كتب: ربيع السعدني
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، سيتوجه إلى طهران أواخر الأسبوع المقبل؛ للاجتماع والتحدث مع كبار المسؤولين بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “إرنا” يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، خلال مقابلة بقائي مع الصحفيين، فإن هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات الجارية بين إيران والعراق لتوسيع العلاقات الثنائية والتشاور حول تطورات المنطقة.
ومن أجل بحث التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب حسبما نقل موقع “كُورد باريز” المختص بالشأن الكردي.
وفي هذا الصدد، نشر موقع “شهر خبر” الإخباري أن رئيس وزراء العراق يأتي إلى إيران برسائل تحذيرية، وبحسب الموقع فإن التكهنات تتواصل حول زيارة رئيس الوزراء العراقي لطهران، فيما تعتبر بعض المصادر أن التطورات في سوريا هي محور مشاورات محمد شياع السوداني في إيران.
وكانت بعض وسائل الإعلام العراقية قد أعلنت في الأيام الماضية، عن زيارة وشيكة لرئيس وزراء البلاد إلى إيران يوم الثلاثاء، لكن تم إعلان “أواخر الأسبوع المقبل” موعدا لزيارة السوداني لإيران؛ رحلة ذات أهمية خاصة، بالنظر إلى التطورات الأخيرة في المنطقة.
ورغم أن طهران وبغداد لديهما عدة قضايا على الطاولة الدبلوماسية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، فإنه في الوضع الحالي يبدو أن التطورات الحالية في سوريا أثارت مخاوف العراق.
وتشير المواقف الأخيرة للسلطات العراقية إلى المخاوف الأمنية لبغداد في سياق التطورات الأخيرة بسوريا؛ المخاوف التي ترى بعض المصادر الإقليمية أن السوداني يحاول حلها عبر النشاط الدبلوماسي في محور دمشق – طهران – الدوحة. ولهذا السبب أعلن مصدر عراقي أن رئيس الوزراء العراقي سيزور إيران أواخر الأسبوع المقبل، وأكد أنه بعد سقوط حكومة بشار الأسد، أجرى المسؤولون في بغداد مشاورات واسعة النطاق لاستعراض التطورات الراهنة في دول المنطقة، وضمن ذلك الأردن والمملكة العربية السعودية، والرحلة إلى إيران وبعد ذلك، ربما تتماشى قطر أيضا مع المخاوف الأمنية بشأن الوضع الحالي في سوريا.
التطورات السورية على رأس جدول الأعمال
تعددت التكهنات حول أهداف زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران في الأيام الأخيرة، لكن التكهنات حول محورين محتملين حظيت باهتمام الأوساط السياسية الإعلامية أكثر من غيرها.
التكهنات الأولى تدور حول إمكانية تبادل الرسائل بين الحكام الجدد لدمشق وإيران عبر العراق. هناك نقطتان حول هذه الفرضية؛ الأولى هي زيارة الوفد الأمني العراقي الأخيرة لدمشق والاجتماع مع الجولاني رئيس هيئة تحرير الشام، والأخرى هي موقف الجولاني الجديد من إيران.
وبالنظر إلى أن حامد الشطري، رئيس جهاز المخابرات العراقي ومستشار رئيس الوزراء، والوفد المرافق له التقى في الأيام الأخيرة، حكام دمشق الجدد في دمشق، يرى البعض أن هناك إمكانية لعقد اجتماع جديد. رسالة مرسلة من دمشق إلى طهران عبر العراق. ومن ناحية أخرى، لاحظ المحللون موقف الجولاني الجديد من إيران.
وشدد الجولاني في حديث لقناة “العربية“، على أن سوريا لا تستطيع قطع علاقاتها مع دولة كبيرة في المنطقة مثل إيران؛ وهو الموقف الذي لاحظته وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.
وبحسب هذه التصريحات، يرى البعض أن حمل رئيس الوزراء العراقي رسالة من دمشق إلى طهران خلال زيارته لإيران، ليس بعيدا عن المتوقع.
استشارة حول “الحشد الشعبي”؟
أما التكهن الثاني حول محور زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران، فهو التشاور حول الضغوط الغربية على بغداد بهدف حل الحشد الشعبي، وتحدثت بعض المصادر العراقية خلال الأيام الأخيرة، عن ضغوط إعلامية سياسية أمريكية غربية على الحكومة العراقية لحل هيئة الحشد الشعبي؛ ويقال إن هذه الضغوط لقيت معارضة من السيستاني ورئيس وزراء العراق.
وكان السوداني قد سافر إلى طهران للمرة الأخيرة؛ للمشاركة في مراسم تشييع إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق.