كتبت: آية السيد
أثار حضور حميد رضا عارف، ابن نائب الرئيس الأول محمد رضا عارف، جلسة تعيين وزير الصناعة محمد أتابك، بحكومة بزشكيان انتقادات حادة تجاه الحكومة الجديدة وتساؤلات عن سبب حضوره؛ حيث إن هذا الحدث يعد خرقاً للبروتوكولات الوزارية واختبار حقيقي لمدى التزام الحكومة بشعاراتها.
فوفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء ديدارنيوز 31 أغسطس/آب 2024، فقد أثار حضور حميد رضا عارف، ابن نائب الرئيس الإيراني، جلسة تعيين وزير الصناعة والتعدين والتجارة محمد أتابك، ونظراته إلى كاميرات التصوير انتقادات واسعة لحكومة بزشكيان الجديدة، خاصة في ظل تأكيد الرئيس الدائم أنه من الشعب ويفتخر بأنه من قرية وأصبح رئيساً، مما جعل ظهور “المحسوبية” في الأيام الأولى لحكومته مفاجئاً ومثيراً للجدل.
ووفقاً للتقرير، فإن هذا الهجوم قد سببته عدة عوامل؛ أولها أن الذي حضر الجلسة هو ابن نائب الرئيس، الذي سخر مسبقاً من “المحسوبية”، فلربما لو كان ابن مسؤول حكومي آخر قد حضر الجلسة بدلاً من حميد رضا عارف لما وصلت الأمور إلى هذا الحد. وثانياً بسبب الشائعات التي تدور حول علاقة نائب الرئيس بمحمد أتابك وزير الصناعة ودوره في تعيينه وزيراً، مما يزيد من حساسية الموضوع. الأمر الآخر هو الخطاب الذي تبناه بزشكيان خلال حملته الانتخابية والذي أقنع به الشعب بأن الحكومة القادمة هي وليدة أحلام الأمة ومبنية على الوفاق ولا علاقة لها بالمحسوبية، مما منح الناس الأمل وجعلهم يصوتون في الانتخابات.
ما الذي أدى إلى إثارة هذه القضية في الأيام الأولى من حكومة بزشكيان؟
تشير التوقعات إلى أن الرئيس ونائبه يجب أن يتخذا خطوات عاجلة لحل الوضع الحالي. فمن الضروري أن يقدم السيد عارف توضيحاً للشعب قبل فوات الأوان، ويوضح بأي صفة كان ابنه حاضراً في تلك الجلسة ومدى تدخلاته؟ وما الذي ستفعله الحكومة لتطمئن الناس بأنها ستظل بعيدة عن مثل هذه التدخلات؟ وقبل كل ذلك، فمن الضروري أن تقدم الحكومة اعتذراً للشعب.
في الوقت نفسه لم ترد حكومة بزشكيان على هذا الجدل المثار. وكانت الانتقادات التي وجهها داعمو بزشكيان في الساعات الـ24 الماضية، تظهر أن شعبية الحكومة الرابعة عشرة معلقة بخيط رفيع، حتى إن البعض ذهب لقول إن مؤيدي هذه الحكومة الذين لعبوا دوراً في نجاحها سوف يبتعدون عنها إذا استمر هذا النهج من التصرفات، وهو ما قد يضر بالحكومة، كذلك فإن ظهور “المحسوبية” في حكومة بزشكيان يوفر فرصاً للمعارضين لزيادة الانتقادات والهجمات. وفي مثل هذه الظروف، قد يقل عدد الداعمين ويزيد عدد المنتقدين، مما يجعل من الصعب على الحكومة إدارة البلاد وتحقيق وعودها الانتخابية إذا كانت لديها نية جادة لتحقيق ذلك.
ظهور “المحسوبية”
ردُّ محمد فاضلي، عالم الاجتماع والداعم لحكومة بزشكيان عبر قناته على تليغرام، وكتب: “السيد عارف، وضح لنا ما الذي كان يفعله ابنكم في الجلسة الرسمية الحكومية؟ بأي حق، ولماذا كان موجوداً في الجلسة، شاهد العديد من الأشخاص مثلي الحكومة عن كثب، ويعرفون أن هذا النوع من الحضور له تأثيرات سلبية، مجرد خبر أو صورة من حضور الجلسة يمكن أن يخلق فرصاً لاستغلال. سيد عارف، أنت عضو في حكومة السيد بزشكيان التي تدعي الالتزام بنهج البلاغة (أقوال سيدنا علي)، لذا من المهم احترام قواعد الحضور بالحكومة، خاصة في حكومة بزشكيان. نريد توضيحاً بشأن حضور ابنك في تلك الجلسة”.
كما أشار في تغريدة على موقع إكس حول هذه المسألة، قائلاً: “السيد عارف، نحتاج إلى توضيح بشأن سبب حضور ابنك في الجلسة الرسمية. إذا لم نضع حداً لهذه المسألة، فإن النتيجة ستضر سمعة الحكومة. أمثالي لم يقسموا أمام الشعب ليستغل أمثال ابن السيد عارف مناصبهم في الحكومة”.
تكاليف غير ضرورية
كتب محمد طاهري الصحفي الإصلاحي: “حضور ابن السيد عارف في جلسة تعيين السيد محمد أتابك وزير الصناعة والتجارة كان فقط تكلفة غير ضرورية. نحن نفضل أن تشتروا سفينة ترفيهية للأبناء وترسلوهم مع أصدقائهم الحاليين والسابقين إلى وسط البحر، لا تفرطوا فيما تبقى لكم من سمعة بسبب هذه التصرفات السخيفة”.
سؤال مهم
كتب ميلاد علوي، الصحفي الإصلاحي: “على مكتب النائب للرئيس الأول ووزارة الصناعة والتجارة الإجابة عن السؤال: ما الصفة والدور الذي حضر به ابن محمد رضا عارف في مراسم تعيين وزير الصناعة والتجارة وجلس بجانب مستشاريه؟ هل تمت دعوته من باب الـ(محسوبية) أم باعتباره (ابن النائب الأول)، ربما يكون مستشاراً جديداً ونحن لا نعلم؟!”.
أخطاء في التنسيق
أشار ناشط إعلامي آخر قائلاً: “لا يمكن تفسير سبب حضور ابن الدكتور عارف في جلسة تعيين محمد أتابك وزير الصناعة والتجارة إلا من خلال ثلاثة، أن يكون ابن نائب الرئيس الأول ساهم في إدراج أتابك في الحكومة أو حصل على منصب محمد أتابك، أو من المحتمل أن يعمل في وزارة الصناعة و التجارة نيابة عن والده، أو لتحقيق مصالحه الشخصية”.
لماذا منح نائب الرئيس، محمد رضا عارف، ووزير الصناعة والتجارة محمد أتابك الإذن بحضوره؟ الله أعلم!
وقد ذكرت سابقاً أن عارف؛ نظراً إلى مكانته المهمة يمكن أن يكون سبباً في سقوط أو نجاح حكومة بزشكيان. ومع ذلك، قد يصبح نقطة الضعف في حكومة الوفاق.
نهج البلاغة (أقوال سيدنا على).. من القول إلى الفعل
نشر محمد حسين بويانفر، الناشط الإعلامي صورة لحميد رضا عارف، ابن نائب الرئيس ووجَّه رسالة إلى الرئيس ونائبه الأول عبر منصة إكس قائلاً: “بني، فلتحب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها.
أيها السادة طبِّقوا نهج البلاغة”.
الحكومة أم بيت الوالد؟
وجَّه حسن آغا ميري رسالة إلى محمد رضا عارف، قال فيها: “أيها النائب الأول! ما سبب حضور ابنك في مراسم تعيين وزير الصناعة و التجارة؟! أوقِفوا هذه الفوضى. فهو لا يحق له حضور الجلسة الحكومية الرسمية، ولا يحق لك السماح له بالحضور. إذا كان له منصب فليتم الإعلان عنه رسمياً، وإن لم يكن فالحكومة ليست بيت والدك”.