كتبت: سارة محمد علي
بينما تزداد حدة الخلاف بين جمهورية إيران والإمارات العربية المتحدة حول ملكية الجزر الثلاث (أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى)، انتشرت صور للقاء ودي يجمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الإمارات محمد بن زايد، على هامش حضورهما قمة مجموعة البريكس في مدينة قازان الروسية.
وحول ذلك اللقاء صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأن اللقاء الذي جمع بزشكيان وبن زايد، الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول، لم يكن لقاء رسميا بشكله المعتاد، بل إن الفرصة توافرت فتم لقاء مختصر في القاعة المجاورة لاجتماع القمة، حيث يأتي إليها رؤساء الدول والوفود.
وقال عراقجي: “إن النقاش الرئيسي في هذا اللقاء كان حول فلسطين ولبنان وضرورة وقف جرائم الكيان الصهيوني، إضافة إلى بعض القضايا الثنائية التي من الطبيعي أن تثار في مثل هذه الاجتماعات”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: “إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي إحدى الدول الواقعة على الحدود الجنوبية لـ(الخليج الفارسي)”، بحسب نص حديثه مع وكالة إرنا عقب انتهاء اللقاء، ومصطلح “الخليج الفارسي” هو المسمى الذي تطلقه إيران على الخليج العربي.
وأكد عراقجي: “لدينا علاقات مع جميع هذه الدول، وهي علاقات مهمة وجزء من سياسة حسن الجوار التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية الايرانية. وفي الوقت نفسه، لدينا أيضا خلافات جادة في الرأي، خاصة في ما يتعلق بقضية الجزر الايرانية الثلاث، ولن نفوت أبدا أي فرصة للتعبير عن مواقفنا تجاه هذه الجزر بشكل حاسم”.
وإضافة إلى هذا اللقاء، عقد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، اجتماعا منفصلا آخر مع عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، تناولا فيه الموضوعات نفسها التي ناقشها رئيسا البلدين، بحسب ما ذكرته صحيفة همشهري الإيرانية.
تأتي هذه اللقاءات بينما شهد الأسبوع الماضي موجة من التراشق بالتصريحات والبيانات بين البلدين حول الجزر الثلاث المتنازع عليها بينهما، آخرها تصريحات كمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، الذي أكد فيها حق إيران في الجزر الثلاث، بحسب ما ذكره موقع خبر أونلاين الإيراني.
وهو ما استدعى قيام الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالإعلان عن رفضه واستنكاره تصريحات المسؤول الإيراني، مؤكداً أن مجلس التعاون يدين هذه التصريحات، واصفاً إياها بغير المسؤولة.
وأعرب عن دعم حق الإمارات في سيادتها على الجزر الثلاث، وعلى المياه الإقليمية، والإقليم الجوي، والجرف القاري، والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة، قائلا إن على إيران إنهاء احتلالها لهذه الجزر، وفق ما نقلت عنه قناة العربية.

وقبل ساعات من لقاء الرئيسين الإيراني والإماراتي ووزيري خارجية البلدين، قامت إيران بخطوة تبدو أنها جاءت لوضع دولة الإمارات أمام الأمر الواقع، حيث أعلن نائب وزير الطرق والتنمية الحضرية في إيران، أرسلان مالكي، عن بدء بناء 110 شقق سكنية في جزيرة أبو موسى المتنازع عليها بين البلدين، مؤكدا أن هذه الجزيرة تتبع لأراضي الجمهورية الإيرانية ويحق لها البناء فيها والتخطيط لمشاريع الإسكان.
وأضاف مالكي: “حصلنا على موافقة قانونية لبناء شقق سكنية في جزيرة أبو موسى، للمقيمين والراغبين في العيش بالجزيرة، وتم إخطار المحافظة بالموافقة على بناء 110 شقق، وستبدأ عمليات البناء قريباً”.
وأكد أن بلاده تعتبر جزيرة أبوموسى ملكية خاصة بها ويمكنها التصرف فيها مثل ما أرادت، مضيفا: “جميع أراضي جزيرة أبو موسى مملوكة لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومسجلة كأراضٍ وطنية في المنظمة الوطنية للأراضي والإسكان:، وفق ما ذكرته وكالة مهر الإيرانية للأنباء ونقلت عنها صحف محلية إيرانية.
وأضاف: “بموجب لوائح الإسكان، تعطى الأولوية لسكان الجزيرة، لكن الأولوية التالية تشمل كل شخص يتقدم للعيش في الجزيرة ليصبح مالكا لعقار فيها”.
وفي سياق متصل، قال رئيس جهاز القضاء الإيراني محسني إيجئي، محذرا دول مجلس التعاون بـ”ألا ينخدعوا بإغراءات بعض الدول الغربية في ما يتعلق بالجزر الثلاث أبو موسي وطنب الكبرى وطنب الصغرى، فإن ذلك يسبب بخسارة كبيرة لهم”.
وأضاف: “إن الجزر الثلاث تابعة لإيران وستبقى كذلك، وإذا انخدعت الدول المذكورة، بإغراءات الغرب الشيطانية واستمرت على النهج الذي سلكته، فسوف تتكبد أكبر خسارة”، بحسب نص حديثه الذي نقل عنه موقع تابناك الإيراني.
لكن تلك التصريحات التي جاءت قبل ساعات من انعقاد قمة مجموعة بريكس، لم تمنع الرئيسين الإيراني والإماراتي ووزراء خارجية البلدين من عقد لقاءاتهم.
جدير بالذكر أن إيران قد عينت سفيرا لها لدى الإمارات العام الماضي، لأول مرة بعد سبع سنوات من خفض مستوى العلاقات بين البلدين، وفق ما ذكرته وكالة أنباء رويترز.
وكانت الإمارات خفضت مستوى العلاقات مع إيران بعدما قطعت السعودية الروابط مع طهران في يناير/كانون الثاني 2016؛ في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في إيران، ردا على إعدام رجل دين شيعي بارز في المملكة.