كتب: ربيع السعدني
لقد كانت شركة نستله دائما في دائرة الضوء بسبب علاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع إسرائيل، ورغم الدعاية الصاخبة لحملات المقاطعة التي تحظر استيراد وأنشطة الشركات المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، يبدو أن قضية “نستله” معفاة من هذه القواعد، ولا تتم محاسبة أي مسؤول في هذا الصدد، ليصبح أكبر منتج إسرائيلي للغذاء على الموائد في إيران.
وفي حين كشفت حرب غزة عن أبعاد جديدة لدعم الشركة السويسرية لإسرائيل، فإن اعترافات الرئيس التنفيذي لشركة نستله إيران بشأن اعتماد شركته على الشركة الأم أثارت الجدل أيضا، وأثار هذا الاعتراف مجددا المخاوف بشأن أنشطة العلامات التجارية المتعددة الجنسيات في إيران وإمكانية خروج رؤوس الأموال من البلاد لصالح شركات تتعاون مع إسرائيل، وتعد نستله واحدة من أكبر موردي الأغذية في إسرائيل، حيث تمتلك الشركة نحو 50.1% من أسهم شركة أوسيم الإسرائيلية، وهي إحدى أكبر شركات إنتاج الأغذية في إسرائيل بحسب تقرير لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “فارس“، في 15 فبراير/شباط 2025، وهو ما وضع شركة نستله في مهب الانتقادات الشديدة .
“نستله” وإسرائيل
وفي الآونة الأخيرة، خرجت إلناز سخائيان، الرئيس التنفيذي لشركة نستله إيران، بتصريح نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” يوم السبت 15 فبراير/شباط 2025 إذ قالت “نحن مرتبطون بشركة نستله العالمية، ولدينا صلة، ونحن جزء منها”، ويأتي هذا التصريح في وقت توجد فيه شركة نستله على قائمة العقوبات من قبل العديد من المؤسسات الدولية بسبب علاقاتها الاقتصادية مع النظام الإسرائيلي.
مساعدات “نستله” لإسرائيل خلال حرب غزة
خلال الحرب الأخيرة على غزة، نُشرت تقارير مختلفة حول دعم الشركات متعددة الجنسيات للنظام الإسرائيلي، وفقا لوكالة “فارس”، كما قامت شركة نستله، كواحدة من هذه الشركات، بتقديم المساعدة للقوات الإسرائيلية في شكل توفير الغذاء والخدمات اللوجستية، وتزعم بعض المصادر أن هذه الشركة، إلى جانب علامات تجارية عالمية أخرى، وفرت جزءا من الاحتياجات اللوجستية لإسرائيل، ولم تقلل من أنشطتها الاقتصادية في البلاد، وبحسب وكالة تسنيم للأنباء، التابعة للحرس الثوري، فقد أثيرت هذه القضية عدة مرات من قبل مسؤولين حكوميين مختلفين، مفادها أن استيراد البضائع الإسرائيلية إلى إيران محظور ولن تدخل أي بضائع من الاحتلال إلى الأراضي الإيرانية، في حين يبدو أن وضع منتجات “نستله” يشكل استثناءً من هذه القاعدة.
منتجات “نستله” في إيران
تأسست شركة نستله إيران في عام 1994 وبدأت أنشطتها في مجالين رئيسيين باستثمارات بلغت 42.5 مليون دولار، وهي الممثل الحصري لبيع منتجات نستله السويسرية في إيران، وتقدم منتجات مثل “نسكافيه، وكوفي مايت، وحليب الأطفال، وسيريلاك، وماجي”.
حملات دعائية ضخمة
تحاول شركة نستله إيران اختراق السوق الإيرانية، باستخدام 10 أجهزة إعلانية والاتصال الوثيق مع 5000 إيراني، وتسعى الشركة أيضا إلى زيادة حصتها في السوق الإيرانية من خلال تقديم منتجات مجانية في المهرجانات الثقافية المتنوعة مثل مهرجان “فجر السينمائي”، ومن خلال الإعلان على نطاق واسع في الجامعات ومترو الأنفاق والحافلات.
الشركة السويسرية، التي أسسها هنري نستله في عام 1866، تُعرف اليوم بأنها واحدة من أكبر شركات تصنيع الأغذية والمشروبات في العالم، لكن السؤال، وأظهرت شركة نستله أنها داعم رئيسي للاقتصاد الإسرائيلي، ليس فقط من خلال استثماراتها الواسعة في إسرائيل، ولكن أيضا من خلال حصولها على جائزة اليوبيل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يتم منح هذه الجائزة للشركات والأفراد الذين ساهموا في التنمية الاقتصادية في إسرائيل.
لماذا تنشط “نستله” في طهران؟
ورغم ما تواجهه الشركة من انتقادات، فإن السؤال الرئيسي المعلق وفقا لوكالة “تسنيم” للأنباء هو: لماذا لا تزال شركة نستله نشطة في إيران؟ في حين يؤكد العديد من المتعاطفين مع البلاد تعزيز الإنتاج الوطني والاستثمار المحلي، فإن وجود شركات مملوكة للاحتلال الإسرائيلي مثل “نستله” في إيران لا يساعد اقتصاد البلاد فحسب، بل يتسبب أيضا في تدفق رأس المال الوطني إلى الخارج.