ترجمة: يسرا شمندي
نشر موقع فرارو بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني 2025، تصريحات أدلى بها علي بيكدلي، الخبير في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، حول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أفاد فيها بأن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب قام مؤخرًا بإعادة نشر مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي يتضمن انتقادات حادة ضد بنيامين نتنياهو.. وقد تفاعل نتنياهو مع هذا الفيديو.
وذكر الموقع أن خبير الشؤون الاقتصادية، جيفري ساكس، نشر فيديو انتقد فيه بشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعد فترة قصيرة من نشر الفيديو، أعلن أحد المساعدين المقربين من نتنياهو أن رئيس وزراء إسرائيل لن يسافر إلى واشنطن لحضور مراسم تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني 2025.
وأوضح أن هذا الموضوع يطرح في وقتٍ حساس، حيث تتصاعد الأزمات في الشرق الأوسط والصراعات الواسعة بين إسرائيل والجماعات المسلحة، مما يعزز ضرورة التعاون بين نتنياهو وترامب، وذلك حسب رأي بعض المحللين السياسيين.
وفي ظل هذه الظروف وقبيل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تثار العديد من الأسئلة، مثل ما إذا كانت العلاقة بين ترامب ونتنياهو قد شهدت تغييرات؟
ونقل الموقع عن الخبير في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، علي بيكدلي، رأيه حول ذلك، إذ قال بيكدلي: “استنادًا إلى المبادئ والقواعد التي تحكم العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ونظرًا لأن كلا البلدين لهما مصالح مشتركة، فإن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة يتجاوز بكثير فترة رئاسة ترامب ونتنياهو”.
وأضاف أن رجل الأعمال والمستشار السياسي الأمريكي وصهر ترامب جاريد كوشنر، يهودي، ومن اللافت أن ترامب تربطه علاقات وثيقة مع اليهود. كما أن جزءاً من الخلافات الطفيفة التي نشأت بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتعلق بقضية غزة، ولكن رغم كل هذا، فإن إسرائيل لا يمكنها الاستمرار بدون الولايات المتحدة. فالعلاقات الوثيقة بين ترامب ونتنياهو عميقة ومن المستبعد تمامًا أن تتأثر هذه العلاقات بسبب قضايا من هذا النوع.
وتابع أن نتنياهو يعاني من وضع سياسي داخلي متأزم في إسرائيل، حيث يواجه هو وزوجته سارة تهم فساد وقاما بالمثول أمام المحكمة في الآونة الأخيرة. وقد جاءت التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتعزز موقف نتنياهو. ومع ذلك، فإن وجود الرهائن يمثل عبئًا كبيرًا عليه، مما يعيقه عن إنهاء الحرب، بينما يسعى جاهدًا للقضاء على وجود حماس في غزة كليًا لضمان أمن إسرائيل واستقرارها.
وأكَّد بيكدلي أن نتنياهو يدرك تمامًا صعوبة موقفه الداخلي واحتمالية تعرضه للسجن، مما يدفعه لتحقيق مكاسب واضحة تُكسبه ثقة شعبه. وفي الوقت نفسه، تضغط هذه الظروف على ترامب أيضًا، الذي يسعى للتأثير على المشهد الحالي بطرقه الخاصة، مثل إعلانه عن ضرورة إطلاق سراح الرهائن قبل حفل تنصيبه. فهذه التصريحات تهدف لتحسين مكانته أمام اللوبيات اليهودية في إسرائيل، لكن يبدو أن تأثيرها محدود، مما يجعل التعامل مع هذا الوضع في غزة والمنطقة أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد ترامب.
لا مفر من تطوير العلاقات مع أوروبا
وفي سياق آخر، صرح بيكدلي حول ضرورة تطوير العلاقات مع أوروبا، فقال إنه بالنسبة لإيران، فإن الأوضاع معقدة للغاية، حيث تشكلت حملة إعلامية واسعة ضد إيران على المستوى الدولي، وحتى وسائل الإعلام الفارسية الأجنبية ساهمت في هذا الموضوع. وقد تمت التدريبات العسكرية الأخيرة في إيران بهدف منع تأثير هذه الحملة على الوضع الداخلي للبلاد ولمنع حدوث خيبة أمل و إحباط بين الناس.
وأضاف: كما أن تصريحات القيادة الأخيرة تحتوي على نقاط هامة، وعلى الرغم من تشددهم في موضوع المفاوضات، إلا أنهم يدركون الوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين.
وأكد أن إيران لا يمكنها الاستمرار في فرض الإغلاقات القسرية لفترة أطول. ففي الآونة الأخيرة، تم إغلاق عدة محافظات في آن واحد، وهو أمر ضار جدًا ويعتبر نقطة ضعف كبيرة، ومع كل هذا، يجب علينا الانتظار لنرى ما هي نتائج الاجتماعات بين الوفود الأوروبية وإيران. وبالطبع من المقرر أن يكون هناك حوار وليس مفاوضات، لكن لا خيار لدينا سوى تغيير الأوضاع.
وتابع موضحاً أن الواقع الإقليمي شهد تغيرًا جذريًا، ويُعد اختيار قائد الجيش اللبناني السابق جوزيف عون رئيسًا للبنان تطورًا يحمل تداعيات سلبية كبيرة بالنسبة لإيران، خاصة مع تراجع تأثير حزب الله في لبنان، وهي نقطة محورية تستدعي التوقف عندها.
وأضاف: بالنظر إلى حساسية قضية الصواريخ، نجد أنفسنا أمام ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة. ومن خلال تحسين علاقاتنا مع أوروبا، يمكننا فتح باب للتواصل مع الولايات المتحدة. فينبغي علينا أولاً أن نبدأ بتعزيز علاقتنا مع أوروبا، ثم من خلالها نتواصل مع الأمريكيين. وأتمنى أن تسفر الجلسة الجديدة مع الترويكا الأوروبية عن آفاق جديدة، لأننا لا نملك خيارًا سوى المضي نحو التفاهم والتسوية، فاستمرار الوضع الراهن قد يُلحق أضرارًا بالنظام بأكمله.