ترجمة: نوريهان محمد البهي
أثار تغيير أسماء 332 شارعاً في طهران خلال ثلاث سنوات جدلاً واسعاً، ما أثار تساؤلات حول دوافع هذه التعديلات وآثارها الاجتماعية والثقافية.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة هم ميهن 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، تقريراً عن الجدل الذي أثاره اقتراح تغيير اسم شارع “بيستون” في منطقة يوسف آباد بطهران إلى “يحيى السنوار”، الجدل حول قرارات تغيير أسماء الشوارع في العاصمة الإيرانية، وهي القضية التي لطالما أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط الثقافية والاجتماعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار الأخير، الذي أُسدل الستار عليه برفض محافظة طهران بعد اعتراضات الرأي العام، يُذكّر بسلسلة قرارات مماثلة شهدتها المدينة في السنوات الماضية، تضمنت إطلاق أسماء كتّاب وشخصيات ثقافية وسياسية على شوارع رئيسية، وهو ما لم يكن دائماً خالياً من الخلافات.
كما أضافت الصحيفة أن مراجعة قرارات مجلس مدينة طهران السادس خلال السنوات الثلاث الماضية تكشف عن تغيير أسماء 332 شارعاً عاماً، في خطوة يرى البعض أنها تهدف لتعزيز الهوية الثقافية والسياسية للمدينة، بينما يعتبرها آخرون مبالغة قد تؤدي إلى طمس الأسماء التقليدية والتاريخية المرتبطة بذاكرة السكان.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنه مع استمرار هذه التوجهات، يبقى ملف تسمية الشوارع في طهران واحدة من أبرز القضايا التي تختبر التوازن بين التراث والتجديد، وسط تباين واضح في الآراء.
وفي إطار التطور الجديد لقضية تغيير اسم شارع “بيستون” في طهران، أوضح علي رضا نادعلي، المتحدث باسم مجلس مدينة طهران السادس، عبر تغريدة على إكس تفاصيل الموقف الأخير، وذكر نادعلي:
“كان من المخطط تغيير اسم ربع شارع بيستون، مع الإبقاء على الثلاثة أرباع الأخرى بالإضافة إلى سبعة شوارع أخرى تحمل الاسم نفسه دون تعديل. ومع ذلك، وبناء على احترام آراء المواطنين، تقرر أن تعيد لجنة التسمية النظر لاختيار شارع آخر أكثر ملاءمة لإطلاق اسم شهيد المقاومة الكبير، يحيى السنوار، عليه”.
ورغم هذا التصريح الرسمي، أثار الجدل مجدداً ظهور اسم “يحيى السنوار” بدلاً من “بيستون” في تطبيق الملاحة الإيراني “نشان”، مما طرح تساؤلات حول تنفيذ القرار ومدى توافقه مع الموقف المعلن. هذا التضارب يعكس استمرار حساسية قضية تغيير أسماء الشوارع في العاصمة الإيرانية وتأثيرها على الرأي العام.
طهران تُكرم الشهداء بتغيير أسماء الشوارع
وعلى خلفية أحداث بارزة مثل استشهاد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيِسي، والأمين العام الثالث لحزب الله حسن نصر الله، والرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، أقر مجلس مدينة طهران في العام الماضي عدة قرارات لتغيير أسماء بعض الشوارع في العاصمة تكريماً لهؤلاء الشهداء.
وعلاوة على ذلك، تم اختيار عدد من المناطق لتسمية شوارعها بأسمائهم، وفي خطوة جديدة، أعلنت لجنة التسمية الأسبوع الماضي عن قرار تغيير اسم شارع “بيستون” في المنطقة السادسة، الواقع بين ميدان جهاد وشارع فتحي شقاقي، ليحمل اسم الشهيد “يحيى السنوار”.
اتساع دائرة الجدل في طهران
واتسعت دائرة الجدل حول قرار تغيير أسماء الشوارع، فلم يقتصر الجدل حول تغيير اسم شارع “بيستون” في منطقة يوسف آباد بطهران على سكان العاصمة فقط، بل امتد ليشمل معارضين من خارج طهران.
ففي خطوة مفاجئة، قدم عدد من سكان محافظة كرمانشاه اعتراضات شديدة على هذا القرار، حيث طالبوا في رسالة موجهة إلى محافظ طهران بوقف تنفيذ تغيير اسم الشارع، مما أضاف بُعداً جديداً لهذه القضية المثيرة للجدل.
حسین خوش إقبال: ردّ رسمي على اعتراضات “بيستون”
رداً على الاعتراضات التي أُثيرت بشأن تغيير اسم شارع “بيستون” إلى اسم الشهيد، أكد حسين خوش إقبال، عضو مجلس مدينة طهران، أن الخبر تم نشره في الجلسة الـ 290 لمجلس المدينة.
وأوضح أن رغم الاحترام الكبير الذي يحظى به الشهيد من قبل عامة الناس، إلا أن القرار أثار استياء العديد من المثقفين في محافظة كرمانشاه ومواطنين من مناطق أخرى في البلاد.
وأضاف قائلاً: “تلقيت رسائلكم، وبالتنسيق مع محافظ طهران، الدكتور معتمديان، سنواصل متابعة الموضوع عبر القنوات المناسبة. نأمل أن يتم اختيار شارع أكثر ملاءمة لهذا الشهيد العظيم، وسنوافيكم بتفاصيل النتائج قريباً”.
اعتراضات داخلية في مجلس مدينة طهران
وبحسب الصحيفة، فإن الآراء تباينت بشأن قرار تغيير اسم شارع “بيستون” داخل مجلس مدينة طهران، حيث عبر بعض الأعضاء في مجلس المدينة عن اعتراضاتهم، مثل سودة نجفي، ونرجس سليماني، اللتين أشارتا إلى أهمية الحفاظ على الثقافة والتاريخ الإيراني، بالإضافة إلى ردود فعل المواطنين.
وأشارت الصحيفة إلى تعليق نرجس سليماني على هذا القرار، حيث كتبت: “كانت الردود السلبية على تغيير اسم هذا الشارع، حتى وإن كان جزءاً منه، متوقعة تماماً.
وعندما علمت بنتيجة اجتماع لجنة التسمية في الجلسة السابقة، حذرت الأعضاء من العواقب المحتملة لهذا التغيير. وفي رأيي، تعتبر هذه القضية مقياسًا لحالة الرأي العام”.
مجلس المدينة يحقق رقماً قياسياً في تغيير أسماء الشوارع
وفقاً لما جاء في الصحيفة أنه على الرغم من أن مجلس المدينة الخامس كان يُلقب بـ “مجلس التسمية” بشكل ساخر، فإن الإحصائيات التي نشرت العام الماضي حول تغييرات الأسماء وتسمية الشوارع في فترات المجالس المختلفة تشير إلى أن هذا اللقب يليق أكثر بالمجلس البلدي الثالث، الذي سجل أرقاماً قياسية في هذا المجال.
وأضافت أن مجلس مدينة طهران أعلن العام الماضي أن هناك 7701 شارع في العاصمة بدون أسماء. وخلال الدورات المختلفة لمجالس المدينة، تمت الموافقة على تسمية الشوارع على النحو التالي: 26 شارعاً في الدورة الأولى، و495 في الدورة الثانية، و3440 في الدورة الثالثة، و1502 في الدورة الرابعة، و914 في الدورة الخامسة.
وبذلك، تم تنفيذ أكثر من 6500 تسمية لأماكن وشوارع عامة في طهران حتى العام الماضي، مع زيادة طفيفة في هذا العدد مقارنة بالعام السابق.
كما بدأت عملية التغيير من 1 ديسمبر/كانون الأول 2021 حتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتم اعتماد 30 قراراً بشأن تغيير أسماء الشوارع والحدائق والجسور والأماكن العامة الأخرى في الدورة السادسة لمجلس مدينة طهران.
وقد شملت هذه القرارات تغيير أو تسمية أسماء 350 موقعاً عاماً، بما في ذلك الشوارع العامة، والمجمعات الرياضية، والحدائق، ومحطات المترو.
معدني پور: قرارات التسمية تعتمد على المستندات والإجراءات الرسمية
وضمن سياق الجدل حول تغيير أسماء الشوارع، أوضحت الصحيفة أن لجنة التسمية أظهرت سياساتها الجديدة، حيث صرحت نرجس معدني پور، رئيسة لجنة تسمية المعابر في مجلس مدينة طهران، عن تقليص عدد عمليات التسمية في الدورة الحالية مقارنة بالدورات السابقة، مع التركيز على جودة الأسماء ومراعاة البعد التاريخي للمواقع، وذلك لضرورة الاعتماد على مستندات رسمية مثل محاضر لجان التسمية المحلية.
وأشارت معدني پور إلى “أن شارعاً آخر في منطقة يوسف آباد، وليس “بيستون”، سيحمل اسم يحيى السنوار”.
كما أوضحت معدني پور قائلة: “لدينا لائحة خاصة بتسمية الأماكن، تم إعدادها منذ الدورة الأولى للمجلس وتطويرها على مر الدورات. وفي هذه الدورة، ركزنا على تحسين جودة الأسماء مع مراعاة الخلفية التاريخية للأحياء، خاصة مع قلة المعابر الجديدة، مما جعلنا نعتمد بشكل أكبر على تغيير الأسماء القائمة”.
وأضافت: “نحرص على أن تعكس عمليات التسمية البعد التاريخي للمناطق، ونستهدف الشوارع ذات الأسماء المتكررة لتغييرها، بينما نتجنب تماماً تعديل أسماء المعابر التي تتميز بأسماء فريدة”.
وأوضحت معدنی پور: “تشترط اللوائح أن يكون لكل جهة حكومية لجنة تسمية خاصة بها. في هذه الدورة، ركزنا على دراسة المقترحات المكتوبة التي وردتنا من الجهات التنفيذية، أعضاء المجلس، المواطنين، أو عائلات الشهداء، ولم نقم بتسمية أي شارع أو معبر بمبادرة ذاتية. يتم فحص المقترحات بدقة وفق اللوائح المعتمدة، ثم تُعرض على المجلس لاتخاذ القرار النهائي”.
آلية عمل لجان التسمية في طهران
ورغم الجدل المستمر حول تغيير أسماء الشوارع في طهران، تواصل لجان التسمية المحلية عملها وفق آلية محددة، تضمن مشاركة الجهات المعنية في اتخاذ القرار، حيث أشارت معدني بور إلى أن لجان التسمية المحلية أصبحت أكثر نشاطاً في هذه الدورة، كما تمر عملية تغيير أسماء الشوارع والمعابر بثلاث مراحل قبل إقرارها.
ولفتت معدني پور إلى أن هذه اللجان تضم ممثلين عن المنظمات والشركات المعنية التي تقدم آراءها حول الموضوع.
وحول اقتراح تغيير اسم شارع “بيستون”، أوضحت معدني بور أن هذا المقترح استند إلى موقع الشارع في محيط ميدان “جهاد” وشارعي “فلسطين” و”إسماعيل هنية”.
وأضافت: “في طهران، يوجد أربعة شوارع أخرى تحمل اسم ‘بيستون’. وكان الاقتراح يشمل تغيير اسم جزء صغير من هذا الشارع، حيث يشمل ذلك 400 متر فقط من أصل 1600 متر، وتحديداً من ميدان جهاد إلى شارع فتحي شقاقي. ومع ذلك، تم التراجع عن هذا القرار مؤخراً، وبدأنا دراسة تغييرات مماثلة لمعابر أخرى”.
تغيير الأسماء في طهران.. من خلافات إلى تجديد مستمر
وأوضحت الصحيفة أنه خلال فترة المجلس الخامس لمدينة طهران، كانت قرارات تغيير الأسماء محط جدل كبير، حيث تم تعديل العديد من الأسماء لتمثل شخصيات ثقافية وفنية بارزة.
كما شهدت طهران إصدار 56 قراراً خلال 3 سنوات، فيما يتعلق بتغيير الأسماء وتسمية المعابر الجديدة في طهران، حيث تم تغيير أسماء 872 موقعاً عاماً، بما في ذلك الشوارع والحدائق العامة، ومواقف السيارات، والمناطق التجارية.
نژاد بهرام: انتقادات للتوجهات الحالية ودعوة لحلول بديلة
في إطار الجدل القائم حول تغيير أسماء الشوارع في طهران، تعتبر زهرا نژاد بهرام، عضو الدورة الخامسة لمجلس مدينة طهران وأحد أعضاء لجنة تسمية الشوارع، من أبرز المعارضين لهذا التوجه. إذ ترى أن ارتباط المواطنين الوثيق بشوارع المدينة يستدعي البحث عن أساليب أخرى للاحتفاء بالشخصيات الوطنية والدولية بدلاً من تغيير أسماء الشوارع.
وفي تصريحاتها لصحيفة “هم میهن”، أشارت زهرا نژاد بهرام، عضو الدورة الخامسة لمجلس مدينة طهران وعضو لجنة تسمية الشوارع، إلى أن المدينة التي تحمل تاريخًا يمتد لما يقارب 200 عام، قد بنت رابطًا عاطفيًا عميقًا مع مواطنيها من خلال الأسماء التي اختيرت لشارعها.
وأضافت أن التغييرات التي طرأت على أسماء بعض الشوارع بعد انتصار الثورة الإسلامية تعد قيمة تاريخية، لكن ما زال هناك إمكانيات كبيرة لتسمية المزيد من الشوارع بأسماء شخصيات دينية، وطنية، ونوعية.
كما أشارت إلى أن نسبة الشوارع التي تحمل أسماء نسائية في طهران لا تتعدى 10%، وهذا يظهر غياب التوازن بين الجنسين في عملية التسمية.
كما أكدت نژاد بهرام أن تغيير أسماء الشوارع في طهران ليس بالأمر المرغوب، معتبرة أن هذه التغييرات قد تضر بالعلاقة العاطفية بين المواطنين ومدينتهم.
وأضافت: “إذا كنا نريد تكريم الشخصيات الوطنية والدينية، فلا حاجة لتغيير الأسماء لتحقيق ذلك. يمكننا استخدام رموز مثل التماثيل لإحياء ذكراهم”.
وأشارت إلى أن تغيير أسماء الشوارع قد لا يُقبل من قبل سكان المدينة. ومن الأمثلة على ذلك تغيير اسم الطريق السريع “نيايش” إلى “آيت الله رفسنجاني”، ورغم ذلك لا يزال معظم الناس يعرفونه بالاسم القديم. وكذلك تغيير اسم شارع الـ 24 متراً إلى “محمد علي كشاورز”، تكريماً لشخصية بارزة في الثقافة الإيرانية، لكن ما زال الناس يستخدمون الاسم السابق. لذلك، يجب أن نعمل على إيجاد رابط قوي بين المواطنين وأسمائهم المتعلقة بالأماكن.
ووفقاً لما ذكرته نژاد بهرام، أن جميع معابر المدينة قد تم تسميتها بالفعل، وبالتالي فإن تغيير أسمائها لا يحمل المعنى المطلوب ولا يمكن من خلاله إقامة رابطة حقيقية مع المواطنين.
وبناء على ذلك، يجب تعزيز النقاط المشتركة بين المواطنين والمدينة. وبالنظر إلى رغبة مجلس المدينة في تكريم الشخصيات الوطنية والدينية والدولية، بالإضافة إلى تكريم بعض المفاهيم، يُفضل استخدام الرموز بدلاً من تغيير الأسماء.
لذا، فإن تغيير الأسماء يعد بمثابة تغيير لهوية الشارع، وقد يستغرق وقتاً طويلاً حتى يُعرف الشارع باسمه الجديد.
مجلس المدينة: مواجهة اعتراضات السلطة المحلية
وأردفت الصحيفة أنه في سياق متصل بمسائل تسمية الشوارع في طهران، تُعتبر قرارات مجلس مدينة طهران المتعلقة بتسمية الشوارع محط جدل دائم، حيث تواجه العديد منها اعتراضات من قبل الجهات الحكومية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في السنوات الأخيرة، شهدت طهران اعتراضات متكررة على تسمية الشوارع بأسماء شخصيات ثقافية وفنية بارزة، مثل مرتضى ممیز، أكبر رادی، إضافة إلى الأسماء الشهيرة لمحمد رضا شجريان، سيمين بهبهانی، وفروغ فرخزاد.
وأضافت الصحيفة أنه في عام 2021، تكرر السيناريو نفسه؛ حيث رفضت لجنة تطابق الأسماء التابعة لحكومة طهران تسمية عدة شوارع بأسماء أعلام الأدب البارزين جبار باغچه بان، مهدی آذریزدی، وغيرهم.
وأوضحت الصحيفة أن مجلس المدينة كان قد وافق في وقت سابق على تغيير أسماء العديد من الشوارع، من أبرزها شارع كانت تقيم فيه الناشطة السياسية أعظم طالقاني، تكريماً لها.
كما أقر مجلس المدينة تسمية زقاق باسم “سهيل گوهري”، لكن الهيئة الحكومية المحلية اعترضت على هذه التسمية استنادًا إلى المادة الأولى من اللائحة التنظيمية لتسمية الشوارع.
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الاعتراضات يعود إلى المواد التنظيمية التي تضع الأولوية لأسماء الشخصيات التاريخية المهمة من صدر الإسلام، الثورة الإسلامية، الشهداء، والأحداث الكبرى في تاريخ النضال الإيراني.
أما الأسماء المتعلقة بالشخصيات الثقافية، الأدبية، والفكرية، فيتم التعامل معها في المراتب التالية، وفقاً للمعايير المحددة.
انطلاقة تغيير الأسماء بعد المرحلة الانتقالية
وفقاً لتقرير الصحيفة، فإن عملية تغيير أسماء الشوارع في طهران بدأت بعد الثورة الإسلامية في فترة الانتقال، بدءاً من مايو/أيار 1979، وذلك تزامناً مع تشكيل لجنة تسمية الشوارع في الحكومة المؤقتة.
وأوضحت الصحيفة وفقاً لتقريرها، أن هذه العملية استمرت حتى أواخر عام 1980، حيث تم تغيير حوالي 500 اسم شارع في طهران؛ كما احتفظت بعض الشوارع الرئيسية بأسمائها القديمة مثل “کریمخان زند”، “دماوند، وغيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد نهاية الحرب، تم تسجيل بعض الشوارع بأسماء شهداء الحرب، مما أضاف تحولاً كبيراَ آخر في تسمية الشوارع.
بالإضافة إلى ذلك، وقبل أن يتم الاعتراف رسمياً بالمجالس البلدية، لم تكن عملية تغيير الأسماء تتبع أي لوائح أو قرارات ثابتة.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من تأسيس مجلس المدينة، بدأت لجانه المختلفة في تحديد معايير اختيار الأسماء للشوارع، مما سمح بالتحقق من هوية الأسماء المختارة.
كما أشارت الصحيفة عن دراسة أجرتها مرجان بدیعي، أستاذة الجغرافيا السياسية بجامعة طهران، عام 2009، حول تسمية شوارع طهران بعد الثورة الإسلامية، تم التأكيد على أن 18.43%من الشوارع تم تسميتها بأسماء شهداء حرب الدفاع المقدس والعمليات الاغتيالية الداخلية، مما يعكس تأثير التحولات السياسية والاجتماعية على تسمية الشوارع.
كما أظهرت الدراسة أن تغييرات الأسماء المرتبطة بالقيم الوطنية واللغة تسببت في انفصال هوياتي بين المواطنين. وأشارت الدراسة إلى أن عوامل مثل الأيديولوجيات الدينية، الحرب، التحولات الثقافية والسياسية، والصراعات الثورية كانت وراء تغيير العديد من أسماء الشوارع.
جدير بالذكر أن نتائج الدراسات تظهر أن تغيير أسماء الشوارع في طهران يعكس التغييرات السياسية والاجتماعية العميقة التي مرّت بها البلاد، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التغييرات على الهوية الجماعية للمواطنين. هذه التحولات تبرز العلاقة المعقدة بين السياسة والثقافة في تشكيل هوية المدينة.