كتب: ربيع السعدني
في قلب المشهد العسكري الإيراني، يقف حسين سلامي كرمز للقوة والتحدي والصمود، قائدا للحرس الثوري منذ أبريل/نيسان 2019، يجمع بين العقل الهندسي والروح الثورية، ليصبح درع إيران ولسانها الناطق. أحد أبرز الشخصيات التي تحمي سيادة إيران وتُعبر عن طموحاتها بصوت جهوري.
وُلد سلامي عام 1960 في مدينة كلبايكان بمحافظة أصفهان، وتخرج في جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا في عام 1978 في مجال هندسة الميكانيكا قبل أن يُغير مساره مع اندلاع الثورة عام 1979 وينضم إلى الحرس الثوري مع بدايات تأسيسه.
ومن أبرز اقتباسات سلامي:
من أصفهان إلى قلب الردع
ومع انتصار الثورة عمل لفترة في اللجان الشعبية، ومع هجوم نظام البعث على إيران وفي سبتمبر/أيلول 1980 انضم سلامي إلى الحرس الثوري في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، وتوجه على الفور إلى كردستان أولا ثم إلى الجبهات الجنوبية الغربية.
بعد ذلك أكمل سلامي دراسته بدوام جزئي في جامعة العلوم والتكنولوجيا، بالتزامن مع تعليمه العسكري، حيث كان عضوا في هيئة التدريس بجامعة الدفاع الوطني ومدرسا في الدورة العسكرية المتقدمة.
ثم تدرج في المناصب العسكرية، من مقاتل في الحرب “العراقية-الإيرانية” إلى قائد للقوات الجوية للحرس، ثم نائب القائد العام خلال الفترة من 1997 إلى عام 2005، وفي مرسوم أصدره خامنئي عُين قائدا عاما للحرس الثوري، مما أكسبه خبرة واسعة في الإدارة العسكرية.
برز دوره في تعزيز القدرات الصاروخية الإيرانية وتطوير استراتيجيات الردع للحرس، وكان لسلامي دور بارز في عمليات عسكرية بارزة مثل قصف قاعدة “عين الأسد” في 8 يناير/كانون الثاني عام 2020.
ومن أبرز اقتباسات سلامي؛
أُطلق الهجوم تحت اسم “عملية الشهيد سليماني“، واستخدمت فيه صواريخ من طراز “فاتح-313” و”قيام”، وهي صواريخ باليستية دقيقة التوجيه.
ردا على عملية اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري، والذي قُتل بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن أبرز اقتباسات سلامي:
كان قصف “عين الأسد” بمثابة اختبار لقيادة سلامي، حيث أثبت قدرته على تنفيذ عملية جريئة ردا على اغتيال سليماني، الذي كان رمزا محوريا لـ”الحرس”، كما عزز الحدث من صورة الحرس الثوري كقوة لا تتردد في المواجهة، وترك أثرا عميقا في الصراع الإيراني-الأمريكي.
وفي عام 2025، يواصل سلامي تعزيز استراتيجيات الردع، مع تركيز متزايد على التكنولوجيا المتقدمة والدفاع السيبراني، مما يعكس تكيفه مع التهديدات الحديثة وكيفية الرد السريع عليها.
ووصف سلامي صورة إيران اليوم بأنها حية وديناميكية، وقال: “إن البلد الذي لا يتقدم هو بلد ميت، التنفس وحده لا يكفي، الحركة مهمة والعدو يقيس هذه المؤشرات يوميا ويقارنها بالماضي، ويصاب بخيبة الأمل عندما يرى أن الأجهزة نشيطة والجميع يتحرك”.
ومن أبرز اقتباسات سلامي:
عصر الدفاع المقدس
خلال الحرب في كردستان، خاصة على الجبهة الجنوبية، خدم الجنرال سلامي في مختلف المعارك والمسؤوليات الأخرى في فرقتي كربلاء 25، والإمام الحسين 14، وقاعدة نوح البحرية. وبعد انتهاء الحرب، أكمل دراسته في كلية القيادة والأركان وتخرج بدرجة الماجستير في إدارة الدفاع من جامعة آزاد الإسلامية.
كان الجنرال سلامي مؤسس وقائد فترة الحرب العليا (دافوس) بين عامي 1992 و1997، وشغل منصب نائب رئيس العمليات في هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري من عام 1997 إلى عام 2005.
يُعرف عن سلامي، قائد “الحرس”، خطاباته الحماسية القوية التي تجمع بين الثقة والتحدي والصمود، مما جعله صوتا إيرانيا بارزا في مواجهة الضغوط الخارجية كافة، حيث يتميز بشخصية حازمة، وتحليلية، وشديدة الولاء لمبادئ الثورة، مع رؤية ثابتة ترتكز على مبدأ تعزيز الاستقلال الوطني.
ومن أبرز اقتباسات سلامي:
- “لدينا أرض غنية وشعب قادر.. إن روح الإيمان سائدة في مجتمعنا، والحرس الثوري يضحي بحياته من أجل الشعب”
“لن نركع أبدا“.. عبارة يرددها سلامي، دوما، تختصر رؤية قائد الحرس الثوري، لإيران كدولة مستقلة، شخصيته تجمع بين الحزم والذكاء الاستراتيجي، مما يجعله قائدا يُحسب له ألف حساب.