كتبت: شروق السيد
قامت وزارة الخارجية الإيرانية بتعيين محمد شيباني ممثلاً خاصاً لوزير الخارجية، مكلفاً بمراقبة التطورات الإقليمية ومتابعة الملفات الساخنة، خاصة في لبنان عقب الأحداث الأخيرة، بالتزامن مع ذلك، يواصل علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي والممثل له في الخارج، القيام بدور موازٍ يعكس أهمية الملف الإقليمي في السياسة الإيرانية.
يتناول هذا التقرير تفاصيل هذه التعيينات وخلفياتها، مسلطاً الضوء على الأدوار السياسية والدبلوماسية لكل من شيباني ولاريجاني.
تعيين محمد رضا رؤوف شيباني ممثلاً خاصاً لوزير الخارجية الإيراني
قام عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، بتعيين محمد رضا رؤوف شيباني ممثلاً خاصاً في منطقة غرب آسيا.
وقدم رؤوف شيباني يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024 تقريراً إلى عباس عراقجي حول آخر تطورات الأوضاع في لبنان، وأعمال وتحركات الكيان الصهيوني في هذا البلد، عقب مقتل الأمين العام لحزب الله وعدد من رفاقه.
وأكد عراقجي، مشيراً إلى الوضع الحساس في منطقة غرب آسيا، ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمواجهة الإجراءات الاستفزازية و المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الكيان الصهيوني في المنطقة، ووقف سياساته التصعيدية.
كما قدم وزير الخارجية الإيراني توصياته إلى ممثله الخاص، مشدداً على أهمية تكثيف التحركات السياسية وضرورة اتخاذ موقف جماعي من الدول الساعية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
جدير بالذكر أن رؤوف شيباني يمتلك خبرات دبلوماسية واسعة، حيث شغل مناصب مختلفة منها مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وسفير جمهورية إيران في لبنان وسوريا وتونس، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “ايرنا“.
من هو رؤوف شيباني؟
مولده:
ولد محمد رضا رؤوف شيباني، عام 1959، وهو دبلوماسي إيراني يشغل منصب الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني في منطقة غرب آسيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024.
خبراته السياسية:
شغل شيباني سابقاً منصب باحث أول في مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية، كما تولى مناصب دبلوماسية متعددة، منها القائم بالأعمال في قبرص، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، وسفير إيران في بيروت خلال حرب الـ33 يوماً، بالإضافة إلى ذلك، شغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة، وكان سفيراً لإيران في دمشق لمدة خمس سنوات.
تشمل الخبرات المهنية والتنفيذية الأخرى رؤوف شيباني رئاسته لسفارة إيران في نيقوسيا (قبرص) ومنصبه كمساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وذلك وفقاً للموقع الإيراني “اقتصاد نيوز“.
تعيين علي لاريجاني مستشارًا لخامنئي
قام علي خامنئي، المرشد الأعلى بإيران، في 28 مايو/أيار 2024، بتعيين علي لاريجاني، الرئيس السابق لمجلس الشورى، مستشاراً للمرشد وعضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
نص قرار تعيين علي لاريجاني مستشاراً للمرشد وعضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام:
نص القرار الذي أصدره المرشد كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
جناب الدكتور علي لاريجاني (دمت توفيقاته)..
نظراً إلى الخبرات المفيدة التي اكتسبتموها خلال فترة إدارتكم في مختلف المجالات، ولا سيما خلال ثلاث دورات من رئاستكم لمجلس الشورى، فإنني أعيّنكم مستشاراً للمرشد وعضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
آمل أن تسهم هذه المسؤولية في تحقيق الأهداف السامية للنظام.
والسلام عليكم
علي خامنئي
من هو علي لاريجاني؟
مولده:
ولد علي لاريجاني عام 1957 في النجف الأشرف، وهو نجل المرجع الديني الكبير ميرزا هاشم آملي، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “أديب” وتعليمه الثانوي في ثانوية “صدر” بمدينة قم، حصل على درجة البكالوريوس من جامعة صنعتى شريف في الرياضيات وعلوم الحاسوب بتفوق، واصل دراسته في الفلسفة بجامعة طهران وحصل على درجة الدكتوراه في هذا التخصص.
فترة الثورة
مع انتصار الثورة، وبسبب حساسية مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، انضم لاريجاني إليها بتوصية من مطهري، وبدأ مرحلة جديدة من النشاط هناك.
في فترة الحرب العراقية الإيرانية، انضم لاريجاني إلى الحرس الثوري الإيراني في عام 1982، حيث خدم في مناصب عدة منها مساعد للحرس الثوري ونائب رئيس هيئة الأركان حتى عام 1992.
الترشح للانتخابات الرئاسية
شارك علي لاريجاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2005 لكنه لم يحقق الفوز، حيث احتل المركز السادس من بين سبعة مرشحين.
فترة عمله في المجلس الأعلى للأمن القومي
شغل لاريجاني لمدة خمس سنوات أحد منصبي الممثلين الخاصين للمرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي، وفي سبتمبر/أيلول 2005، عينه الرئيس محمود أحمدي نجاد أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي.
فترة عمله في مجلس الشورى
دخل علي لاريجاني مجلس الشورى الثامن بعد فوزه بأصوات أهالي قم، وفي هذا المجلس، انتُخب رئيساً لمجلس الشورى بدعم أغلبية النواب، حيث حصل على 230 صوتاً، كما نجح لاريجاني في الفوز بعضوية مجلس الشورى في الدورتين التاسعة والعاشرة عن دائرة قم، واستمر في رئاسة المجلس خلال هاتين الدورتين.
التوجه السياسي
شارك لاريجاني في الحكومة الخامسة كعضو في “جمعية المؤتلفة الإسلامية” واعتبره بيام محسني، الباحث في مركز بلفر، إلى جانب كل من محمود هاشمي شاهرودي و محمدرضا مهدوي كني، من أبرز شخصيات التيار الديني اليميني.
كان لاريجاني أحد قادة “التحالف الشامل للأصوليين” في انتخابات البرلمان الثامن، وكذلك “الجبهة المتحدة للأصوليين” في انتخابات البرلمان التاسع.
في انتخابات البرلمان العاشر، دعمت جمعية المدرسين في الحوزة العلمية بقم ترشحه، ولكن اسمه لم يدرج ضمن القائمة الانتخابية لـ”الائتلاف الكبير للأصوليين” كما تلقى دعماً من قائمة “الأمل”، إلا أنه اعتبر نفسه مستقلاً، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “تباناک“.