كتبت: شروق السيد
تشهد الساحة السياسية الإيرانية توترا متزايدا بعد دعوات جبهة بايداري إلى إقالة محمد جواد ظريف، نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، بسبب خلفيته الشخصية، التي تشمل حصول أولاده على الجنسية الأمريكية، وقد أعلن كامران غضنفري، ممثل الجبهة في البرلمان، أنه إذا لم يتخذ الرئيس بزشكيان إجراءات ضد ظريف، فسوف يتم اللجوء إلى القضاء، وأشار ظريف خلال حديثه، إلى تلك المطالبات معبرا عن أهمية التسامح والعمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل لإيران.
رد ظريف على مطالبة جبهة بايداري بإقالته: جبهة بايداري تريد إقالتي وسجني
أشار محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، إلى ضغوط المتشددين لإقالته، قائلا: “صحيح أن جبهة بايداري تريد اليوم عزلي وسجني أو فعل آلاف الأمور الأخرى، لكنهم أيضا جزء من هذا البلد ويجب أن يشاركوا في بنائها أيضا”.
قال ظريف، مساء الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، خلال لقائه مع النخب وأعضاء المجتمع المدني في محافظة أصفهان: “بصفتي شخصا شغل مسؤوليات في هذا البلد لمدة 40 عاما تقريبا، أقول إننا نعتزم الاعتراف بأننا ارتكبنا أخطاء وأن الحكومة ليس لديها جميع الإجابات”.
خاطب ظريف نشطاء المجتمع المدني والنخب في محافظة أصفهان مؤكدا: “جاء في مرسوم رئيس الجمهورية أننا يجب أن نكون حلقة الوصل بين الحكومة والمجتمع المدني، في منصب نائب الرئيس الاستراتيجي، ومراكز التفكير الإقليمية التابعة لنا ستتحمل هذه المهمة في المحافظات”.
مؤسسات الفكر والرأي حلقة الوصل بين الحكومة والمجتمع المدني
كما أشار نائب الرئيس إلى تعيين محافظ جديد لأصفهان وقال: “علينا أن نعتبر المحافظ الجديد واحدا منا، هذا المحافظ يمثل حكومة بزشكيان وليس فئة معينة، وأقول هذا بصفتي شخصا يعرفه منذ 20 عاما”.
وأضاف: “في ما يتعلق بمفهوم الوفاق الذي يتحدث عنه بعض أصدقائنا، لديّ أيضا بعض الملاحظات، ويجب أن نتحدث في هذا الشأن، علينا جميعا أن نتعود على التسامح مع الجميع، بالطبع عليهم أن يتعودوا على ذلك أكثر، لأنهم لا يمتلكون هذه العادة، لكننا مجبرون على التعود”.
“جبهة بايداري تريد إقالتي”
أكد ظريف ضرورة التوافق بين جميع المجموعات للنهوض بالبلاد، قائلا: “صحيح أن جبهة بايداري تريد اليوم عزلي وسجني أو القيام بألف أمر آخر، لكنهم أيضا جزء من هذا البلد وعلينا أن نبنيها معهم”.
الأمل لا يعني الكذب
وأضاف نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية: “إذا أردنا منع هجرة الشباب وبناء المستقبل، فعلينا أن نصنع الأمل، لكن هذا الأمل لا يعني الكذب، سلوكنا يصنع سلوك الآخرين، وعلينا أن نقبل أنه يمكننا تغيير الآخرين، يجب أن نعيش مع الواقع وليس مع التمنيات، لا ينبغي لنا أن نستسلم أمام من يحاولون عرقلة المستقبل أو أن ننهزم”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “خبر أونلاين“
لماذا تريد جبهة بايداري عزل ظريف؟
كامران غضنفري: إذا لم يقم بزشكيان بإقالة ظريف في الأيام القادمة فسوف نقاضيه
من جانبه قال كامران غضنفري، ممثل جبهة بايداري في البرلمان الإيراني، إنه “عندما يقوم السيد بزشكيان، وهو على علم بالقانون، بإصدار قرار تعيين السيد ظريف، الذي يحمل ابناه الجنسية الأمريكية، في منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، فإنه يرتكب جريمة بشكل واضح”.
وأضاف: “لقد حذّرنا مرارا وتكرارا، من أن عملكم مخالف للقانون، كما أن ظريف قد نشر تغريدة تظاهر فيها بأنه استقال، في حين لم تكن هناك استقالة، بل كان يتظاهر، وبعد تصويت الحكومة نشر نصا بسعادة يعلن فيه (لقد عدت إلى عملي)”.
وأكد غضنفري أن “ادعاء حل هذه القضية في اجتماع قادة السلطات هو كذب؛ فلا يملك قادة السلطات مثل هذه السلطة للقيام بعمل مخالف للقانون، نحن نوجه تحذيرا إلى بزشكيان في البرلمان بأنه إذا لم يُلغِ هذا القرار غير القانوني في أقرب وقت، فسوف نتقدم بشكوى إلى السلطة القضائية”.
وتابع: “في هذه الحالة، سيتعين على بزشكيان أن يجيب في المحكمة، وهو بالتأكيد لا يملك أي إجابة، وسيحكم عليه بالحرمان من حقوقه الاجتماعية من خمس إلى خمس عشرة سنة، وإذا حدث ذلك، فسيتم فعليا إقالة السيد بزشكيان من رئاسة الجمهورية”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “انتخاب“.
جبهة بايداري:
جبهة “بايداري” هي حركة عقائدية وسياسية تشكلت بعد أحداث الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2009، ويشارك فيها أفراد من زملاء الحكومة التاسعة والعاشرة (حکومة أحمدي نجاد)، وبعض أعضاء تكتل الثورة الإسلامية في البرلمان، وأعضاء من “مقر عمار” (منظمة سياسية في إيران)، إضافة إلى شخصيات سياسية بارزة أخرى.
تأسست الجبهة رسميا في عام 2011، وتم منحها الترخيص من وزارة الداخلية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2014.
وقد تعرضت هذه الجبهة لانتقادات من بعض الأطياف الإعلامية والفكرية، واتهمت بأفعال مثل التطرف والتعصب والخروج عن الأدب السياسي، وإطلاق انتقادات وقضايا لا أساس لها من الصحة.
موقف جبهة بایداري من حكومة روحاني
بعد تولي حسن روحاني رئاسة إيران في عام 2013، أصبحت جبهة بایداري من أشد المعارضين لحكومته، وانتقدت الجبهة بشدةٍ سياسة الحكومة في التعامل مع الاتفاق النووي (5+1) واتفاقية العمل المشترك (برجام)، إضافة إلى القضايا الثقافية مثل الحجاب والموسيقى وإقامة الحفلات الموسيقية، كما انتقدت سياسة الحكومة الداخلية، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع قادة الاحتجاجات بعد انتخابات 2009، (وهي الانتخابات التي انتهت بفوز أحمدي نجاد واندلعت على أثرها احتجاجات تشكك في الانتخابات)، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “تابناک“.