقتصاد بالأمس في البرلمان الخطط المتعلقة بذلك. ولكن يجب أن تكون الخطة الخماسية السابعة هي الأساس. كما يجب علينا حل الخلافات الداخلية والدولية”.
وأجاب عن سؤال هما إذا كان التضخم سيصل إلى 30% بحلول نهاية العام، قائلاً: “سنبذل قصارى جهدنا، والسيد “طيب نيا” موجود كمستشار لي، نحن نعقد اجتماعات أسبوعية ونتحرك وفقاً للبرنامج، كما أننا تفاوضنا مع نحو 40 دولة، ونحن بصدد إبرام الاتفاقيات”.
يجب أن نخلق رؤية مشتركة لجميع الإيرانيين:
وفي ما يتعلق بمسألة الوفاق الوطني، صرح قائلاً: “أعتقد أن الوحدة والانسجام بين المسلمين هما الأساس. المسلمون يجب أن يكونوا متَّحدين ضد أعدائهم، وهذا ما أوصى به النبي. كما يقول الإمام علي: الإصلاح بين المسلمين أهم من الصلاة والصوم”.
يجب أن يتحرك الجميع من أجل تنفيذ البرنامج والقانون:
وأكد بزشكيان أنه “يجب أن يتم كتابة القوانين والبرامج بناءً على السياسات العامة لتصبح ميثاقاً مشتركاً. في هذا السياق، لا ينبغي أن يكون هناك اختلاف. يجب أن نكون جميعاً متّحدين؛ حيث إن عدم قبول برنامج معين يعني النفاق”.
وأضاف: “في الحكومة، جميع الوزارات مسؤولة عن تنفيذ القوانين والبرامج وفقاً للجدول الزمني المحدد، كما سنقوم أيضاً بإنشاء أداة رقابية لضمان سير العملية بشكل صحيح، كما سيتم إبلاغ المسؤولين في كل محافظة بهذا المسار”.
وأجاب عن سؤال حول معالجة برنامج الحكومة للبنوك غير المستقرة: “يجب أن نتحرك في هذا المجال بطريقة لا تضر الشعب. إذا قلنا إن بنكاً ما غير مستقر وأغلقناه، فكيف سنرد على الناس الذين وضعوا أموالهم هناك بثقة بالنظام؟”.
الخبرة إحدى النقاط التى أكدتها الحكومة:
وتابع بزشكيان قائلاً:” بالنسبة للبورصة سيعبر وزير الاقتصاد عن آرائه وفقاً للبرنامج والقانون. كما أننا أيضاً نستشير الخبراء حتى نحصل على الأفكار المختلفة ثم نعهد بتنفيذ البرنامج إلى الشخص المناسب.
لا يمكن تحقيق نمو بنسبة 8% مع عدم توازن الكهرباء والبنوك.
وصرح بزشكيان بخصوص وعود معدلات النمو: “ينبغي أولاً معالجة مشكلة الطاقة، حيث لا يمكن تحقيق نمو بنسبة 8% في ظل عدم توازن الكهرباء والنظام البنكي. الخبراء يرون أننا بحاجة إلى استثمار بقيمة 200 مليار دولار لتحقيق هذا النمو. يمكن زيادة الاستثمارات المحلية من خلال تحسين الكفاءة، ولكن إجمالي الأموال المتاحة في البلاد لا يتجاوز 100 مليار دولار، لذا نحن بحاجة إلى 100 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية. إن تحقيق ذلك يعتمد على علاقاتنا مع جيراننا”.
وجوب الوحدة الداخلية:
وأكد قائلاً: “ينبغي لمنتجينا أن يثقوا بقوانيننا، كما علينا خلق بيئة ملائمة تضمن نجاح المستثمرين والمنتجين. سنكون داعمين لهم وسنتجاوز العقبات التي تواجه الإنتاج”.
تحقيق العدالة في التعليم:
وأكمل بزشكيان: “نحن نواجه مشكلة في مجال التربية والتعليم، علينا العمل لضمان أن يحصل الأطفال خاصة في المناطق النائية على التعليم”.
وأضاف: “يجب توفير الإمكانيات اللازمة لضمان التنافس العادل بين الفقراء والأغنياء من حيث المعلمين، البيئة والمرافق التعليمية”.
العراق أول مقصد خارجية لبزشكيان:
علق قائلاً: “نسعى لأن نكون في خدمة الشعب وليس كأشخاص متعجرفين وطامعين في السلطة، سنجرى محادثات خلال الزيارة، حيث إن العراق بلد صديق وجار لنا”.
محاولة إقناع الإيرانيين في الخارج بالاستثمار في البلاد:
قال حول رحلته إلى نيويوك: “لقد غادر عديد من الإيرانيين بسبب عدم رضاهم عنا، ولكن يمكننا إقناع كثير منهم بالعودة أو على الأقل الاستثمار في بلادهم. كما يجب علينا رفع شعار (ايران للجميع)”.
وأضاف: “إن رؤية القيادة هى أن نسعى لجذب الناس بدلاً من استبعادهم، علينا أن نهيئ البيئة لكل من يشتاق لإيران حتى يأتي دون خوف”.
تنظيم الفضاء الإلكتروني:
قال بزشكيان: “سيجلس وزير الاتصالات مع المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني والمجلس الأعلى للأمن القومي؛ لمناقشة الأمور ولتسهيل العملية الثقافية والتجارية والعلمية للناس”.
وختاماً، قال: “أشكر الناس على ثقتهم. نعِدهم بأننا سنبذل قصارى جهدنا؛ لعدم نسيان الوعود التي قطعناها وسنبقى معهم حتى النهاية”.