كتبت إسراء محمد علي
بعد شتاء طويل قارس شحيح الأمطار سيكون أهالي العاصمة الإيرانية وضواحيها على موعد مع موجة جفاف حرجة الصيف القادم، بعدما وصلت المياه المخزنة في السدود إلى 6% فقط، الأمر الذي دعا السلطات إلى حث المواطنين على ترشيد استهلاك المياه عند تنظيف منازلهم استعدادا للاحتفال بعيد النيروز الجديد.
فبحسب موقع “إقتصاد أونلاين” الإيراني في تقريره المنشور الجمعة 7 مارس/آذار 2025 فإن ندرة المياه والجفاف أصبحا من أهم التحديات التي تواجه البلاد في السنوات الأخيرة.
وقد أدى انخفاض معدلات هطول الأمطار وزيادة التبخر والإفراط في استهلاك المياه إلى انخفاض حاد في موارد المياه في البلاد، وتواجه العديد من مناطق إيران أزمة نقص المياه.
وحسب موقع “اقتصاد أونلاين“، لا تشكل محافظة طهران استثناء من هذه الأزمة، حيث أصبح وضع مواردها المائية حرجا للغاية، فقد واجه سد كرج، أحد المصادر الرئيسية لمياه الشرب للعاصمة ومحيطها، انخفاضا حادا في احتياطات المياه هذا العام، واجه هذا السد، الذي يوفر مياه الشرب لنحو خمسة ملايين شخص في محافظة طهران، انخفاضا كبيرا في منسوب المياه منذ بداية العام المائي الحالي. وبحسب آخر التقارير، فإن احتياطي المياه في سد كرج لم يملأ سوى 8% من إجمالي سعة السد، وانخفض حجم خزان هذا السد بنسبة 56 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
أثار هذا الانخفاض في احتياطيات المياه في سد كرج مخاوف جدية بشأن إمدادات مياه الشرب في طهران وكرج والمدن المحيطة الأخرى، وإذا استمر هذا الاتجاه، فمن المرجح أن يواجه سكان طهران مشاكل مثل انخفاض ضغط المياه والقيود المفروضة على إمدادات مياه الشرب في الصيف، وإضافة إلى ذلك، فإن الزراعة في مجرى نهر كرج سوف تتأثر أيضا بهذا الانخفاض في الاحتياطيات، وسوف يواجه المزارعون في هذه المناطق نقصا في المياه، حسب تقرير “اقتصاد أونلاين.
سدود طهران بلا مياه
تعاني طهران حاليا من الجفاف المستمر منذ 57 عاما، ولا تشير آخر بيانات حالة سدود طهران إلى وضع أكثر تفائلاً، حيث أن سد كرج ممتلئ بنسبة 7% فقط، وسد لار ممتلئ بنسبة 1%، وسدي لاتيان وماملو ممتلئان بنسبة 12%، بحسب تقرير وكالة “فارس” الإيرانية المنشور السبت 8 مارس/آذار 2025، وصل وضع موارد المياه في طهران إلى مرحلة حرجة، حيث انخفض حجم الاحتياطيات في السدود الرئيسية التي تزود طهران بالمياه إلى أدنى مستوى في السنوات الأخيرة.
وحذر مسؤولون في وزارة الطاقة من أن العاصمة ستواجه تحديات خطيرة في إمدادات المياه إذا لم يتم إدارة استهلاك المياه.
ونقلت وكالة “فارس” السبت 8 مارس/آذار 2025 عن محمد جوانبخت، نائب وزير الطاقة لشؤون المياه والصرف الصحي والرئيس التنفيذي لشركة إدارة الموارد المائية الإيرانية، إشارته إلى انخفاض هطول الأمطار في طهران بنسبة 47 في المائة مقارنة بالمتوسط طويل الأمد، وأعلن أن السدود التي تزود طهران بمياه الشرب، وضمن ذلك لار ولاتيان ومملو وكرج، تواجه انخفاضا غير مسبوق في حجم الاحتياطيات.
وقال: “سد كرج ممتلئ بنسبة 7 بالمئة فقط، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ عمل هذا السد”. سد لار، بنسبة ملء 1%، وسدي ليتيان وماملو، بنسبة ملء 12%، لديهم ظروف مماثلة لسد كراج.
العاصمة تعاني من جفاف مستمر منذ 57 عاما
وحسب موقع “ألف” في تقريره المنشور السبت 8 مارس/آذار 2025، أكد محسن أردكاني، المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران، أن المواطنين يجب أن يقللوا من استهلاكهم للمياه بنسبة 20 في المائة على الأقل، في إشارة إلى فترة الجفاف غير المسبوقة التي شهدتها طهران خلال السنوات الـ57 الماضية.
وأعلن أن إجمالي المياه المخزنة في السدود الأربعة (أمير كبير، ولتيان، ولار، ومملو) لا يشكل سوى 6 بالمئة من إجمالي قدرتها.
وبحسب قوله ،فإن معدل استهلاك الفرد من المياه لكل مواطن في طهران يبلغ 250 لترا يوميا، وهو أعلى بكثير من النمط القياسي البالغ 130 لترا. وحذر من أن 60 بالمائة من المواطنين يستهلكون ضعف الكمية المحددة من المياه، و5 بالمائة يستهلكون أكثر من ضعف هذه الكمية.
الحكومة تطلب تعاون المواطنين
ومن جانبه، أعلن المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران: “إننا نواجه فترة الجفاف الأكثر غير المسبوقة منذ 57 عاما في المحافظة”، مشددا على ضرورة توفير ما لا يقل عن 20% من استهلاك المياه للتغلب على الظروف الصعبة المتمثلة في قلة الأمطار حسب تقرير بتاريخ الجمعة 7 مارس/آذار 2025 المنشور وكالة “إرنا الرسمية ” .
وقال محسن أردكاني، في تصريح لوكالة إرنا، الجمعة، إن “كمية الأمطار التي هطلت في محافظة طهران منذ بداية العام المائي الحالي تعتبر الأقل منذ 57 عاما”. وأضاف: “انخفاض هطول الأمطار بنسبة 45 بالمئة في محافظة طهران في العام المائي الحالي مقارنة بالفترة الإحصائية الطويلة الأمد”.
وقال المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران إن توفير 20% في استهلاك المياه ليس خيارا، بل أمر لا مفر منه، كما تعاون مواطنو طهران حتى الآن مع خدمهم في شركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران، فمن الآن فصاعدا سيتعاونون أيضا في توفير 20% على الأقل؛ حتى نتمكن من التغلب على هذه الظروف الصعبة دون قيود.
وأوضح أن كمية المياه المتوافرة في سدود أمير كبير ولاتيان ولار ومملو، وهي السدود الأربعة الكبرى التي تزود محافظة طهران بالمياه، تبلغ 6 بالمئة من إجمالي سعة خزانات هذه السدود، وقال: “يستهلك مواطنو محافظة طهران ربع مياه الشرب في البلاد، ونظرا إلى ظروف هطول الأمطار وانخفاض احتياطيات السدود، فإننا نعلق آمالا كبيرة على تعاون المواطنين كما في الماضي للتغلب على هذه الظروف”.
وأشار أردكاني إلى أن 60 في المائة من مواطني طهران يستهلكون حاليا المياه بما يصل إلى ضعف النمط المقرر وخمسة في المائة أكثر من ضعف النمط، وأعلن أن استهلاك الفرد من المواطنين في طهران يبلغ 250 لترا يوميا، وقال: “هذا الرقم مرتفع للغاية مقارنة بنمط الاستهلاك البالغ 130 لترا للفرد، ونأمل أن يوفر جميع المواطنين 20 في المائة وأن يساعدنا المشتركون ذوو الاستهلاك العالي والمنخفض في التغلب على ظروف الجفاف ونقص المياه بأمان”.
انخفاض معدلات هطول الأمطار
ومع استمرار اتجاه انخفاض معدلات هطول الأمطار وزيادة الاستهلاك، فإن وضع المياه في العاصمة سيصبح أكثر حساسية في الأسابيع المقبلة. وفي ظل هذه الظروف فإن إدارة الاستهلاك لم تعد خيارا، بل ضرورة حيوية يجب أن تحظى باهتمام خاص من قبل جميع المواطنين.
وطالب محمد جوان بخت، نائب وزير الطاقة لشؤون المياه والموارد المائية والرئيس التنفيذي لشركة إدارة الموارد المائية الإيرانية من الجمهور المتفهم في بلدنا، وخاصة مواطني طهران، أن يأخذوا إدارة استهلاك المياه على محمل الجد حتى نتمكن من التغلب على هذه الأزمة الخطيرة، حسب تقرير وكالة “مهر” للأنباء المنشور السبت ٨ مارس/آذار 2025.
وقال جوان بخت بشأن وضع موارد المياه في طهران، بحسب وكالة فارس للأنباء، نقلا عن شبكة المياه الإيرانية: “بسبب انخفاض هطول الأمطار بنسبة 47 في المائة في محافظة طهران مقارنة بالمتوسط طويل الأمد، فإن مصادر إمدادات مياه الشرب في طهران بسدود لار ولاتيان ومملو، خاصةً سد كرج، الذي يزود جزءا كبيرا من مياه الشرب في طهران، تواجه انخفاضا كبيرا”.
وفي ما يتعلق بالوضع المقلق لسد كرج، قال نائب وزير الطاقة: “إن الوضع الفارغ لسد كرج، وهو أحد المصادر الرئيسية لإمدادات مياه الشرب في طهران، أمر غير مسبوق في تاريخ تشغيل السد ويشكل قيدا خطيرا على إمدادات المياه المستدامة في العاصمة”.
أهمية سد كرج
يوفر سد كرج 49 مليون متر مكعب من مياه الشرب لطهران، لكن 8% من احتياطيه حالياً يقترب من 15 مليون متر مكعب من المياه، ومن المتوقع أن تواجه إمدادات مياه الشرب في طهران مشاكل قريباً، حسب موقع “فيزتا” الإيراني في التقرير المنشور السبت 8 مارس/آذار 2025.
وحسب الموقع ففي الوقت نفسه، السدود والخزانات الأخرى التي تزود مياه الشرب ليست في حالة مقبولة أيضًا ولا يمكنها تعويض النقص في المياه في طهران.
ومن المتوقع أن تواجه إمدادات مياه الشرب في طهران مشاكل قريبا. وفي الوقت نفسه، فإن السدود والخزانات الأخرى التي تزود مياه الشرب ليست في حالة مقبولة أيضا ولا يمكنها تعويض النقص في المياه في طهران.
ويوفر سد كرج 49 مليون متر مكعب من مياه الشرب لطهران، لكن 8% من احتياطيه حاليا يقترب من 15 مليون متر مكعب من المياه، لذا فإن أهمية سد كرج بالنسبة لطهران كبيرة إلى درجة أن انسداد مخرج السد في عام 1402 م أدى إلى انقطاع المياه عن الناس لعدة أيام.
من ناحية أخرى، أدى انخفاض احتياطيات سد كرج على مدى أسبوعين (من 17 فبراير إلى 13 مارس 2024) من 14% إلى أقل من 8% إلى انقطاع المياه أو انخفاض ضغط المياه في المناطق الواقعة غرب طهران
وبحسب تصريحات مدير دراسات الموارد المائية الأساسية في شركة مياه منطقة البرز، فإن سد كرج يحتوي على 8% فقط من المياه، أي أقل بنسبة 10% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وبحسب موقع “فارارو” في التقرير المنشور السبت 8 مارس/آذار 2025، فإن سد كرج هو أول سد متعدد الأغراض في إيران، والذي يستخدم إضافة إلى توفير مياه الشرب لطهران والبرز، في إنتاج الكهرباء والزراعة أيضا، لكنه ليس في حالة جيدة هذه الأيام.
وحسب التقرير، قد يظن البعض أن سد كرج هو المسؤول عن توفير المياه والكهرباء لمحافظة البرز، لكن هذا غير صحيح، فأهمية هذا السد بالنسبة لأهالي طهران أعظم بكثير، حيث يتم توفير أكثر من 20% من مياه طهران عبر هذا السد. ومن ناحية أخرى، يوفر هذا السد المياه لأكثر من 21 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في سهل كرج.
وأدى الارتفاع غير المنضبط في عدد السكان في السنوات الأخيرة، إلى تجاوز استهلاك المياه للمعدل الطبيعي، كما أن سعة تخزين السد تتناقص يوما بعد يوم، وفي الوقت نفسه، فإن كمية الأمطار المتساقطة حول السد والأنهار المغذية له مثيرة للقلق.
صور مرعبة لسد كرج
لم يتمكن العديد من السباحين المحترفين في المياه الباردة الذين ذهبوا إلى سد كرج للسباحة في الأيام الأخيرة، من دخوله بسبب انخفاض منسوب المياه. من جهة أخرى، وحسب موقع “اقتصاد أونلاين”، كتب العديد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي: “صور سد كرج واحدة من أكثر الأشياء المرعبة التي شاهدوها في الأيام الأخيرة”. “ويل لنا في صيف طهران الحار”