كتب: محمد بركات
مرات عدة تطرق المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى الشأن السوري في خطابات ولقاءات مختلفة، آخرها خطابه الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، للتعقيب على سقوط بشار الأسد، التقرير التالي يرصد أبرز كلمات خامنئي حول سوريا خلال العقد الأخير.
ظهور تنظيم الدولة
واحد من أبرز الخطابات لخامنئي بخصوص الشأن السوري، كان عام 2014 مع ظهور تنظيم الدولة ، حيث اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف خلفه.
وصرح خامنئي، خلال لقاء جماهيري في حسينية الخميني بطهران، قائلا: “إن هذا التيار التكفيري، الظاهرة التي نشهدها اليوم في العراق وسوريا وبعض الدول الأخرى في المنطقة، والذي يواجه جميع المسلمين وليس فقط الشيعة، من صنع أيدي القوى الاستعمارية وعلى رأسهم أمريكا”.
وأضاف: “لقد أنشأوا شيئا باسم القاعدة وشيئا باسم تنظيم الدولة بهدف مواجهة إيران والتصدي لحركة الصحوة الإسلامية، ولكن في نهاية المطاف، ارتد هذا التيار عليهم وأصبح يشكل تهديدا لهم أنفسهم اليوم، وسوريا ستستطيع أن تقضي على هذه الحركة وتطهر أراضيها”.
النزاع السوري الداخلي
وفي عام 2016، عاد ليتهم الولايات المتحدة باتهام آخر خاص بالشأن السوري.
فخلال لقائه عددا من مسؤولي الحكومة الإيرانية وسفراء الدول الإسلامية في العام 2016، صرح خامنئي، معلقا على الدور الأمريكي في سوريا، قائلا: “نحن لم ننسَ تلك الأيام في بداية الأزمة السورية، عندما قام السفير الأمريكي بالتوجه إلى صفوف المعارضة لتشجيعهم ودفعهم لتحويل نزاع سياسي إلى حرب داخلية”، مضيفا أن الدافع الحقيقي لتلك الحرب الداخلية هي الولايات المتحدة.
تجديد الاتهامات لواشنطن
وعند اشتداد الاشتباكات الميدانية في الداخل السوري واحتدام المعارك بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة وجبهة النصرة والجيش السوري عام 2017، عاد خامنئي لتوجيه الاتهامات إلى الولايات المتحدة عبر بوابة الشأن السوري.
حيث صرح، خلال لقاء رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، قائلا: “ارتكبت الولايات المتحدة وحلفاؤها العديد من الجرائم في سوريا، وأيديهم ملوثة بدماء الشعب السوري”.
وأضاف: “لقد أطلقوا تنظيم الدولة، وجبهة النصرة وأمثالها، وقاموا بارتكاب مجازر بحق الشعب السوري”.
دعوة للحوار
وفي العام نفسه، وخلال مراسم الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الخميني، قال خامنئي إن حل الأزمو السورية يكمن في الحوار لا الاقتتال.
حيث صرح في خطابه الجماهيري آنذاك؛ “إن وجود الدول الأجنبية في سوريا، خلافا لإرادة الحكومة والشعب السوري، أمر غير مشروع”.
وأضاف: “نحن نؤمن بأن قضايا سوريا يجب أن تحل من خلال الحوار، ونرى أيضا أنه سواء في سوريا أو في كافة أنحاء العالم الإسلامي، يقوم الأعداء بإشعال حروب بالوكالة، ويدفعون الناس للاقتتال فيما بينهم”.
وتابع: “إن الحل يكمن في أن يجلسوا ويتحدثون معا ويتفاوضوا، دون تدخل الآخرين، ودون ضخ السلاح من الخارج إلى داخل البلدان”.
السعودية مولت تنظيم الدولة
وفي العام 2018، وقبيل أيام من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، صرح خامنئي بأن الرئيس الأمريكي يكذب بشأن الوضع في سوريا، وأن أمريكا تدخلت لكي تنقذ تنظيم الدولة في سوريا بدعم من السعودية.
ففي العام 2018 نفسه، وخلال لقاء مع عدد من المسؤولين الإيرانيين وسفراء الدول الإسلامية، صرح قائلا: “يقول رئيس الولايات المتحدة إن بلاده قد تمكنت من هزيمة تنظيم الدولة في سوريا، وهذه كذبة واضحة وفاضحة!”.
وأضاف: “لقد تدخلوا عندما رأوا ذلك ضروريا، وقدموا الدعم، وعندما كانت العناصر الأساسية لتنظيم الدولة محاصرة، فتدخلوا لإنقاذها”.
هزيمة تنظيم الدولة
وفي العام 2019، وخلال لقائه مع المجلس الأعلى لقادة الحرس الثوري عقب إعلان القضاء على تنظيم الدولة من سوريا، قال إن الولايات المتحدة تزعم أنها قضت على تنظيم الدولة، واصفا ذلك بالكذب.
حيث قال خلال اللقاء: “لقد أنفق الأمريكيون كثيرا من الأموال في منطقة غرب آسيا، في سوريا والعراق، وفي أماكن أخرى، لصناعة تنظيم الدولة. والآن يزعمون أنهم هم من دمّروا تنظيم الدولة”.
ووجه خطابه إلى الولايات المتحدة قائلا: “أنتم تكذبون! لم تدمروا تنظيم الدولة. الذين دمّروا تنظيم الدولة هم شباب سوريا وشباب العراق وشباب إيران، وليس أنتم”.
قاسم سليماني
بعد قيام الولايات المتحدة باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني 2020، خرج خامنئي ليؤكد الدور الإيراني في سوريا، مستعرضا ما وصفه بالإنجازات التي قام بها قائد فيلق القدس في الساحة السورية.
وقال خامنئي خلال خطبة جمعة في العاصمة طهران: “لقد كان سليماني شخصية تمتاز بشجاعة لا مثيل لها، حيث كان يتواجد في الصفوف الأمامية وفي أكثر المواقع خطورة ويقاتل بشجاعة. وكان أحد أبرز العوامل المؤثرة في هزيمة عناصر تنظيم تنظيم الدولة وأشباههم في سوريا، ولن تنسى سوريا ولا محور المقاومة الدور الذي أداه في هذا الشأن”.
الوجود الإيراني في سوريا
وفي العام 2021، دافع خامنئي عن الوجود الإيراني في سوريا، وقال إنه يهدف إلى الدفاع عن الحكومات الشرعية للبلدان بطلب منها.
حيث توجه للشعب الإيراني خلال حديث تلفزيوني، وقال: “إنهم يتحدثون عن وجود إيران في المنطقة بحقد وعداء، متسائلين لماذا إيران موجودة في المنطقة، في سوريا، في العراق، وفي بعض الأماكن الأخرى.
بينما وجودنا ليس عسكريا، وحتى في الأماكن التي تواجد فيها أفرادنا العسكريون، كان وجودهم استشاريا، وفي بعض الأماكن، ليس هناك أي تواجد عسكري، بل حضور سياسي فقط”. وأضاف: “ومع ذلك، يتم الحديث عن هذا الأمر بحقد كأنه مشكلة كبرى تسبب عدم الاستقرار وما شابه ذلك.
اضاف :” في حين أن هذه المنطقة هي منطقتنا، وكلما دخلنا إلى مكان، كان ذلك للدفاع عن حكومته الشرعية، سواء في العراق أو سوريا، كان هدفنا الدفاع عن الحكومات الشرعية، ودخلنا هناك برضا وطلب من تلك الحكومات”.
إيران حذرت الأسد قبيل سقوطه
وفي آخر خطاب جماهيري له الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، عقب أيام من سقوط نظام بشار الأسد، أعاد خامنئي اتهام الولايات المتحدة الأمريكية بكافة الاتهامات الواردة في خطاباته السابقة.
كما استعرض الدور الإيراني في سوريا، ومحاولات دعم النظام السوري عسكريا واستخباراتيا، حيث قال خلال اللقاء الذي أقيم في حسينية الخميني: “عندما أصبحت سوريا في منعطف حرج، أرسلت القائد السابق لفيلق القدس إلى سوريا، حيث قام بتدريب وتسليح وتنظيم مجموعة من آلاف الشباب، لكن بعدها اختلف بعض المسؤولين العسكريين السوريين مع القوات الإيرانية التي تقدم لهم المساعدة، وعملوا وفق مصالحهم الخاصة، لذا وبعد القضاء على تنظيم الدولة في سوريا، اضطر جزء من القوات الإيرانية للعودة إلى بلاده”.
وأضاف: “قبل بضعة أشهرمن سقوط بشار، كان جهاز الاستخبارات الإيراني ينقل تقارير تحذيرية للسلطات السورية، ولكنهم لم يأبهوا بذلك”.