كتب: محمد بركات
في تصريح غريب ومنافٍ لما وعد به خلال حملته الانتخابية، قال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني في الحكومة الحالية والذي أقيم يوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول، وبحضور شخصيات مثل محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان، وغلام حسن محسني رئيس السلطة القضائية، وسيد ستار هاشمي وزير الاتصالات، وسيد عباس صالحي وزير الإرشاد، وبيمان جبلي، وسيد محمد أمين رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون، وسيد محمد أمين، أمين المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، قال: “أنا لا يمكنني أن أحدد موعدا يرفع فيه حظر الإنترنت عن إيران”، مشيرا إلى أن “بعض بائعي خدمات الـVPN، فك الحظر عن مواقع الإنترنت، يكسبون مليارات الريالات كل يوم، وهذا ليس جيدا للبلد”، وذلك وفقا لتقرير موقع عصر إيران الإخباري الإيراني بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقا لتقرير الموقع، فخلال هذا الاجتماع الذي عُقد تحت رئاسته أوضح بزشكيان أنه “لكي نستطيع حل المشكلات بشكل صحيح، يجب أن نكون على دراية بماهية الوضع الحالي في مجال الفضاء الإلكتروني، بعدها نبدأ في إعداد البرنامج وتنفيذه؛ لذلك، يجب على المركز الوطني للفضاء الإلكتروني إعداد تقرير عن الوضع الحالي والأولويات التنفيذية بناءً على الموارد المتاحة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، وتقديمه إلى المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني”.
وفي نهاية الاجتماع أصدر بزشكيان توجيها للمجلس باتخاذ إجراءات قانونية صارمة تجاه الجهات والأشخاص الذين يبيعون خدمة الـVPN، حيث قال: “بعضهم يكسب مليارات الريالات من بيع خدمات الـVPN، وهذا ليس جيدا لبلدنا”.
لماذا غيّر بزشكيان وجهته في ما يتعلق بحظر الإنترنت؟
كان رفع حظر الإنترنت في إيران أحد الوعود الرئيسة التي وعد بها بزشكيان الناخبين، بل أحد المحاور الأساسية التي بنى عليها حملته الانتخابية، حيث قال: “أؤكد أن الحكومة بأكملها ستقف بثبات في جميع الاجتماعات ضد الدوريات القسرية، وفرض الرقابة، ولعبة الـVPN، والضغوط الخارجية”، بل كتبها صراحة في تغريدة على حسابه بمنصة إكس: “إذا تم انتخابي، فسأقف ضد حظر الإنترنت وسأعمل على عودة الأعمال التجارية التي توقفت بسبب ذلك”. تلك التصريحات وغيرها هيأت الرأي العام في إيران إلى أن أول الأشياء التي ستقررها حكومة بزشكيان هي رفع حظر الإنترنت، الأمر الذي جاء عكسه تماما خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني.
يرجع البعض السبب في تغير سياسة بزشكيان بخصوص الإنترنت إلى المعارضة الشديدة التي يواجهها داخل دوائر السلطة، خصوصا أن تلك المسألة كانت أحد الأسباب في جذب الأصوات لصالح التيار الإصلاحي في الانتخابات، وهو الأمر الذي صرح به بشكل مباشر مومن نسب، الداعم البارز لسعيد جليلي في الانتخابات والأب الروحي للتيار المدافع عن حجب الإنترنت، حيث قال إن السبب الرئيسي لهزيمة تيار جليلي في الانتخابات هو مسألة رفع الحظر، فمن مصلحة التيار الأصولي أن يظهر بزشكيان غير قادر على تنفيذ أحد أبرز وأهم وعوده الانتخابية، وذلك وفقا لتقرير موقع اقتصاد نيوز الإخباري المنشور في 6 أكتوبر/تشرين الأول.