حوار: مصطفى أفضل زادة مراسل “زاد إيران” في طهران
تم الإعلان مؤخرا عن أن إيران ترتب لعملية “وعد صادق 3″، التي يُحتمل أن تكون نتيجة لتصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، واستباقا لتهديدات إسرائيل باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وفي هذا السياق، أجرى “زاد إيران” حوارا مع محمد مهدي يزدي، الخبير العسكري.
هل هناك تأخير من إيران في تنفيذ عملية “الوعد الصادق 3” أم أنها تراجعت عن تنفيذها تماما؟
بالنسبة لعملية “الوعد الصادق 3” وما إذا كان هناك تأخير من إيران، فلا يمكن القول إن هذا حدث، ففي العمليات “الوعد الصادق 1″ و”الوعد الصادق 2” أيضا لم يتم الرد فورا على هجوم العدو.
وعلى الرغم من ذلك، تم السماح للوقت بالمرور؛ لإيجاد تدبير مناسب ورد مناسب على إسرائيل. وقد صرح القادة العسكريون والمسؤولون عدة مرات بأن هذه العملية ستنفذ، وأن إيران ليست مجرد متلقية للتهديدات، بل إن إسرائيل أيضا تشكل تهديدا لإيران.
لكن عملية “الوعد الصادق 3” تختلف عن العمليات السابقة، حيث تم الإعلان عدة مرات من قبل المسؤولين الإيرانيين، أنه قد يتم استبدال الرد العسكري بوقف إطلاق النار؛ لتجنب مذبحة في فلسطين ولبنان.
ومن ناحية أخرى، الوضع في سوريا له تأثير كبير على اتخاذ القرار الإيراني، فسقوط الحكومة السورية بسرعة كان مفاجئا، ويؤثر على معادلات المنطقة، وقد يجعل هذا إيران أكثر حذرا في ردها على إسرائيل.
ما الجهات والهيئات التي تشارك في اتخاذ القرار لتنفيذ مثل هذه العمليات؟ وما مهام كل منها؟
لتنفيذ مثل هذه العمليات، فإن الهيئات الأمنية والعسكرية، وفي مقدمتها مجلس الأمن القومي الأعلى، هي التي تتخذ القرار، إضافة إلى هيئة رئيسية هي مجلس الأمن القومي الأعلى، الذي يترأسه رئيس الجمهورية، ويضم أعضاء من الهيئات الأمنية المختلفة.
وعندما يتم اتخاذ القرار بشأن الرد وما إذا كان سيكون على مستوى معين وكيفية تنفيذه، يتم تحديد ما إذا كانت القوات الجوية التابعة للحرس الثوري ستدخل أم أن قوات فيلق القدس ستنفذ العملية بمفردها، أو ما إذا كان من الضروري استخدام وحدات الجيش، وتعتمد هذه القرارات على نوع ومستوى الرد الذي تقرر إيران تقديمه لإسرائيل.
في عملية “الوعد الصادق 1″، تم استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة والصواريخ الباليستية، لكن في عملية “الوعد الصادق 2″، تم استخدام الصواريخ الباليستية فقط، وهذه العمليات تختلف بناءً على الظروف الخاصة بها. ربما في العملية التالية، يتم تنفيذ العمليات بطريقة مختلفة أو يتم استهداف مرافق أخرى، وهذا يعتمد على القرار الذي يتخذ في مجلس الأمن القومي الأعلى.
كيف ترى عملية “الوعد الصادق 3″؟ هل ستهاجم إيران الأراضي المحتلة بالصواريخ مرة أخرى، أم أن هناك خيارات أخرى؟
في رأيي الشخصي، من المحتمل أن تكون عملية “الوعد الصادق 3” مختلفة عن العمليات السابقة، وبالطبع، نوع الرد قد يختلف، فربما قد تستهدف إيران “أطراف” “النظام الصهيوني” أو قواعده في دول أخرى.
هذه فرضيات قد تحدث، ومن المحتمل ألا نرى إطلاق صواريخ نحو الأراضي المحتلة في العملية الجديدة.
كل شيء يعتمد على الوضع الإقليمي، حيث إن سرعة التحولات تجعل من الصعب التنبؤ بدقة، لكن رأيي الشخصي هو أن عملية “الوعد الصادق 3” ستكون مختلفة عن العمليات السابقة بشكل كبير.