كتبت / يسرا شمندي
تعد زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان إلى إقليم كردستان العراق حدثاً تاريخياً مهماً في العلاقات بين إيران والعراق، وخاصة مع إقليم كردستان، وهذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الجانبين، وتهدف إلى تعزيز التنسيق لحماية الحدود المشتركة ومنع استخدام الأراضي العراقية، بما في ذلك إقليم كردستان الذي يوجد به العديد من الجماعات المسلحة، لشن هجمات ضد إيران، وهذا التنسيق يعكس التزام البلدين بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفقاً لما جاء في موقع إيسنا 12 سبتمبر/ أيلول 2024، بدأ مسعود بزشيكيان أول رحلة خارجية له إلى العراق، وفي اليوم الثاني من زيارته، وصل إلى عاصمة كردستان العراق أربيل واستُقْبِل بشكل رسمي من رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، وهذه هي الزيارة الأولى لرئيس إيران إلى إقليم كردستان العراق، وبعد الاجتماع، قال بزشيكيان للصحفيين إنه يتعين على إيران وإقليم كردستان العراق مساعدة بعضهما البعض وتوفير منصة للتعاون مع بعضهما البعض، كما أكد رئيس إقليم كردستان العراق في تجمع الصحفيين: “في الاجتماع مع رئيس إيران، أكدنا على أنه لا ينبغي استخدام أراضي إقليم كردستان العراق ضد إيران تحت أي ظرف من الظروف”.
أهمية زيارة الرئيس إلى كردستان العراق
وبناءً على ما جاء في تقرير لموقع بي بي سي فارسي بتاريخ 12 سبتمبر/ أيلول 2024، أنه في اليوم الثاني من زيارته للعراق، وصل الرئيس الإيراني بزشيكيان إلى إقليم كردستان والتقى مع قادة إقليم كردستان العراق، وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني إلى إقليم كردستان العراق، وبعد وصوله إلى أربيل، قال بزشيكيان إنه يتطلع إلى تطوير العلاقات مع أربيل وبغداد، وبعد اجتماعه مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، صرَّح الرئيس الإيراني للصحفيين باللغة الكردية: “جئنا إلى هنا لتعزيز العلاقات مع العراق وإقليم كردستان العراق وحل جميع المشاكل التي كانت موجودة حتى الآن”، كما أشار بارزاني إلى أن بزشيكيان هو أول رئيس إيراني يزور أربيل، قائلاً: “لدينا روابط تاريخية وثقافية ولغوية مع إيران، وزيارة الرئيس الإيراني إلى إقليم كردستان حدث تاريخي”.
الاتفاق الأمني بين إيران والعراق حول إقليم كردستان
وفق تقرير لموقع دويتشه فيله بتاريخ 19 مارس/ آذار 2023، توصل العراق وإيران إلى اتفاق أمني بهدف “التنسيق في حماية الحدود المشتركة” بين البلدين، بحسب بيان لرئاسة الوزراء العراقية، وتم توقيع الاتفاق خلال زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى بغداد، فقد وقّع العراق وإيران اتفاقا لأمن الحدود اليوم، وقال مسؤولون عراقيون إن هذه الخطوة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز أمن المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان العراق الذي تقول طهران إن المعارضين الأكراد المسلحين به يشكلون تهديداً لأمنها، وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي أن الاتفاق الأمني المشترك يتضمن التنسيق في “حماية الحدود المشتركة بين البلدين وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدة”، وجدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رفضه القاطع أن تكون أرض العراق مسرحاً لتواجد الجماعات المسلحة أو أن تكون منطلقاً للاستهداف أو أي مساس بالسيادة العراقية، وأكد السوداني، خلال استقباله اليوم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني والوفد المرافق له “موقف العراق الثابت الرافض لأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على أيّ من دول الجوار”، وأفاد مكتب رئيس الوزراء إن شمخاني وقع الاتفاق مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بحضور محمد شياع، وقال مسؤول أمني عراقي كبير حضر التوقيع “بموجب الاتفاق الأمني الموقَّع، يتعهد العراق بعدم السماح للجماعات المسلحة باستخدام أراضيه في إقليم كردستان العراق لشن أي هجمات عبر الحدود على جارته إيران”.
الأحزاب في إقليم كردستان العراق
بناءً على تقرير كتبه موقع بي بي سي عربي بتاريخ 10 ديسمبر/ كانون الأول 2022، في إقليم كردستان العراق، توجد عدة أحزاب كردية رئيسية تؤثر على العلاقات مع إيران من أبرز هذه الأحزاب:
- الحزب الديمقراطي الكردستاني: بقيادة مسعود بارزاني، يتمتع بنفوذ كبير في أربيل ودهوك، له علاقات تاريخية مع إيران، لكن هذه العلاقات تتأثر بالتوترات الإقليمية والسياسات الداخلية.
- الاتحاد الوطني الكردستاني: بقيادة عائلة طالباني، يتمركز في السليمانية، له علاقات معقدة مع إيران، حيث يتعاون معها في بعض القضايا ويختلف في أخرى.
- حزب العمال الكردستاني: رغم أنه ليس حزباً عراقياً، إلا أن له وجوداً في المناطق الحدودية بين العراق وإيران، مما يسبب توترات مع إيران التي تعتبره منظمة إرهابية.
- حزب الحياة الحرة الكردستاني: جناح إيراني لحزب العمال الكردستاني، ينشط في المناطق الحدودية ويشكل تهديداً أمنياً لإيران، مما يدفعها لشن هجمات ضد قواعده في كردستان العراق.
الخطورة التي يشكلها أكراد كردستان العراق لإيران
وطبقاً لتقرير نُشر في موقع خبرآنلاین بتاريخ 21 مارس/ آذار 2022، إن وجود قاعدة إسرائيلية في أربيل فاجأ بعض المراقبين، ولكن هذه الحقيقة هي نتيجة لعلاقة طويلة الأمد بين إسرائيل والأكراد، وقد جاء في مقال لموقع “ميدل إيست آي“، كتب ريتشارد سيلفرشتاين: “لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بالكشف الأخير عن أن إسرائيل لديها قاعدة سرية في أربيل، فقد تم الكشف عن هذه المعلومات في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، بعد أن هاجمت الصواريخ الباليستية الإيرانية القاعدة، ويُزعم أن الهجوم الصاروخي كان رداً على هجوم شنته طائرات إسرائيلية بدون طيار الشهر الماضي على قاعدة