كتبت: شروق السيد
أثار فرض رسوم دخول لساحة انتظار سيارات متنزه برديسان في طهران موجة من الاستياء بين المواطنين، حيث يفترض أن يكون دخول المتنزه والخدمات المرتبطة به، مجانية كما كانت منذ تأسيسه.
وتنفي بلدية طهران مسؤوليتها عن هذه الرسوم، مما يثيرالتساؤلات حول الجهة المسؤولة عن هذا التغيير ومدى قانونيته.
وحاولت بعض الصحف الإيرانية مثل “تجارت نيوز” و”تابناک” الإجابة عن هذه الأسئلة، إضافة إلى تسليط الضوء على مشكلات أخرى في المتنزه مثل تدخين الماريجوانا في مكان يوصف بأنه بلا تدخين، وهو ما ردت عليه بلدية طهران باتهام لتلك الصحف بنشر الشائعات واختلاق الأكاذيب.
كتبت صحيفة “تجارت نيوز” في تقرير لها يوم 12 سبتمبر/أيلول 2024: “منذ أسبوعين، أصبح جزء من متنزه برديسان، الذي كان المواطنون يركنون سياراتهم فيه لسنوات بدون رسوم، مشمولاً برسوم (ركن السيارات)”.
فرض رسوم على “موقف السيارات في متنزه برديسان” يعني أن “الدخول إلى متنزه برديسان أصبح برسوم”؛ نظراً إلى أن موقع هذا المتنزه في طهران لا يوجد بالقرب من أي حي، ولا يمكن الوصول إليه إلا بالسيارة الخاصة.
وليس من الواضح ما إذا كان “الدخل الناتج عن تلقي الأموال للدخول إلى حديقة برديسان من السيارات” سيذهب إلى بلدية طهران أم إلى الحكومة؛ لكن يبدو أن رئيس منظمة البيئة هو المسؤول عن منتزه برديسان.
تكلفة دخول موقف السيارات في متنزه برديسان
وفقاً لصحيفة “تابناک“، كانت تكلفة دخول موقف السيارات في متنزه برديسان منذ نحو شهر 150 ألف ریال إيراني، ومنذ فرضها، احتج جزء كبير من المواطنين على هذا القرار، ورفضوا دفع الرسوم، وركنوا سياراتهم خارج الموقف، ومن المثير للاهتمام أنه بعد مرور شهر على فرض رسوم دخول متنزه برديسان، زادت التكلفة بأكثر من 33%، وأصبح دخول الموقف الآن يكلف 200 ألف ريال إيراني.
كما أضافت الصحيفة، أن حديقة بارديسان، التي تمت تسميتها حديقة خالية من التدخين من قبل منظمة حماية البيئة في عام 2014، لم تعد قادرة على أن تفتخر بمثل هذا اللقب، فخلال النهار، يُشاهد فيها تدخين السجائر وأعقاب السجائر المنتشرة، وفي الليل تُصبح مكاناً لتدخين “الشيشة”، وفي كثير من الأحيان يمكن شم رائحة مخدر الماريجوانا في أرجاء المتنزه.
لكن على الرغم من هذه الأوضاع، تحظى الحديقة بشعبية كبيرة في معظم الأوقات، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من تم منحه موقف هذه الحديقة؟ وهل فرض رسوم على المواطنين لدخول متنزه يعتبر حقاً قانونياً لهم، أم أن هذه الإجراءات غير قانونية؟
أظهرت تحقيقات صحفيي “تابناك” أن موقف سيارات متنزه برديسان قد تم تحويله إلى القطاع الخاص، حيث إن الرقم المخصص لجهاز الدفع الإلكتروني لا ينتمي إلى منظمة البيئة أو بلدية طهران، بل هو تابع لموقف سيارات ميرداماد، وهذا يشير إلى أن شخصاً أو شركة خاصة متخصصة في إدارة المواقف قد استأجرت موقف سيارات برديسان؛ لزيادة الإيرادات من دخول الناس إلى المتنزه.
بعد الحصول على اسم ورقم الهاتف حاول أحد صحفيي الموقع الاتصال بالرقم للتعرف على الشخص أو الشركة المسؤولة عن موقف سيارات ميرداماد، ولكن الرقم كان غير متاح، وهذا يثير تساؤلات حول كيفية عمل جهاز الدفع الإلكتروني بينما الرقم المسجل عليه لا يعمل!
وعند السؤال عن الأشخاص الذين دخلوا وخرجوا من الحديقة، قادت الإجابة إلى اسم واحد، ويُزعم أن هذا الشخص استأجر الموقف من إحدى الهيئات أو الوزارات الحكومية، ومع ذلك، بما أن هذا الاسم غير موثق قانونياً، فلا يمكن الاعتماد عليه كدليل قانوني، لكن الموضوع يستحق المتابعة والتحقق.
ومع ذلك، يظل السؤال مطروحاً: كيف يمكن فرض رسوم على المواطنين لدخول مكان يُفترض أنه ملك لهم؟ تحقيقات “تابناك” تشير إلى أن هذه المسألة لم تنتهِ بعد، فعلى الرغم من فرض زيادة أكثر من 33% لموقف سيارات حديقة بارديسان خلال شهر من بدء فرض رسوم، فإن هذه التكلفة سترتفع.
رد بلدية طهران
وفقاً لتقرير صحيفة “همشهري أونلاین“، ردّ مركز الاتصالات في بلدية طهران حول الأخبار المنتشرة من مواقع “تجارت نيوز” و”تابناک” حول “تحويل المتنزهات في طهران إلى أماكن برسوم دخول” بنشر بيان توضيحي، جاء فيه:
“بعض المواقع الإخبارية مثل (تجارتنيوز) و(تابناک) نشرت أكاذيب تدَّعي أن المتنزهات في طهران أصبحت برسوم دخول! وهذه الأكاذيب تُروَّج بشكل يومي تقريباً ضد إدارة المدينة من خلال هذه المنابر نفسها.
والأدلة التي استندوا إليها هي مزاعم بشأن فرض رسوم على دخول السيارات إلى موقف متنزه برديسان، بينما في الواقع، ملكية متنزه برديسان تحت إشراف منظمة حماية البيئة، ولا علاقة للإدارة البلدية بطهران بإدارة هذا المتنزه.
ومن المؤسف أن وسائل الإعلام التي تعتبر نفسها “محترفة” لم تتكبد عناء القيام بمتابعة بسيطة قبل نشر مثل هذه الأكاذيب، بل اكتفت بنشر أخبار كاذبة مثل “المتنزهات في طهران أصبحت برسوم – تجارتنيوز” أو “مواقف السيارات في طهران أصبحت برسوم – تابناک”؛ فقط لإثارة القلق في الأذهان العامة.
وفي إطار تكذيب الأكاذيب التي نشرتها وسائل الإعلام غير المهنية، نود أن نعلم المواطنين الأعزاء أن بلدية طهران ليس لديها أي خطة لتحويل المتنزهات إلى أماكن برسوم. بل العكس، فقد تمت إضافة أكثر من 4750 هكتاراً من المساحات الخضراء الجديدة إلى المساحات الخضراء في العاصمة خلال السنوات الثلاث الماضية، كما تم افتتاح نحو 100 متنزه جديد ضمن نطاق مدينة طهران”.