ترجمة: يسرا شمندي
يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من التحديات السياسية، ليواصل رسم سياسات الولايات المتحدة تجاه قضايا الشرق الأوسط. وتتنوع التحليلات حول تأثير عودته على العلاقات مع إيران والشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات القائمة والمواقف المتباينة التي قد يتبناها. ويتوقع مراقبون أن تكون فترة حكمه الثانية مليئة بالقرارات الحاسمة التي ستعيد تشكيل الاستراتيجيات الإقليمية والدولية.
نشرت صحيفة ستاره صبح تقريرا الأحد 12 يناير/كانون الثاني 2025، قالت فيه إن دونالد ترامب سيتولى منصب الرئيس الجديد للولايات المتحدة بعد تسعة أيام، وهو المنصب الذي سعى لتحقيقه على مدى أربع سنوات. والسؤال هنا: ما الثمن الذي سيتكبده قَسم الرئيس الأمريكي بالحفاظ على مصالح الولايات المتحدة للعالم، والشرق الأوسط، خاصةً إيران؟
وتناولت الصحيفة في تقريرها، آراء الدبلوماسي الإيراني السابق قاسم محب علي، حول هذا الموضوع، إذ قال إن “السياسة الخارجية لترامب لا تتمتع بخطة موحدة لجميع المناطق، ومن المتوقع أن نرى توجهات متباينة. ففي ولايته الأولى، أظهر ترامب عدم توافقه مع الأوروبيين في ما يخص السياسة تجاه روسيا، وكان قد أظهر هذا الموقف أيضا من خلال تصريحاته المتكررة حول أزمة أوكرانيا في السنوات الأخيرة”.
وأضاف أن ترامب يعتقد أن روسيا ليست من أولويات المصالح الحيوية الأمريكية. فإذا تدخل ترامب في موضوع أوكرانيا، فإن ذلك سيكون في الواقع من أجل تقليل التكاليف التي تتحملها الولايات المتحدة من جراء هذه الأزمة.
و حول سياسات ترامب تجاه الصين، فقد أفاد بأن “الصين كانت دائما قضية رئيسية للرئيس الجديد للولايات المتحدة. وبحسب قوله، فإن ترامب يسعى إلى تقييد قوة الصين، وإذا تمكن من إبعادها عن الساحة، فسيعتبر ذلك نجاحا كبيرا له”.
وعن نظرة ترامب إلى إسرائيل قال: “إن نظرة ترامب تجاه إسرائيل لا تشبه النظرة القديمة التي تبناها رؤساء الولايات المتحدة الآخرون، بل إنه يرى إسرائيل ليست فقط حليفا، بل إنها منفذ لجزء من السياسات الأمريكية في غرب آسيا”.
كما ذكر أن السمات البارزة لفريق البيت الأبيض الجديد هي التطرف والتوجه نحو السياسات الداعمة لإسرائيل، والإجراءات التي تم تنفيذها خلال ولاية ترامب الأولى سيتم استئنافها، حيث لا يُعتبر ترامب شخصا يترك هذه البرامج من دون إتمام أو يسعى وراء خطط بديلة. إضافة إلى ذلك، الدورة الثانية لرئاسة ترامب ستكون فرصة لإتمام المهام غير المكتملة”.
وأردف مشيرا إلى تداعيات سياسات الرئيس الأمريكي الجديد تجاه إيران، أن ترامب سيدخل إلى قضية الشرق الأوسط من خلال الضغط على إيران. فالحكومة المقبلة لترامب ستتبنى نهجا صارما تجاه إيران ومحور المقاومة. كما سيكرر ترامب تجربة ولايته الأولى.
وأوضح أن “إيران تحتاج إلى إقامة علاقات مع الغرب لحل مشاكلها الاقتصادية؛ من أجل التنمية الاقتصادية، ونقل التكنولوجيا وجذب الاستثمارات الأجنبية، ويجب أن تكون على اتصال مع الغرب والعالم كله”.
وأكد ضرورة رفع العقوبات، مبينا أنه “لا يمكن رفع العقوبات دون التوصل إلى اتفاق مع أمريكا. والوضع الحالي في إيران يشبه طريقا ذا اتجاه واحد لا يمكن سلوكه للوصول إلى النمو والتطوير. علاوة على ذلك، الأزمات الاقتصادية والتهديدات الحربية التي لا تزال نيرانها مشتعلة بالمنطقة تسهم في استمرارية الوضع غير المستقر وغير المستدام للاقتصاد الإيراني”.
ونوه إلى أنه “يجب على إيران أولا أن تسعى لإنهاء هذا التهديد، ثم للعمل على رفع العقوبات. وهذا الهدف لن يتحقق دون تفاهم سياسي مع أمريكا. فتحسين العلاقات بين إيران والغرب سيقلل بشكل كبير من شدة التهديدات الأمنية والعسكرية ضد إيران”.
وأوضح أنه لا يمكن لأي دولة أن تتطور في بيئة مشحونة أو بدون وجود علاقات خارجية بناءة.
واختتم حديثه بتأكيد أن الحاجة الأكثر أهمية لإيران هي التنمية والنمو الاقتصادي، وهو ما يتطلب علاقات شاملة مع الدول التي يمكنها مساعدتها في تلبية احتياجاتها. كما أنَّ رفع العقوبات سيعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية لإيران مع العالم إلى طبيعتها.