كتب: محمد بركات
وصل الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، فجر الاثنين 23 سبتمبر/أيلول، إلى مطار جون إف كينيدي بولاية نيويورك الأمريكية؛ للمشاركة في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المزمعة إقامتها يوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول والتي ستستمر حتى السبت 28 سبتمبر/أيلول، في حضور هو الأول للرئيس الإيراني منذ توليه السلطة في يوليو/تموز الماضي.
وسوف يعقد قادة الدول على هامش الجلسات لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف، إضافة إلى فعاليات إعلامية. هذا وقد أعلنت الأمم المتحدة أن جدول أعمال هذه الدورة سيتمحور حول التعاون من أجل تعزيز السلام، والتنمية المستدامة، والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمستقبلية، وذلك تزامنا مع الحرب الروسية الأوكرانية والحرب على قطاع غزة.
الوفد المرافق:
ويرافق بزشكيان خلال هذه الرحلة، عدد من الشخصيات على رأسها محمد جعفر قائم بناه، نائب الرئيس، ومحمد جواد ظريف نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، وعلي طیب نیا المستشار الأعلى لرئيس الجمهورية، ومهدي سنائي مستشار مكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، ومحسن حاجي میرزایي رئيس مكتب الرئيس، وحسن مجيدي مساعد رئيس مكتب الرئيس، ومجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، ومحمد مهدي طباطبائي مستشار مكتب الرئيس للشؤون الإعلامية، كما سيرافقه إحسان بيسادي، ويوسف جوهري، وزهره فراهاني ضمن الفريق الإعلامي الخاص بالرئاسة، وذلك وفقا لتقرير وكالة أنباء إيرنا الإخبارية الإيرانية بتاريخ 22 سبتمبر/أيلول.
برنامج رحلة الرئيس الإيراني:
وفقا لوكالة أنباء مهر الإيرانية، فقد أصدر مجلس الإعلام الحكومي البيان رقم (1) بشأن زيارة بزشكیان لنيويورك، وجاء فيه: “وفقا للجدول الزمني المحدد مسبقا، فقد توجه الرئيس صباح الأحد 22 سبتمبر/أيلول إلى نيويورك؛ للمشاركة وإلقاء كلمة في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وخلال هذه الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، سيلقي الرئيس كلمة في الجمعية العامة صباح يوم الأربعاء، كما سيشارك في قمة “ميثاق المستقبل” ويلقي خطابا هناك”.
ويضيف البيان: “تشمل برامج هذه الزيارة الرسمية التي تستمر ثلاثة أيام، أيضا لقاء مع مديري وسائل الإعلام الأمريكية، ولقاء مع قادة الأديان الإبراهيمية، وآخر مع علماء الشيعة المقيمين بالولايات المتحدة، وكذلك لقاء مع النخب السياسية الإيرانية المقيمة هناك، ولقاء مع النخب العلمية، ورجال الأعمال، والأطباء الإيرانيين، إضافة إلى اجتماع عام مع الإيرانيين المقيمين بالأراضي الأمريكية، ولقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبي، إضافة إلى اجتماعات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول ورؤساء وزراء الدول الأجنبية”.
رسائل بزشكيان قبل مغادرة إيران:
وفقا لتقرير وكالة أنباء خبر أونلاين الإخبارية الإيرانية، فقد عقد بزشكيان صباح يوم الأحد وقبيل مغادرته إلى نيويورك، مؤتمرا صحفيا خاطب فيه الشعب الإيراني، وقال: “سأنقل صوت الحق إلى دول العالم”، وأضاف: “آمل أن نتمكن في هذه الرحلة من إيصال صوت شعبنا والمطالبة بالحق والعدالة التي نؤمن بها، إلى أولئك الحاضرين هناك”.
وأكمل حديثه قائلا: “إن الأمم المتحدة واحدة من أهم المنظمات وهي إنجاز كبير للبشرية، وحضور جميع رؤساء الدول هناك يهدف بشكل أساسي إلى تحقيق السلام والاستقرار وحماية كوكب الأرض الذي نعيش فيه، وحل النزاعات والخلافات”.
وأكد بزشكيان: “إذا أدّت هذه المنظمة مهامها على النحو الصحيح، لما كانت هناك دولة يمكنها استخدام قوتها وتقدمها التكنولوجي وعلمها لقصف وقتل الآخرين كما تشاء. فلا يُفترض أن يستهدف الناس والنساء والأطفال والمستشفيات والمنازل، ثم يتم تبرير ذلك بأنهم يلاحقون الإرهابيين ولكن الحقيقة غير ذلك، فما يقومون به يجرح ضمير الإنسانية والنبل لدى أولئك الذين لديهم وعي وإدراك، بغض النظر عن معتقداتهم ودينهم”.
وأضاف الرئيس الإيراني: “يمكننا عقد اجتماعات مع رؤساء الدول المختلفة والحديث معهم حول السلام والأمن في العالم، كذلك يمكننا أيضا التواصل مع الإيرانيين هناك وتفنيد الأجواء، والأخبار الكاذبة التي أُثيرت ضد بلادنا، فالحقيقة ليست كما يروجونها من خلال التلفزيون والمنابر الإعلامية، وإيران أكثر أمانا وحرية مما يُصورونه”.
واستطرد قائلاً: “هذا لا يعني أننا خالون من المشكلات، فبالطبع لدينا مشكلات ونواقص في تصرفاتنا، ولكن نيتنا ومبادئ بلدنا تستند إلى الحق والعدالة ورعاية جميع أفراد شعبنا، وكما كنا نقول في الانتخابات: إيران للجميع، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها”.
وفي ختام حديثه قال بزشكيان: “هذا الوطن لنا جميعا، وعلينا جميعا أن نساهم في بناء إيران مزدهرة، حرة، مستقلة، وذات مكانة عالية، وآمل أن نستغل هذه الفرصة للتحدث مع الإيرانيين في الخارج ومع وسائل الإعلام، وأن نوضح موقفنا. كما سنتحدث مع رؤساء الدول حول الاقتصاد، السلام والأمن، والإنتاج، والاستثمار والسياحة، وغيرها من القضايا التي يمكن أن نتعاون فيها. وإذا أدينا واجبنا بشكل صحيح، فسنحقق نتائج جيدة”.
تصريحات بزشكيان فور وصوله لنيويورك:
وفقا لتقرير وكالة خبر أونلاین الإيرانية بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول، فقد صرح بزشكيان لدى وصوله إلى مطار جون إف كينيدي في نيويورك قائلاً: “ما هو واضح أن الرسالة التي نحملها من بلدنا هي رسالة سلام وأمن، وتحقيق شعار هذا العام للأمم المتحدة الذي يتمثل في السلام والمستقبل المرتبط بالتنمية لجميع الشعوب.”
وأضاف: “بدلا من سفك الدماء والحروب والقتل، يجب أن نبني عالما يتمكن فيه جميع البشر من العيش بسلام وراحة، بغض النظر عن اللون أو العرق أو القومية أو المنطقة التي يعيشون فيها، وللأسف، إن العالم الذي نعيش فيه حاليا ليس على هذا النحو؛ فهناك معايير مزدوجة، حيث يُعتبر البعض جيدين وآخرون سيئين دون مبرر، وهذا ما يؤدي إلى المشاكل التي نراها”، مؤكدا أن ٫الفرصة التي لدينا للعيش على هذا الكوكب يجب أن تكون متساوية للجميع”.