كتبت: رضوى أحمد
بعد سقوط بشار الأسد فجر الأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، انتشرت أنباء عن هروبه إلى خارج سوريا، وسيطرة فصائل المعارضة السورية على دمشق، نشرت صحف إيرانية عدة، تقارير تحاول بها الوصول لنتيجة، مفادها أن نظام حركة طالبان ونظام الجولاني المرتقب، كلاهما وجهان لعملة واحدة، التقرير التالي يرصد أبرز ما جاء في الصحف الإيرانية حول هذه الرؤية.
ذراع طالبان في سوريا
في تعقيبها على اللقاء الذي أجراه أحمد الشرع المكنى بأبو محمد الجولاني قائد حركة تحرير الشام، مع شبكة “سي إن إن” والتي أذيعت يوم الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول2024.
أشارت وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية الإصلاحية في تقرير لها 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، إلى قول الجولاني خلال المقابلة: “إن الذين يخافون من الحكومة الإسلامية، إما أنهم شهدوا تطبيقا خاطئا لها أو ليس لديهم الفهم الصحيح لها”.
ويرى التقرير أن إشارة الجولاني إلى “الحكومة الإسلامية” تعني إقامة نموذج مشابه للحكومة الإسلامية التابعة لحركة طالبان الأفغانية “السنية”، وبحسب التقرير فلم يتضح بعد كيف سيتم دمج هذه الحكومة مع معايير القومية العربية السورية التي أسسها حزب البعث “الشيعي” التابع لبشار.
يذكر التقرير أن حركة طالبان أعلنت عام 2022 أن قيادة حركة تحرير الشام قد بايعتها، وأن تلك المبايعة تعني أن “تحرير الشام” أصبحت الذراع العسكرية لـ”طالبان” في سوريا.
ويدلل التقرير على تأثر نظام الجولاني بحركة طالبان حتى قبل مبايعتها، بواقعة تعود إلى العام 2020 عندما انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان وسيطرت حركة طالبان على مقاليد الحكم من جديد، فكانت حركة تحرير الشام من أوائل المهنئين لـ”طالبان”، واصفةً ما حدث في أفغانستان بأنه “التحرر من الاحتلال وعملائه”.
كما عرض رد فعل حركة طالبان مع بدء العمليات المسلحة لفصائل المعارضة السورية الأربعاء 27 نوفمبر/تشرین الثاني 2024 وإعلان سيطرتهم على مدينة حلب، حيث بعث أعضاء “طالبان” وأنصارها برسائل التهنئة إلى حركة تحرير الشام “الإرهابية”، بحسب وصف وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية.
تحالف ضد إيران
صحف إيرانية أخرى عملت في تقاريرها المنشورة مؤخرا، على محاولة إثبات أن نظامي الجولاني و”طالبان” وجهان لعملة واحدة.
حيث زعمت صحيفة هم ميهن في تقرير لها السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، أن نهج الجولاني تجاه الغرب والدول العربية يشبه نهج “طالبان” التي تتوسع في علاقاتها حتى مع دونالد ترامب خلال فترة رئاسته لأمريكا بموجب شروط اتفاق الدوحة.
وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن الجولاني يحذو حذو “طالبان” في المجال العملي أيضا، حيث يحاول جلب زعماء القبائل والناس العاديين في صفه ومنحهم الأمن، وأنه كما تقاتل “طالبان” تنظيم داعش في أفغانستان فهو يقاتل “داعش” في سوريا.
كما ذكرت وكالة أنباء مردم سالاري الإيرانية في تقرير لها نشرته يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، ما تراه دليلا آخر على تحالف “طالبان” مع “تحرير الشام”، وتشاركهم معا في العمليات ضد نظام الأسد.
حيث زعم التقرير انتشار مقاطع فيديو من المعارك السورية يتحدث فيها مقاتلون باللغة الأوزبكية، وتساءلت الوكالة في تقريرها: “من هم هؤلاء؟ وكيف وصلوا إلى سوريا وأصبحوا ذراع تحرير الشام ضد جيش بشار الأسد؟”.
وزعمت الوكالة أن هذه المقاطع المصورة تعود إلى مقاتلين من الأويغور الصينيين الذين يعيشون في أفغانستان منذ سنوات عديدة، والذين انضموا إلى حركة تحرير الشام في سوريا.
وترى وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية أن دعم “طالبان” للجولاني يأتي بهدف الهجوم على إيران من الجانب الأيسر لتقليص وجودها في سوريا، إضافة إلى كره “طالبان” للشيعة وأفكارهم وعدم تسامحها مع حكومة شيعية في إيران، بحسب تقرير الوكالة المنشور السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024.
ويضيف التقرير أن إيران تنظر إلى الجولاني قائد حركة تحرير الشام كما تنظر إلى “طالبان”، وعن نظرة إيران إلى “طالبان” يذكر التقرير أن إيران تعتبر “طالبان” تهديدا للأمن الجماعي وأنها جماعة تكفيرية، وترى أن كل من يخطئ في معرفة “طالبان” سيعاني بالتأكيد.
وفي سياق متصل، اعتبر عمر الرحمن، الباحث الإيراني في شؤون الجماعات السلفية، أن حركة طالبان تدعم الجولاني ليكون أداة لها في نشر فكرها الجهادي خارج حدود أفغانستان، خاصة في سوريا، بحسب ما نقلته وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية في تقريرها الذي نشرته السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024.
ويضيف عمر الرحمن أن “طالبان” والجولاني يتفقان في أداءات ووجهات نظر عدة، منها أن وجهة نظر أبو محمد الجولاني تجاه “داعش” هي وجهة نظر طالبان نفسها، وكلاهما يحاول اكتساب الشرعية السياسية من خلال التكيف مع الظروف الدولية.