كتب: علي زين العابدين برهام
يضم ميدان فلسطين، وسط العاصمة الإيرانية طهران، واحدة من وسائل إيران لإيصال رسائلها للعالم، وذلك من خلال الجداريات التي تقوم بلدية طهران بتجهيزها ووضعها على جدران العمارات والبنايات في الميدان.
إذ يوجد في ساحة فلسطين بالعاصمة الإيرانية طهران جدار إعلاني ضخم، تستخدمه إيران كحملة دعائية لها، ويتغير محتوى هذا الجدار كل بضعة أيام بما يتوافق مع الأحداث التي يرغب النظام الإيراني في تمريرها للرأي العام الداخلي والخارجي أيضا.
من طهران إلى تل أبيب
مؤخرا انتشرت صورة لجدارية تصور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت وهما يرتديان ملابس سجن خلف قضبان حديدية، وقد كتب على الجدارية جملة: “مجرمون مطلوبون” بالفارسية والعبرية.
يذكر أن هذه الجدارية قد ظهرت في ميدان فلسطين بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
ومن الجداريات التي نشرت كذلك بالميدان جدارية كُتب عليها بالفارسية والعبرية أيضا “طوفان آخر في الطريق“.
كانت هذه الجدارية عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
انزعاج إسرائيلي
وفقا لما نشرته وكالة أنباء “مهر” الإيرانية، فقد أبدت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية انزعاجها من الجداريات التي تنشر من حين إلى آخر في ميدان فلسطين بطهران.
حيث علقت الصحيفة الإسرائيلية على جدارية بالميدان مكتوب عليها “لا أمان حتى في الملجأ”، ووصفتها بــــ”تهديد طهران الجديد”.
وإضافة إلى الجملة السابقة كُتبت أيضا جملة: “اضحكوا قليلا فستبكون كثيرا”. بيد أن هذه الجدارية قد ازعجت الاحتلال الإسرائيلي وإعلامه، فقد أظهرت الجنود الإسرائيليين وهم مهرولون ذعرا وخوفا بعد إطلاق صفارات الإنذار.
جدير بالذكر أن هذه الساحة تحتضن فعاليات خاصة بالقضية الفلسطينية، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة أنباء “مهر” في تقريرها بتاريخ 7 مايو/أيار 2023.
نشرت بلدية طهران جدارية أخرى مكتوبا عليها جملة: “لن يتم إطلاق سراح أي أسير” باللغتين الفارسية والعبرية، في تهديد مباشر للاحتلال الإسرائيلي بقتل كل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وذلك بعد استشهاد يحيى السنوار.
من إيران إلى واشنطن
قامت البلدية في طهران بنشر جدارية في أثناء الانتخابات الأمريكية الأخيرة، وكتب عليها باللغة الفارسية “أمريكا هي الشيطان الأكبر“، وبعدها كتبت جملة تحذيرية باللغة العبرية لإسرائيل من أمريكا وهي: “سوف يرميكم الشيطان الأكبر مثل المنديل المستعمل”.
ووفقا لتقرير وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا“، فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا تناولت فيها جداريات ميدان فلسطين، ورسائل تلك الجداريات لإسرائيل.
حيث ذكرت أنه في يناير/كانون الثاني 2024 نشرت على الجدارية جملة باللغتين الفارسية والعبرية: “جهِّزوا نعوشكم”.
وعقب هجوم إسرائيل على سفارة إيران في أبريل/نيسان 2024، نشرت جدارية أخرى بالميدان وكتب عليها باللغتين الفارسية والعبرية “موتوا بهذا الخوف”، وذلك بعدما توعدت إيران بالانتقام والرد على هذا الهجوم.
وفي 14 أبريل/نيسان 2024، أطلقت إيران 300 مسيَّرة وصاروخ على إسرائيل ردا على الهجوم على سفارتها في دمشق.
وفي اليوم التالي نشرت جدارية احتفالا بهذا الهجوم الذي اعتبره الإيرانيون نصرا، كُتب على هذه الجدارية باللغتين الفارسية والعبرية جملة: “السيل القادم أقوى”.
وبعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران 31 يوليو/تموز 2024، وتوعد إيران بالرد على هذا العمل، نشرت جدارية تتوعد إسرائيل بالرد، وكتب عليها جملة: “انتظروا العقوبة القاسية”.
بعد تعيين يحيى السنوار قائدا لحركة حماس، احتفل الإيرانيون بهذا التعيين، ونشرت جدارية كتب عليها باللغتين العربية والعبرية جملة: “إذا غاب سيد قام سيد”.
وكتب تحتها باللغة الفارسية: “القائد العظيم المجاهد يحيى السنوار”.
قتلت إسرائيل يحيى السنوار في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وعلى الفور نشرت جدارية كتب بها: “سيستمر طوفان السنوار”، وأتبعت بجملة باللغة العربية: “ما لنا إلا إحدى الحسنيين”، إشارة إلى النصر أو الشهادة.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024 نشرت جدارية بعد الرد الصاروخي الإيراني على إسرائيل، وكتب عليها باللغتين الفارسية والعبرية جملة: “بداية نهاية صهيون“.
وكتب تحتها باللغة الفارسية: “حزب الله حي”.
وفقا لتقرير وكالة أنباء “مهر” بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول 2024، نشرت جدارية ميدان فلسطين بطهران تهديدات حسن نصر الله باللغة الفارسية والعبرية: “سننتقم من حيث تحتسبون ومن حيث لا تحتسبون”.
الجدارية الأولى
أما عن أول جدارية تمت إزاحة الستار عنها في ميدان فلسطين بالعاصمة الإيرانية طهران، فكانت صورة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري الإيراني، وكتب تحت صورته باللغة الفارسية: “الدماء المقدسة”، وفقا لتقرير وكالة أنباء مهر بتاريخ 20 مايو/أيار 2020.