كتبت: يسرا شمندي
اجتمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع وفد من حركة حماس في قطر بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وضم وفد حماس محمد درويش رئيس مجلس شورى الحركة، وخالد مشعل، وخليل الحية، وحسام بدران ومحمد نصر، أعضاء المكتب السياسي للحركة، بينما حضر من الجانب الإيراني برفقة الرئيس وزير الخارجية عباس عراقجي وسفير إيران لدى قطر علي صالح آبادي، حيث أعرب عن حزنه لاستشهاد إسماعيل هنية الذي اغتيل في 31 يوليو/تموز من نفس العام، وأدان بزشكيان الجرائم الإسرائيلية في غزة ولبنان، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في حماية حقوق الفلسطينيين.
ووصف الرئيس الإيراني اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بأنه من أكثر الأحداث إيلاماً في حياته، مضيفاً: “الشهيد هنية كان ضيفاً على حفل تنصيبي واحتضنا بعضنا البعض بحرارة بعد الحفل، ولكن بعد ساعات قليلة، سمعت خبر اغتياله الجبان، الذي كان مؤلماً جداً بالنسبة لي”، وذلك وفقاً لما جاء في موقع مشرق نيوز بتاريخ 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024
وأضاف بزشكيان، إن الجرائم التي يرتكبها النظام الإسرائيلي في غزة ولبنان هذه الأيام تؤذي قلوب كل إنسان، وتابع: “هذا الإزعاج ذو شقين بالنسبة لنا، الذين نعتبر شعب فلسطين المظلوم إخوتنا الدينيين”.
وفي هذا الإطار انتقد الرئيس الإيراني، ما وصفه بالسلوك المنافق للولايات المتحدة والدول الغربية في دعم النظام الإسرائيلي بذريعة الديمقراطية وادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان، وأكَّد: “هذه الدول التي تتحدث باستمرار عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، أثبتت من خلال دعمها لهذا النظام المجرم أنها غريبة تماماً عن هذه المفاهيم، وأن حياة البشر، وخاصة النساء والأطفال، لا قيمة لها بالنسبة لهم، وكل ادعاءاتهم، كاذبة.
وفي إشارة إلى الوعود الكاذبة ووعود الدول الغربية بدعوة إيران إلى ضبط النفس وعدم الرد على اغتيال الشهيد هنية مقابل وقف إطلاق النار ووضع حد لقتل الأبرياء في غزة، أفاد بزشكيان: “أن استمرار جرائم النظام الإسرائيلي أدى إلى رد حاسم من قبل القوات المسلحة لإيران، وهذا النظام سيتلقى بالتأكيد رداً أكثر سحقاً وحزماً إذا ارتكب أدنى خطأ”.
وأضاف إن غياب الوحدة والتماسك بين الأمة الإسلامية هو سبب وقاحة النظام الإسرائيلي في ارتكاب وتكثيف الجرائم ضد المسلمين المضطهدين في فلسطين ولبنان، وقال “ما أوصلنا إلى هذه النقطة هو الفتنة بين الدول الإسلامية، ولو توحد المسلمون لما تجرأ النظام الإسرائيلي بالتأكيد على ارتكاب هذه الجرائم”.
وأقرَّ بزشكيان “أن النظام الإسرائيلي كما يعتمد على دعم الولايات المتحدة وأوروبا لتنفيذ جرائمه، فإن مواجهته تتطلب دعمًا وتضامنًا من المسلمين مع الشعب الفلسطيني المضطهد، وأكَّد أن الهدف الأساسي الذي نسعى لتحقيقه، سواء داخل بلادنا أو بين دول الجوار والدول الإسلامية، هو تعزيز الوحدة والتعاون لمواجهة هذا التحدي المشترك، وهو التأكيد على توطيد العلاقات الأخوية والتوافق، ومن أجل كرامة الأمة الإسلامية وعزتها فإذا تحقق ذلك فإن صدى الصوت الموحد للمسلمين سيمنع أي معتدٍ ومجرم من انتهاك حقوق الأمة الإسلامية، ونأمل أن يهدينا الله سبحانه وتعالى جميعاً في هذا الاتجاه”.
وعلى الجانب الآخر أعرب رئيس مجلس شورى حركة حماس محمد إسماعيل درويش، عن ارتياحه للقاء بزشكيان وهنأه على نجاحه في كسب ثقة الأمة الإيرانية، ووصف علاقات الإيرانية مع محور المقاومة وخاصة حركة حماس بأنها عميقة وقوية، وقال: “نحن اليوم في مركز ثقل العالم ومركز الحضارات الدينية والسماوية، وبلا شك سيهيمن الجميع على هذه المنطقة”، سيكون لها دور وتأثير كبير على العالم بأسره.
واستعرض الأحداث التاريخية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وصولاً إلى مرحلة تطبيع العلاقات مع هذا النظام من قبل بعض الدول العربية والإسلامية، وقال: “إن أساس وفلسفة مشروع تطبيع العلاقات مع النظام الإسرائيلي هو إغلاق الملف الفلسطيني وتدمير حقوق الفلسطينيين بشكل كامل، وهو ما هزم على يد مخابرات جبهة المقاومة”.
كما شرح درويش الجوانب المختلفة لعملية طوفان الأقصى ضد النظام الإسرائيلي والإنجازات التي حققتها هذه العملية ، قائلاً: “على الرغم من فرض هزائم كبيرة على النظام الإسرائيلي، إلا أن عملية إنتفاضة الأقصى تسببت أيضاً في الكثير من الضرر لأمتنا، لكن الشعب الفلسطيني والمقاومة لن ينفصلا أبداً وسيعيدان إعمار غزة مرة أخرى”.
وفي ضوء ذلك أشاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بدعم ومساندة مختلف مجموعات وقطاعات حركة المقاومة، من حركة حزب الله اللبناني إلى أنصار الله الحوثيين، والمقاومة الإسلامية في العراق، وعلى رأسهم جميعاً، إيران، من المقاومة الإسلامية الفلسطينية، وقال: “إن العملية المجيدة للقوات المسلحة الإيرانية حققت إنجازات كبيرة، لعل أهمها استعادة جبهة المقاومة للردع”.
وشدد على أننا على يقين من أن دماء قادة جبهة المقاومة ستقودنا إلى النصر النهائي، وأوضح: “أن وقف هذه الحرب الغاشمة يتطلب تكامل كل الجهود والدعم للمقاومة الفلسطينية، ونأمل أن نصلي يوماً ما جنباً إلى جنب في القدس الشريف”.
كما عبر وفد حركة حماس عن تعازيه باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وثلة من قادة الحزب في جرائم إسرائيلية متتالية، وكذلك اللواء عباس نيلفروشان، معتبرا أن هذه الدماء لن تزيد الجميع إلا الإصرار على المضي بذات الدرب والطريق نحو القدس. حسب البيان الرسمي لحركة حماس .
اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
أغتيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس يوم الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024، بينما كان في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، وألقت إيران وحماس باللوم على إسرائيل على الفور، لكن إسرائيل رفضت التعليق على الحادث، وأشار بعض المحللين بأصابع الاتهام مباشرة إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، وجاء الاغتيال في طهران بعد 12 ساعة فقط من قيام إسرائيل بقتل القائد البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة بطائرة بدون طيار في الضاحية الجنوبية لبيروت، وصرَّحت عالمة الأمن في جامعة ماكواري في أستراليا كايلي مور جيلبرت: “أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها إسرائيل قتل إسماعيل هنية، وعادة ما يقوم الموساد بعمليات اغتيال خارج إسرائيل”.
وشدد رئيس الموساد ديفيد برنيع في يناير/ كانون الثاني على أن منظمة الموساد “ملتزمة” باستهداف قادة حماس، قائلاً إن “الأمر قد يستغرق وقتاً، ولكن أينما كانوا، سنصل إليهم”، وذلك بناءً على ما جاء في موقع بي بي سي فارسي بتاريخ 9 أغسطس/آب 2024.