كتبت: لمياء شرف
شهد الصراع العسكري الإيراني-الإسرائيلي، فجر اليوم السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول، تصعيدا جديدا بعد تنفيذ إسرائيل قصفا جويا استهدف عدة مواقع في إيران، مما أثار موجة من ردود الفعل الإيرانية الرسمية والسياسية على حد سواء.
وفي تعليق خاص لـ”زاد إيران”، قال الدبلوماسي السابق هادي أفقهي، تعليقا على عدوان إسرائيل على إيران، إنه “بالمختصر ينطبق عليه القول (تمخض الجبل.. فأنجب فأراً)، في إشارة منه إلى ضعف وهزال الرد الإسرائيلي الذي سبقته تهديدات ووعيد لا يتطابق مع حجم ردهم”.
وقال الخبير والباحث في الشؤون الإيرانية، عدنان زماني، في تصريح لـ”زاد إيران”، إن الهجوم الإسرائيلي فجر السبت كان “هزيلا وفاشلا” بكل المقاييس، ولا يرقى إلى حجم التهديدات الإسرائيلية المستمرة قرابة الشهر بأن الهجوم على طهران سيكون “كبيرا” و”مميتا”.
وذكر زماني أن هناك عددا من الأسباب والاعتبارات التي جعلت هذا الهجوم محدودا وشكليا؛ العامل الأول يعود للضغوط الأمريكية التي مورست على إسرائيل خلال الشهر الأخير، فواشنطن لا ترغب في التصعيد وهي على أعتاب انتخابات رئاسية في الشهر المقبل، وربما تكون واشنطن قد هددت إسرائيل وأجبرتها على القيام بهذا الرد المحدود.

وفقا للباحث الإيراني فإن العامل الثاني يعود إلى الهجوم الإيراني السابق في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي خلق “قوة ردع” لإيران في هذه المرحلة على الأقل، إذ بات صانع القرار الإسرائيلي عارفا بأن لطهران القدرة على تحديد الأهداف الحساسة في إسرائيل والإضرار بها.
وتابع: “بالتالي فإن أي هجوم كبير على إيران سيترتب عليه رد كبير من قبل طهران أيضا، وهو ما تعتقد إسرائيل أنها غير مستعدة للتعامل معه في الظرف الراهن”.
وأضاف زماني أنه ربما وراء هذا الرد الإسرائيلي المحدود التحركات الدبلوماسية المكثفة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لدول الجوار، إذ التقى زعماء 11 دولة في فترة زمنية لم تتجاوز الشهر، وحصلت إيران على ضمانات من هذه الدول بأنها لن تدعم أي اعتداء على الأراضي الإيرانية، ولن تسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي في الهجوم على إيران، ما جعل إسرائيل في موقف دولي وإقليمي غير مريح لشن هجوم كبير وواسع.
وصدرت ردود فعل أولية لمسؤولين إيرانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمد رضا عارف، تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي “إكس” مرفقة بعلم الجمهورية الإسلامية على يقول فيها: “اقتدار إيران، يذّل أعداء الوطن الأم”.
بينما قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محسن رضائي، إن عدوان الكيان الصهيوني على إيران يعود إلى خوفه.
وكتب رضائي في تغريدة له على صفحته بموع التواصل الاجتماعي “إكس”: “إن عدوان التحتلال الصهيوني على إيران كان أكثر من مجرد استعراض للقوة، ويشير إلى خوف هذا الكيان”.
كما أصدر مقر الدفاع الجوي الإيراني بيانا حول القصف الإسرائيلي على عدة نقاط عسكرية في إيران، جاء فيه، أنه تم اعتراضه، وأن الأضرار التي نتجت عنه محدودة، ويجري التحقيق في أبعاد الحادث.
وحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، كتب إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، في الدقائق الأولى بعد الحادث، على شبكة التواصل الاجتماعي X: “دخلت طهران عبر مطار مهرآباد قبل دقائق قليلة، ومررت بعدد من الشوارع، لم أرَ أي شيء غير عادي. إن العدو الصهيوني مثل المال الصغير، لا يحدث إلا الضجيج ولكن ليست له قيمة أو تأثير. إنهم أضعف من أن يلحقوا ضررا جسيما بإيران العظمى”.
بينما أشادت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، باقتدار ويقظة قوات الدفاع الجوي الذي يبعث الفخر والاعتزاز الوطني لدى الإيرانيين.
وصرحت المتحدثة باسم الحكومة الايرانية، فاطمة مهاجراني، لوكالة إيرنا، بأن الشعب الإيراني يشعر بالفخر والاعتزاز بالقوة الدفاعية لبلاده ويثق بها.
وأكدت مهاجراني أن “التصريحات الرسمية للدفاع الجوي الإيراني، تؤكد أن الأضرار كانت محدودة، ومن الضروري للشعب الايراني الكريم التزام الهدوء والابتعاد عن الشائعات، ومتابعة الأخبار فقط من وسائل الإعلام الرسمية وبيانات قوة الدفاع الجوي الإيراني”.