ترجمة: شروق السيد
في حوار لسید محمد سجادي، كاتب وخطيب ورجل دين شيعي إيراني ، مع صحيفة جماران، تحدث سجادي عن العملية العسكرية “الوعد الصادق 2” التي نفذتها قوات الحرس الثوري، كما انتقد صمت المسلمين، خصوصا في مصر، تجاه الجرائم التي تُرتكب ضد الفلسطينيين، كما اختتم حديثه متسائلا عن مسؤولية الأزهر تجاه ما يحدث، وفي السطور القادمة نص حوار سجادي مع صحيفة جماران:
العملية العسكرية “الوعد الصادق 2”:
جماران: قامت قوات الحرس الثوري الإيراني بعملية “الوعد الصادق 2” ردا على جرائم الصهاينة في مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، وعباس ونيفلروشان قائد الحرس الثوري في لبنان، أرجو تقييمك لهذا الحدث:
أجاب سجادي قائلا: حفظ الله الحرس الثوري، كان الخميني يقول: أنا أقبل أيدي قوات الحرس والباسيج)، ونحن بالفعل يجب أن نقبّل أيديهم، لأنه إذا لم يكن هناك حرس ثوري، فلن يكون هناك وطن، وإذا لم يكن هناك وطن، فلن يكون هناك إسلام، الدفاع واجب وضروري، الله يقول في القرآن: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِیَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ یُذْکَرُ فِیهَا اسْمُ اللَّهِ” (سورة الحج/40). لولا هذه الدفاعات لكان الصهاينة قد هدموا المساجد والأضرحة والمسجد الحرام والمعابد.
لا ينبغي للمسلمين أن يعتقدوا أن الصهاينة سيتوقفون عند لبنان، شارون قال في ذلك الوقت: “سندخل لبنان ثم نأخذ الأردن ونصل إلى الخليج ونستولي على آبار النفط”، هذا هو مخططهم، ولن يرحموا حتى الحكام العرب، يعني، إذا سيطروا على المنطقة، فسيقتلون الجميع وينهبون، وهم أسوأ من المغول، خطر إسرائيل اليوم ليس فقط على المسلمين، بل هو خطر عالمي ودولي على البشرية جمعاء، فهم لا يعتبرون غيرهم بشرا أساسا، ولذلك هم بلا رحمة ويريدون الاستيلاء على كل شيء.
العملية التي قام بها الحرس كانت مصدر فرح كبير، وأسعدت جميع المؤمنين في العالم، وكانت بارقة أمل.
دعم لبنان وفلسطين:
جماران: أكد خامنئي في رسالته حول القضايا الأخيرة، أن “على جميع المسلمين أن يقفوا إلى جانب الشعب اللبناني وحزب الله بكل إمكانياتهم، وأن يدعموه في مواجهة النظام الغاصب والظالم والشرير”.. ما تعليقكم على هذه الرسالة؟
نعم، قال خامنئي إن على الجميع أن يقدموا العون للبنان، لأن خطر إسرائيل خطر عالمي، يهدد البشرية جمعاء، هذا النظام ليس خطرا فقط على المسلمين بل على جميع الناس؛ إنه نظام وحشي لا يعرف الرحمة، ويشكل خطرا على كل الدول، لذلك، يتعين على الجميع أن يشاركوا في صد هذا الخطر، خاصة الدول الإسلامية.
الله يقول في سورة النساء: «وَما لَکُم لا تُقاتِلونَ فی سَبیلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفینَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ» (النساء/75)، فلماذا لا تقاتلون في سبيل الله ومن أجل الرجال والنساء والأطفال المستضعفين الذين لا ملجأ لهم؟ “الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها”، هؤلاء الذين يدعون الله لينقذهم من هذه القرية الظالمة، اليوم، مثال الظالم المذكور في الآية هو إسرائيل التي تحاصر لبنان وغزة.
“واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا”، هذه الآية تقول: لماذا لا تقاتلون من أجل المستضعفين والنساء والأطفال الذين لا مأوى لهم؟ الدفاع عن المظلومين واجب شرعي وإنساني.
لذلك، من الضروري أن يشارك كل مسلم في هذا الجهاد بأي طريقة يستطيعها، البعض يستعدون للقتال وهم في الخطوط الأمامية، ولكن هناك من يجب عليهم دعم المجاهدين من الخلف بمالهم، الله يقول: «وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله» (التوبة/41)، الجهاد ينقسم إلى قسمين: جهاد بالنفس وجهاد بالمال، الشباب الشجعان عليهم أن يجاهدوا بالنفس، ومن لا يستطيعون ولديهم أموال، عليهم أن يساعدوا المجاهدين بما يستطيعون من موارد.
اليوم، الضمير البشري قد استيقظ، وطلاب الجامعات في أمريكا يرفعون أصواتهم ضد جرائم إسرائيل، يجب على المسلمين ألا يكتفوا بالإدانة فقط، بل أن يقوموا بأعمال ملموسة ويقدموا الدعم بالأموال والأنفس، هذا واجب شرعي، وإذا قام جميع المسلمين بأداء هذا الواجب في هذا الامتحان، ستعزل إسرائيل، ولكن النظام الصهيوني، عندما يرى أنه بعد قتل ألف طفل فلسطيني، لا يحدث شيء في القاهرة، سيتشجع.
انتقاد الصمت المصري:
أتعجب من المسلمين في القاهرة
وتابع قائلا: “أتعجب من المسلمين في القاهرة ومصر، كانوا يقولون سابقا إن مصر هي (أم العرب)، بلد جمال عبد الناصر، التي خاضت حروب عدة ضد الكيان الصهيوني، ورأس الحسين رضي الله عنه في القاهرة، أوجه رسالتي من هنا إلى الشباب المصري، إلى أولئك الذين يقفون بجانب رأس الحسين رضي الله عنه، والسيدة زينب، لماذا أنتم صامتون ولم ترتفع أصواتكم؟! الطلاب الأمريكيون ينادون ضد الصهاينة، لكنكم تسكتون والصهاينة يقتلون المسلمين، بم سيجيب الأزهر أمام الله؟ الأمر واضح، والكفر والإسلام في مواجهة بعضهما البعض، وهذا هو الامتحان، يا علماء الأزهر، أنقِذوا الإسلام، ويا أهل مصر، أنقِذوا الإسلام، أيها الشباب العرب والطلاب، أنقِذوا الإسلام، الخطر الآن يهدد الإسلام والكعبة، لا تظنوا أنهم لن يتعرضوا للكعبة، إذا تمكنوا، فسيدمرون كل شيء.
جماران: أنت من تلاميذ الخميني، نود أن تشرحوا أسلوبه في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب؟
أساسا، من أين بدأت فلسفة نهضة الخميني؟ في ذلك الوقت، طرح مجلس الشورى الوطني قانون “الكابيتولاسيون”، وهو قانون يعني حصانة الأمريكيين، كان هناك 6000 مستشار عسكري أمريكي في إيران، وكانوا يحكمون الشاه أيضا، كان المجلس يسعى لتصديق قانون ينص على أنه إذا قام أمريكي بقتل شاه إيران أو اغتصب شرف إيراني أو نهب أموال إيران، فلا يمكن للشرطة أو النظام القضائي الإيراني محاسبته، بمعنى آخر، كان هذا يعني حرية مطلقة، وأن إيران ستصبح تحت سيطرة الأمريكيين، وسيفعلون ما يشاؤون، وصرخ الخميني من أجل هذا الظلم الذي تعرض له الشعب الإيراني المضطهد.
وأضاف سجادي: بم سيجيب المصريون والأزهر أمام الله؟
وتابع: الآن، يتعجب الإنسان من مصر ومن الأزهر، هل لا يرون ولا يسمعون؟! ما هذا الصمت القاتل الذي لا رد فعل له؟! الطلاب الأمريكيون يثورون، لكن المصريين صامتون! الصهاينة قتلوا هذا العدد الكبير من النساء والأطفال في غزة، ودمروا العديد من المنازل حتى إنهم ليس لديهم ماء أو الطعام، بم سيجيب المصريون والأزهر أمام الله؟
ولذلك ينبغي للعالم الإسلامي كله الآن أن يصرخ، الويل لمن يسكت، والويل لمن يتجاهل هذا الأمر بلا مبالاة.
اليوم، تصل صرخات المظلومين في غزة ولبنان إلى آذان الجميع عبر وسائل الإعلام، ما هذا الإسلام الذي يجعلنا مشغولين بحياتنا الخاصة مهما حدث؟! هذا ليس إسلاما! يجب أن نرى آيات القرآن ونتأمل في ما فعله الأنبياء.