كتب: زينب بيه
في سياق التحليل حول العمليات الأخيرة والتوترات المتصاعدة مع إسرائيل، أكد علي مطهري، نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، أن السيناريوهات السابقة قد تتكرر، مشيرا إلى عمليات غير ملموسة نفذتها إسرائيل في سماء أصفهان سابقا باستخدام طائرات صغيرة، وأوضح أن الترددات حول كيفية الرد على التصعيد الإسرائيلي قد تلاشت بعد الهجوم الصاروخي الأخير من جهة إيران، وأصبح الجميع متحدين في مواجهة إسرائيل.
الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل
وقع الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل، يوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024. وفي إطار هذه العملية، تم استهداف ثلاث قواعد جوية عسكرية رئيسية لنظام الاحتلال، حيث كانت منظمة الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” مركزا للاغتيالات، وفقا لوكالة أنباء “خبر اونلاين” الإيرانية بتاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وتم استخدام صواريخ هايبر سونيك فائقة السرعة لاستهداف قاعدة نيفاتيم الجوية، التي تُستخدم لطائرات F-35، وقاعدة حتسريم الجوية، التي كانت مسرحا لاغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كما تم استهداف الرادارات الاستراتيجية ومراكز تجمُّع الدبابات والمَرْكبات المُدرّعة وأفراد النظام في المناطق المحيطة بغزة، التي كانت مسؤولة عن المذبحة التي ارتُكبت بحق سكان غزة، بحسب “خبر أونلاين”.
رسائل الهجوم الصاروخي الإيراني
حمل الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل رسائل مهمة، حيث كانت الرسالة الأولى موجهة لنظام الإحتلال الصهيوني؛ كي لا يظنوا أن محور المقاومة قد تراجع بسبب جرائمهم الكبرى، وأما الرسالة الثانية فكانت موجهة للعالم الإسلامي والأمة الإسلامية، لتُثبِّت فيهم الأمل وتؤكد أن النضال مستمر، كما أوضحت أن الشعوب لن تتراجع أمام الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام الصهيوني، وأكدت أن إيران ومحور المقاومة لا يزالان يسعيان لتحقيق أهدافهما، وذلك وفق تحليل علي مطهري للوضع الحالي في إيران مع وكالة “خبر أونلاين” بعد الهجوم الصاروخي للحرس الثوري على إسرائيل.
القضية الفلسطينية قضية إنسانية
وكانت الرسالة الثالثة موجهة للغرب؛ لكيلا يظنوا أن دعمهم لإسرائيل سيحول المجاهدين عن مسارهم، فطالما أن الاحتلال قائم، ستستمر المقاومة. وعلاوة على ذلك، قضية فلسطين ليست شيئا يحق للولايات المتحدة والغرب تحديد مصيره، كما أنها ليست مجرد قضية عاطفية وستنتهي بسرعة، بل هي قضية منطقية وعقلانية، وكل أمة تُحتل أرضها ستسعى لتحريرها. وفي هذا السياق، فلسطين أرض إسلامية تعود للفلسطينيين، ويتوجب عليهم استعادة أراضيهم، كما أن المسجد الأقصى، القبلة الثانية للمسلمين، يحظى باحترام المسيحيين واليهود، وينبغي ألا يكون هذا المكان المقدس تحت تصرف الصهاينة، بسحب قَوْل علي مطهري مع وكالة “خبر أونلاين”.
قضية فلسطين تتجاوز كونها قضية إسلامية، إذ إنها قضية إنسانية بامتياز، ويتعين على كل فرد يدرك معاناة أمة تُجبر على مغادرة أرضها، أن يساهم في دعم المظلومين، وسوف يستمر هذا النضال حتى يتم استعادة الحقوق المسلوبة ويتم القضاء على الاحتلال، وفق قوله.
نقطة تحوُّل في نضال المقاومة
يُعتبر الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل نقطة تحوُّل في نضال محور المقاومة، حيث إنه بعد الهجمات الوحشية للنظام الصهيوني، سادت حالة من اليأس بين الشعوب الإسلامية، بينما ساهمت إيران في تخفيف هذا الشعور، وكان من الضروري أن يحدث هذا الهجوم الصاروخي، وفق قوله.
وأضاف مطهري مع “خبر أونلاين”، أنه كان من المفترض أن يتم هذا الهجوم مباشرة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لكن الولايات المتحدة أرسلت رسائل لإيران تطالبهم بالامتناع عن اتخاذ أي خطوات، وأنهم سيوقفون إطلاق النار خلال أسبوع، لكن لم يَصْدُقوا.
وفي الواقع، كان بالإمكان أن تكون عملية الهجوم الإيراني ضد اسرائيل أكثر فعالية لو تمت منذ ذلك الوقت، إلا أن إيران كانت لديها بعض التحفظات. وعلاوة على ذلك، كانت إيران على استعداد لوقف الهجمات من أجل إنقاذ حياة الناس في غزة استنادا إلى وعد الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار، ولكن اتَّضَحَ أن وعودهم كانت كاذبة، ومن ثم نفّذت إيران عملياتها بعد تأجيل، وفق تصريحه لـ”خبر أونلاين”.
توقعات ردود فعل إسرائيل
علّق مطهري أن إسرائيل سترد ردا ملموسا إذا قررت الرد، ولن تُجبر إيران على الرد بالمثل.
وأفاد علي مطهري مع “خبر أونلاين” بأنه من المتوقع ألا تقوم إيران بتنفيذ عمليات مشابهة للاغتيالات أو الحروب بالوكالة ردا على إسرائيل، لأنه قد يتكرر السيناريو كما حدث سابقا، عندما أرسلت إسرائيل طائرات صغيرة إلى سماء أصفهان ونفذت عمليات غير ملموسة. وفي هذا السياق، من المحتمل أن تلجأ إسرائيل مجددا إلى مثل هذه الإجراءات؛ لتجنب إجبار إيران على الرد بالمثل، مما قد يجعلها تدَّعي أنها قامت بالرد دون استفزاز إيران.
حق الدفاع وفقا لميثاق الأمم المتحدة
إذا اختارت إسرائيل اتخاذ رد فعل جاد، فإن إيران سترد بقوة أكبر ولن تظل صامتة. كما أن الهجمات الصاروخية من قِبل إيران كانت ردا على اغتيال إسماعيل هنية، وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بحسب قوله. والمادة 51 تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات، ولكن بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكل العالم كله متفق على أن هذا الرد كان من حق إيران، وإذا أرادت إسرائيل القيام بأي خطوة، فإن لإيران الحق القانوني في الرد، كما أن هذه المسألة ستعود بالضرر على الإسرائيليين، لأنها ستعزز نار المقاومة في المنطقة، كما أن اغتيال حسن نصر الله زاد من قوة المقاومة اللبنانية وألحق الخسائر بإسرائيل، وفق قوله.
تحذيرات من عواقب انتصار إسرائيل
صرّح مطهري مع “خبر أونلاين” بـ”أننا سنكون شاهدين على تدمير النظام الصهيوني”، مُحذرا من أنه إذا انتصرت إسرائيل، فإن جميع الشعوب الإسلامية ستصبح تحت سلطتها وستُستعبد، وسيدفعونهم جميعا إلى الواجهة لمهاجمة الدول المجاورة. كما أكد أنه يجب القضاء على هذا النظام بكل السُبل، سواء من خلال الحرب أو عبر الطريقة التي اقترحتها إيران، والتي تقضي بضرورة إجراء انتخابات يشارك فيها الفلسطينيون لتوضيح مصير المنطقة.
إيران لديها معدات عسكرية كثيرة لم تُستخدم بعد
تمتلك إيران كثيرا من المعدات العسكرية التي لم تُستخدم بعد، وذلك بناء على ما ورد من مسؤولين عسكريين، وإذا تجاوزت إسرائيل حدودها، فسيتم استخدام هذه المعدات بما يتناسب مع تصرفاتها الجريئة، بحسب قوله.
وحدة الصفوف السياسية في إيران ضد إسرائيل
تتفق جميع الجماعات السياسية في إيران على موقف موحد ضد إسرائيل، وذلك بعد تصاعد الأحداث الأخيرة. فقد كانت هناك تباينات في الآراء قبل الهجوم الصاروخي الأخير، حيث دعا البعض إلى ضرورة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، بينما رأى آخرون أن التريث هو الخيار الأفضل؛ لتجنب الانجرار إلى حرب إقليمية، وهو ما تسعى إليه إسرائيل. ومع ذلك، فإن الآراء المتباينة تلاشت بعد العملية الأخيرة، مما أسفر عن توحيد الجميع في مواجهة التحديات الإسرائيلية. ومن الضروري الآن تعزيز الوحدة داخل إيران؛ لتجنب حدوث أي شعور بالانقسام بين الصفوف، وفق تصريح مطهري لـ”خبر أونلاين”.