كتب: ربيع السعدني
أفادت وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري بأن البحرية الإيرانية تسلمت، الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2025، أول مدمرة للرصد المخابراتي ورصد الذبذبات، والتي تحمل اسم “زاغروس”، وذلك بعد أيام قليلة من تسلم الجيش ألف طائرة مسيرة جديدة.
حضر الفعالية كل من اللواء محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة واللواء موسوي القائد العام للجيش، إضافة إلى وزير الدفاع والدعم للقوات المسلحة، العميد عزيز نصير زاده وقائد القوة البحرية للجيش الأدميرال شهرام إيراني، وعدد من كبار المسؤولين في الجيش الإيراني.
مهمة خاصة لـ”زاغروس”
وذكرت وكالة “مهر نيوز” الإصلاحية، أن المدمرة “زاغروس” فئة جديدة من السفن العسكرية المزودة بأجهزة استشعار إلكترونية، وسارية متكاملة متطورة مع حساب دقيق لتأثيرات الموجات الكهرومغناطيسية، وقدرات التتبع النشطة والسلبية، والمراقبة الذكية، ولديها القدرة على اعتراض العمليات السيبرانية وإجراء رصد مخابراتي.
وفي هذا السياق قال اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية وفقا لموقع “خبر أونلاين” الإصلاحي، الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني: “لقد تم تصميم وبناء سفينة الاستخبارات (زاغروس) من قبل العلماء الشباب في البحرية وبمساعدة الصناعات الدفاعية في وزارة دفاعنا”.
وأكد باقري أن “الطريقة التي ستنفذ بها البحرية مهامها ستكون مختلفة جذريا عن الماضي بمجرد أن تبدأ هذه السفينة في الإبحار، ولأن القوات البحرية في جميع بحار ومحيطات العالم من المفترض أن تقوم بمهمة الأمن البحري، فقد كانت بحاجة إلى مثل هذه القدرة المعلوماتية القيمة، والتي لم يكن لها مكان من قبل في أسطولنا”.
عين إيران بالبحار
كما أوضح قائد البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني، حسبما نشرت صحيفة “كيهان” الأصولية في 15 يناير/كانون الثاني 2025، أن “السفينة ستكون العين الساهرة للبحرية الإيرانية في البحار والمحيطات، حيث تعد كنزا ثمينا للغاية للقوات المسلحة”.
وأضاف: “لقد تم استخدام أحدث الإنجازات في مجالات الكهرومغناطيسية والإلكترونيات والسيبرانية في بناء هذه الوحدة على المستويات الجوفية والسطحية والجوية”.
وأعرب إيراني خلال تصريح سابق له أمام المؤتمر الوطني للصناعات البحرية والملاحية الإيرانية بجامعة الخليج في بوشهر يوم 13 يناير/كانون الثاني 2025، عن امتنانه للشركات القائمة على المعرفة والعلماء في مجال بناء السفن وتطوير الصناعات البحرية، وقال: “لقد كسرتم التفرد الأمريكي في البحار والمحيطات بقدرتكم وقدراتكم، وأثبتّم أن البحر ملك لجميع الأمم”.
صُنع في إيران
هذه المدمرة “زاغروس” هي نتاج عمل المتخصصين في البحرية، وصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع، والشركات القائمة على المعرفة، حسبما أكد قائد البحرية الإيرانية، الأدميرال شهرام إيراني: “إن جميع معدات مدمرة زاغروس إيرانية وبنيت على أيدي شباب بلدنا الحبيب، وقد سعينا إلى تحقيق هذه الحاجة بفضل هيمنتنا الاستخباراتية وخبرتنا الكبيرة من أجل ضمان الأمن البحري المستدام في المحيط الهندي والمحيط الهادئ والمحيط الأطلسي وجميع الممرات المائية”.
وفي إشارة إلى وجود البحرية الإيرانية في المياه الدولية، قال الأدميرال الإيراني: “اليوم وصلت سلطة البحرية الإيرانية إلى نقطة تريد فيها الدول الأخرى استخدام قدراتنا وإمكاناتنا”.
جدير بالذكر أنه تم بناء سفينة الاستخباراتية القتالية “زاغروس” محليا بحسب تقرير وكالة “تسنيم” لتلبي احتياجات البحرية الإيرانية من حيث القدرات الاستخباراتية والسعي لتحقيق الأمن البحري.
أنظمة دفاعية متطورة
وعلى الرغم من أن سفن الاستخبارات تركز بشكل أساسي على جمع المعلومات، فإنها تمتلك أنظمة دفاعية لحماية نفسها وضمان السلامة التشغيلية حسبما نشرت صحيفة “همشهري أونلاين” في تقريرها الصادر، الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2025.
ووفقا للتقرير، توفر سفن الاستخبارات إمكانية استراتيجية لمراقبة الأنشطة البحرية والجوية واعتراض الإشارات ومراقبة التدريبات العسكرية، وبالمقارنة بالأقمار الصناعية، فهي تتمتع بالقدرة على جمع المعلومات بطريقة أكثر تركيزا واستقرارا، كما أنها تمثل رصيدا قيما في تطوير “استراتيجيات الدفاع الحديثة”.
تعزيز الأمن البحري
وفي هذا الإطار، انضمت السفينة “زاغروس“، كأول سفينة استخباراتية إيرانية، إلى أسطول البحرية، في حين تعتبر من تلك السفن ذات الوظائف التخصصية المصممة لجمع المعلومات والبيانات من خلال أنظمة إلكترونية معقدة، وتلعب دورا استراتيجيا في تعزيز الأمن البحري من خلال اعتراض الإشارات ومراقبة الاتصالات وجمع المعلومات في المجال البحري.
كما تستخدم حاملات الاستخبارات، المجهزة بتقنيات متقدمة، هوائيات وأنظمة اتصالات متطورة لاعتراض مجموعة واسعة من البيانات الإلكترونية .
استعدادات مكثفة
وكانت إيران قد بدأت في 7 يناير/كانون الثاني 2025، تدريبات عسكرية شملت بالفعل مناورات حربية تدافع فيها قوات الحرس الثوري عن منشآت نووية رئيسية في مركز نطنز النووي خلال محاكاة لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، وتستمر التدريبات لمدة شهرين.
وتأتي التدريبات والمشتريات العسكرية في وقت تشهد فيه طهران توترا شديدا مع إسرائيل والولايات المتحدة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، السلطة رسميا يوم الاثنين 20 يناير/كانون الثاني 2025.
وفي وقت سابق، أعلنت فاطمة مهاجراني، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، وفقا لصحيفة “كيهان” الأصولية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن “إيران تخطط لزيادة ميزانيتها العسكرية بنحو 200% لتلبية احتياجات البلاد الدفاعية”، ثم وجهت الشكر لوزارة الدفاع: “لقد حارب رجالنا الشجعان ببسالة وكانوا يقظين، وسوف يظلون يقظين إلى الأبد في سبيل حماية المثل العليا وتراب بلادنا”.