كتب: علي زين العابدين برهام
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الإيرانيون، انتشرت صورة لافتة معلقة في شوارع طهران، تطلب من الناس دعم ورعاية العائلات اللبنانية.
نشرت صحيفة “خبر أونلاين” الصورة على صفحتها، واصفةً إياها بــ”اللافتة الكبيرة”، ونقلت عن موقع “فرارو” أن الصورة التي تم تعليقها في شوارع طهران، تطلب من الناس إرسال رسالة نصية إلى رقم معين لدعم العائلات اللبنانية التي عانت ويلات الحرب.
تفاعل عدد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي مع انتشار هذه الصورة، وعلّق حساب باسم “alborz_ziba” على شبكة إنستغرام بما هو مكتوب على اللافتة، وأتبعه برمزٍ تعبيري يدعو إلى عدم الاهتمام.

وبالمتابعة، تم رصد عدة تعليقات أخرى على الصورة، مما يعكس تفاعل المواطن الإيراني معها. كتب “آقا زاده مالك” معلقا ومستهجنا الدعوة: “ظلت العائلات من دون وجبة العشاء؛ لكي يأكل اللبنانيون، إلام تصل الحرب على لبنان؟ الجمهورية الإسلامية تنفق دخلها من أجل لبنان، أخرجوا حزب الله من لبنان لا المتسولين”.
ردّ حساب باسم “جعفر لطفي” معلقاً: “واأسفاه! إلى أين وصلنا؟!”، فيما رد حساب آخر برموز تعبيرية ضاحكة تعبر عن الاستهجان والسخرية، وعقب آخر غاضباً: “هل يمكن جمع الأموال بهذه السهولة؟ هل أنتم مرضى؟ أنتم تُغضبون الشعب الإيراني بهذا”.
بدت بعض التعليقات سخيفة كتعليق حساب آخر، قائلا: “سأعتني بفتاتين أعمارهما بين 20 و35″، وردَّ حساب آخر ساخرا من طلب قبول دعم الأسر اللبنانية قائلا: “أقبل بفتياتهم”، فيم كتب حساب آخر: “اخجلوا”، موجها خطابه إلى الحكومة.

في حين نشر “اقتصاد أونلاين” هذه الصورة، لافتا إلى أن هذه اللافتة قد علقت لتجلب أنظار الناس في الشوارع.
تباينت التعليقات ردا على نشر الصورة هذا الموقع، فقد رد حساب بدون اسم قائلا: “لا ينبغي ان نتحمل المصائب نحن”، وأردف: “ليتم طرد الأفغان من بلادنا”، وختم قائلا: “من يريد أن يقدم الدعم يجب أن يتوافر لديه الراحة والاستقرار والمسؤولية ومن ثم عليه أن يدعم”.

وفي تعليق آخر، رد حساب بدون اسم أيضا: “لديهم أيضا فتاةٌ عمرها 25 عاما، تحتاج إلى الرعایة”. يبدو من الرد أنه يعرّض بما تفعله الحكومة من عدم احترام الفتيات، وفقا لما يتناقله البعض في الشارع الإيراني.

وقد نشر موقع “خبربان” الخبر أيضا، ونقل عن تقرير لـ”روبرونيوز” أن اللافتة التي علقت في شوارع طهران قد جذبت أنظار المواطنين، من دون أن يوضح التقرير ما إذا كان تفاعل المواطنين مع اللافتة إيجابيا أم سلبيا.

نشر موقع “إيران پژواک” الصورة نفسها، واصفا إياها باللافتة العريضة التي عُلقت في طهران، وبها طلب من قبل الحكومة الإيرانية للناس للقبول بدعم ورعاية العائلات اللبنانية المتضررة من الحرب، وأن يرسلوا رسالة إلى رقم حددته لتقديم المساعدة.

فیما نشر موقع “راه نو أونلاين” الصورة نفسها من دون أي تعليق من قبل القراء عليها.

أما على منصة تويتر/إكس، فقد نشرت صفحة “إيران آزادي” الصورة، معترضة على هذا الطلب ومعلقة بأن حكومة الجمهورية الإسلامية دعمت لبنان من خلال إرسال المساعدات المالية والسلع المختلفة خلال الحرب. وختمت التعليق بهاشتاغ “إيران الحرية” و”خامنئي مجرم”.

ونشر حساب آخر، الصورة مطالبا الناس بأن يقوموا بإحراق هذه اللافتات المشؤومة المُهينة.

ونشر الصورة حساب آخر باسم “فاير اف گاد سابق” معلقا بقوله: “يطلب المواطنون منكم أيضا ما تطلبونه، فلتجيبوهم”. ثم أردف بهاشتاغ: “يعيش رضا شاه الثاني، البهلوي الثالث”.

فيما نشر حساب باسم “Iranian Congress” الصورة وعلّق متسائلا: “لماذا يظنون أن الشعب الإيراني سيقبل بالإرهابيين؟”.

في حين علّق حساب آخر مستهزئا: “هذا ما كنا نفتقر إليه أيضا!”.

وعلّقت “Doctor Joon” موضحةً أن تكلفة اللافتة الواحدة تبلغ من 2 إلى 3 ملايين تومان، وأن هناك آلافا من اللافتات عن حسن نصر الله والسنوار تم تعليقها في مدن إيران المختلفة، في حين أن رواتب بعض الموظفين أقل من ربع هذا الرقم، وبعملية حساب صغيرة سنجد أنهم ينفقون رواتب عدة موظفين وعمال على هذا الهراء.
