ترجمة: نوريهان محمد البهي
ناقش الصحفي والمحلل السياسي، محمد مهاجري، تأسيس مؤسسة دولية باسم الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، معتبراً أن هذه الخطوة لا تعكس إرثه بشكل صحيح، وأن هذه المبادرة قد تتحول إلى عبء بدلاً من تكريم حقيقي، ويؤكد ضرورة أن تُقدّم الشخصيات العامة بما يتناسب مع قيمتها الفعلية، بعيداً عن الاستغلال السياسي والمالي.
وجاء في نص الحوار معه الذي نشرته صحيفة هم ميهن 30 ديسمبر/كانون الأول 2024:
في الآونة الأخيرة، أقرّ المجلس الأعلى للثورة الثقافية إنشاء مؤسسة دولية تحمل اسم إبراهيم رئيسي.. برأيكم، ما السمات البارزة في أفكار وتوجهات الرئيس الراحل التي استدعت تأسيس هذه المؤسسة؟
من الطبيعي أن يسعى البعض لتكريم شخصيات معينة من خلال إنشاء مؤسسات أو نصب تذكاري؛ لكن ما أراه غير مقبول هو تحميل هذه المبادرات على المال العام، واستخدام النفوذ لتحقيق هذه الأهداف.
فبالنسبة لي، لا أظن أن الرئيس الراحل رئیسی كان سيقبل بهذا الإجراء. هو كان دائماً يضع حماية المال العام في مقدمة أولوياته. كيف يمكن لشخص كان يصر على هذه المبادئ أن يرضى بتأسيس مؤسسة باسمه، ثم يتم تسييرها من قبل أفراد أسرته؟ هذا التصرف يتعارض تماماً مع المبادئ التي كان يؤمن بها.
أما النقطة التي يجب أن نلاحظها فهي أن لدينا العديد من الشخصيات الكبرى مثل بهشتي، عضو مجمع المراجعة النهائية لدستور إيران السابق، وباهنر، رئيس وزراء إيران الأسبق، ورجائي، رئيس إيران الأسبق، ومرتضى مطهري، العالم والفيلسوف المعروف، وغيرهم من العظماء، ومع ذلك لم تُنشأ أي مؤسسة باسم أي منهم باستخدام الميزانية أو موارد النظام.
وقد تكون هناك بعض الهيئات التي ترتبط بأسمائهم، لكن أن تُدرج هذه الفكرة تحت المجلس الأعلى للثورة الثقافية فهذا يعد إجحافاً في حق تلك الشخصيات البارزة.
والأهم من ذلك، فإنني أعتقد أن إبراهيم رئيسي، على الرغم من كونه شخصية وطنية مجتهدة وذات كفاءة عالية، إلا أنه لا يصل إلى مستوى الشخصيات التي قد يتم تأسيس مؤسسة باسمها باستخدام إمكانيات الدولة.
كما أن الطريقة التي تم بها تكريم رئيسي ليست هي الأنسب. فكان بالإمكان تبني أساليب أخرى تركز على المؤسسات المدنية أو حتى تنظيم حفل في ذكرى وفاته، حيث يتم دعوة شخصيات دولية للمشاركة، لكن ما حدث هو تبني خطوات أكبر من الواقع بكثير.
وهذا الفعل بعيد عن التوافق مع التاريخ والواقع السياسي، وفي النهاية سيؤدي إلى نتائج معاكسة لما كان يُقصد منه.
إن ما حدث هو ضغط على المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وهذه الطريقة، على الرغم من أنها كانت تهدف إلى إحياء اسم رئيسي، إلا أنها في النهاية ستتحول ضد هذا الهدف.
سبق أن تم تأسيس مؤسسات مشابهة في الماضي.. فما الآثار التي أحدثتها هذه المؤسسات حتى الآن؟ وما الذي دفع إلى إنشاء مؤسسة جديدة في هذه اللحظة؟
في رأيي، لم تحقق هذه المبادرات أي إنجاز حقيقي، خاصة فيما يتعلق بالشهيد رئيسي، وأعتقد أنها لن تسفر عن نتائج إيجابية. كما أرى، أنه كلما كانت هذه الأمور تُنظم بشكل أبسط، وبعيداً عن الضوضاء الإعلامية، وركزت على الوصول إلى قلوب الناس، كانت تأثيراتها أكبر وأكثر عمقاً.
لقد أشرت إلى مسألة الميزانية.. في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، ما أهمية تخصيص ميزانية لمثل هذه المؤسسات؟
ربما لا تكون الميزانية كبيرة، لكن مسألة الميزانية ستكون موضوعًا في مراحل لاحقة؛ لكن ما أود قوله هو أن كل هذا لن يضيف شيئًا إلى مكانة رئيسي.
هل يمكننا اعتبار تأسيس هذه المؤسسة نتيجة لإنجاز فكري لرئيسي، أو أن هذا القرار جاء استنادًا إلى تلك الإنجازات الفكرية التي حققها؟
أعتقد أن الرئيس رئیسی ليس مثل محمد بهشتی، ومرتضى مطهري من حيث العمق الفكري. صحيح أنه شخصية محترمة وملتزمة، ولكن عندما لا يتم وضع الأشخاص في مكانهم الصحيح، فهذا بحد ذاته يعد ظلماً. الأدوار لا يجب أن تُوزع بناء على القيم التي يتحلى بها الشخص فقط، بل بناء على مواقعه وقدراته في خدمة المجتمع والفكر.