كتبت: شروق السيد
دعا حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة “كيهان”، إلى إغلاق مضيق هرمز كرد فعل على العقوبات الأوروبية الأخيرة المفروضة على ثلاث شركات طيران إيرانية، هذه العقوبات، التي تشمل شركات “إيران إير” و”ماهان إير” و”طيران ساها”، جاءت بسبب اتهامات بنقل أسلحة إلى روسيا.
كتب حسين شريعتمداري: “أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا أعلن فيه عن فرض عقوبات على ثلاث شركات طيران إيرانية، وجاء فيه: تم فرض عقوبات على ثلاث شركات طيران إيرانية، وهي: إيران إير، ماهان إير، وشركة طيران سها، بسبب نقلها صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع إلى روسيا، وبالتالي لا يُسمح لها بالطيران إلى الدول الأوروبية”.
وأضاف حسب قوله: “تشير جميع الأدلة بوضوح إلى أن اتهام هذه الشركات بنقل صواريخ وطائرات مسيرة إلى روسيا ما هو إلا ذريعة، وأن هذا الإجراء من قبل الاتحاد الأوروبي يأتي لدعم الكيان الصهيوني الهمجي والمجرم، ويعكس غضب الحكومات الأوروبية من إيران بسبب دفاعها القوي عن المظلومين في لبنان وفلسطين”.
وتابع: “وبالنسبة لإيران، ذات الاقتدار الفريد والنادر الذي تتمتع به، من غير اللائق ومخزٍ للغاية أن يقوم رؤساء دول أوروبية فاقدة الهوية وحليفة للكيان الإسرائيلي الهمجي والمجرم بفرض عقوبات جوية على بلادنا، دون أن يواجهوا أي رد فعل يجبرهم على الندم من جانبنا”.
يُعتبر مضيق هرمز ثاني أكثر المضايق ازدحاما في العالم، حيث يمر منه يوميا ما يقارب 18 مليون برميل نفط، وهو ما يعادل 42% من النفط الخام المنقول عبر ناقلات النفط في العالم.
ويحق لإيران، استنادا إلى اتفاقيات جنيف لعام 1958 وجامايكا لعام 1982، والتي تتناول “النظام القانوني للممرات المائية الدولية وحق مرور السفن”، أن تغلق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط وحتى السفن التجارية والعسكرية التابعة للدول المعادية (وهنا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي) إذا رأت أن مصالحها الوطنية معرضة للخطر، “ولا يوجد سبب لهذه الدول بالمرور عبر مضيق يقع ضمن المياه الإقليمية لبلادنا”.
تنص المواد من 14 إلى 23 من اتفاقية جنيف، والمواد من 17 إلى 27 من اتفاقية جامايكا، حق الدول الساحلية في السيطرة على الممرات المائية الدولية الواقعة ضمن مياهها الإقليمية، وتؤكد هذا الحق بشكل واضح، كما ورد في المادة 16 من الاتفاقية أن “تحديد ما إذا كان مرور السفن غير ضار أو يسبب ضررا” من مسؤولية الدولة الساحلية للممر المائي.
ممثل أهالي قم في مجلس الشورى: في حال الهجوم على إيران سيتم إغلاق مضيق هرمز
کما دعا في وقت سابق، النائب البرلماني عن منطقة قم، محمد منان رئيسي، إلى إغلاق مضيق هرمز من خلال بيان قال فيه: “بسم الله قاصم الجبارين وَالْحَمْدُ لِلّهِ قاِصمِ الجَّبارينَ مُبيرِ الظّالِمينَ. أهنئ جميع محبي الثورة وجبهة المقاومة، وأوجه الشكر إلى جميع القادة والأبطال الذين استجابوا لمطلب الشعب الثوري الإيراني، وإذا كانت إسرائيل وأعوانها ينوون ارتكاب حماقة والرد على الهجوم المشروع لإيران، فمن الأفضل أن يفكروا في ردودنا التالية؛ ردود من بينها إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي ورفع أسعار النفط العالمية إلى مستويات غير مسبوقة” وذلك حسبما ذكر موقع “تابناک” الإيراني.
وقد أتت هذه الدعوات بعد الرد الإيراني على إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ببيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2024، حيث شنت على أثرها إيران هجوما صاروخيا على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024.
الرد الإسرائيلي المحتمل
تحدث منصور حقيقتبور، النائب السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، عن رد فعل محتمل من إسرائيل تجاه الهجوم الصاروخي الإيراني، وقال: “ملهم سيكون على مستوى العمليات وليس على مستوى حرب، قد يستهدفون بعض النقاط مثل السفن أو المنصات الصاروخية، وسيكون رد فعلهم بهذا الحد”.
وأكد أن ضربة إيران لهم، في حال الهجوم الإسرائيلي، ستكون أكبر بكثير من عمليات “الوعد الصادق 1 و2″، وقال: “إذا انهارت بنيتهم بعد الضربة الثانية بمئتي صاروخ، فقد تستخدم إيران في الضربة الثالثة أسلحة جديدة ستكون حتما مدمرة بالنسبة لهم”.
وأضاف حقيقتبور قائلا إن “إسرائيل لا تملك عمقا استراتيجيا، وببعض الصواريخ يمكن تعطيل محطاتهم الكهربائية، هل سكان إسرائيل مستعدون لتحمُّل انقطاع الكهرباء لفترة طويلة؟! الحقيقة أنهم لا يستطيعون تحمل حرب ثقيلة، رغم أن لديهم تفوقا جويا عسكريا لكنه قابل للسيطرة، صحيحٌ أنهم قد لا يتصرفون بعقل، لكن عليهم استعارته والتصرف بحكمةٍ هذه المرة”.
وردا على سؤال ما إذا كانت مهاجمة إسرائيل بهذه البساطة، فلماذا لم تتخذ إيران مثل هذا الإجراء، قال: “لقد قمنا بذلك عندما كان الأمر ضروريا، نحن لا نسعى للحرب، ونرغب في أن يتم إسقاط الحكومة الإسرائيلية المحتلة بيد الشعب الفلسطيني”، وذلك وفقا لما ذكره الموقع الإيراني “انصاف نيوز“.