ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت صحيفة “كيهان“، لسان حال المرشد الإيراني علي خامنئي، الجمعة 21 فبراير/شباط 2025، مقال رئيس تحريرها حسين شريعتمداري، الذي رد فيه على تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأخيرة في اليابان.
استهل شريعتمداري مقاله بالإشارة إلى أن تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثارت موجة من الاستهجان خلال مؤتمر صحفي في اليابان حول الأنشطة النووية الإيرانية، حيث طالب إيران بأن “تثبت أنها لا تسعى لتصنيع أسلحة نووية”. هذا الطلب، الذي وُصف بأنه خارج عن نطاق العقل والمنطق، قوبل بردٍّ قوي من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، التي أصدرت بيانا واضحا يستحق التقدير.
وأضاف أن عدة نقاط تثبت عدم أهلية غروسي لشغل منصبه الحالي، وتدعو إلى رفض تعيينه مديرا عاما للوكالة على النحو التالي:
مبدأ البراءة في القانون الدولي
ذكر شريعتمداري أن “مبدأ البراءة” يعتبر أحد المبادئ القانونية الأساسية التي أكدها بيان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فمن يوجه الاتهام هو من يجب أن يقدم الأدلة والبراهين، وليس العكس. فمثلا، إذا اتهم شخصٌ آخر بالسرقة، فعليه إثبات ذلك بالأدلة، ولا يُطلب من المتهم إثبات براءته، لأن الأصل هو البراءة. وبالتالي، فإن على غروسي تقديم الأدلة التي تثبت ادعاءه أن إيران تسعى لتصنيع أسلحة نووية، وليس العكس.
تاريخ التفتيشات الدولية
وأضافت أن الإحصاءات تُظهر أن إيران خضعت لأكثر التفتيشات دقة وشمولا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث شكّلت ربع إجمالي التفتيشات التي أجرتها الوكالة، وقد أكدت الوكالة مرارا الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وبالتالي، فإن ادعاء غروسي الأخير لا يستند إلى أي دليل أو قرينة، بل هو مجرد افتراء يفتقر إلى المنطق.
طلب إثبات من غروسي
وتابع شريعتمداري أنه “بناء على المنطق نفسه الذي استخدمه غروسي، فإنه من المنطقي أن نطلب منه إثبات أنه (ليس جاسوسا للموساد). وعكس ادعاء غروسي، فإن لدينا أدلة تشير إلى علاقته الوثيقة بالموساد، مما يثير شكوكا حول أهليته لشغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
أبعاد عسكرية محتملة
ذكر ممثل المرشد في صحيفة كيهان أنه خلال المفاوضات النووية، رفعت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية قضية “الأبعاد العسكرية المحتملة” للبرنامج النووي الإيراني، مدعيةً أن إيران قامت بأنشطة نووية غير سلمية في الماضي، وقد قدمت إيران توضيحات مستفيضة حول هذه الادعاءات، وأكدت عدم صحتها. وفي عام 2015، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القضية قد أُغلقت، مؤكدة عدم وجود أي أنشطة نووية مشبوهة بعد عام 2009.
ضغوط على يوكيا أمانو
وأشار إلى أنه بعد تقرير يوكيا أمانو، المدير العام السابق للوكالة، تعرض لضغوط من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل لسحب تقريره الذي برأ إيران من تهمة “الأبعاد العسكرية المحتملة”. إلا أن أمانو رفض هذه الضغوط، مؤكدا أن التقرير يتوافق مع الأدلة التي قدمتها إيران. وبعد فترة، توفي أمانو بشكل مفاجئ، ليحل محله رافائيل غروسي، الذي كان معروفا بعدائه لإيران.
وأضاف أن بعض وسائل الإعلام الغربية قد أثارت شكوكا حول وفاة يوكيا أمانو، واعتبرتها جزءا من مؤامرة لتعيين غروسي مديرا عاما للوكالة، كما أن غروسي معروف بتعاونه الوثيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وبتصريحاته العدائية تجاه إيران.
واختتم شريعتمداري المقال بالقول إن الأدلة المتوافرة تشير إلى أن رافائيل غروسي قد يكون مرتبطا بالموساد، مما يثير شكوكا حول أهليته لشغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. إضافة إلى ذلك، فإن تصريحاته الأخيرة وسلوكه العدائي تجاه إيران يعززان هذه الشكوك. لذلك، فإنه من غير المقبول أن يبقى غروسي في هذا المنصب، ويجب على المسؤولين رفض تعيينه.