ترجمة: نوريهان محمد البهي
نشرت صحيفة خراسان، الاثنين 13 يناير/كانون الثاني 2025، تقريرا عن الهجمات الإعلامية ضد الأدوات الإعلامية للمرشد الإيراني علي خامنئي، معتبرة إياها مصدر قلق متزايد، وتهديدا للأمن الإيراني.
وأوردت الصحيفة أن هذه الهجمات تأتي في وقتٍ حثّ فيه خامنئي على إفشال ألعاب العدو في الحرب الإعلامية، بينما نشهد اليوم محاولات لتقويض مصداقية وسائل الإعلام المحلية من قبل أشخاص يظهرون بمظهر الثوريين.
هجوم شهبازي: استهداف مباشر لمكتب المرشد الإيراني
أفادت الصحيفة بأن الهجوم الأخير الذي شنّه محمد رضا شهبازي، مقدم برامج في التلفزيون الإيراني، على مهدي فضائلي، عضو مكتب حفظ ونشر أعمال المرشد الإيراني، يُعتبر مثالاً واضحاً على هذا الاتجاه المثير للقلق.
وأشارت الصحيفة إلى تغريدة على تويتر، كتبها شهبازي قائلاً: “أصبح فهم كلمات المرشد الإيراني المباشرة أسهل من فهم شرح فضائلي عليها. ربما أصبح المرشد الإيراني عضواً في مكتب حفظ ونشر فضائلي! نأمل أن يلقي المرشد خطاباً قريباً لشرح تصريحات فضائلي”.
وأضافت الصحيفة أن هذه التصريحات لا تُظهر فقط تجاهلاً لموقع مكتب المرشد الإيراني فحسب، بل تستهدف بشكل مباشر مصداقية إحدى أهم الأذرع الإعلامية التابعة له.
الإعلام: أداة قوية لتشكيل الرأي العام
أشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام في العصر الحالي لم تعد مجرد أداة لإيصال المعلومات، بل أصبحت وسيلة قوية لتشكيل الرأي العام وتوجيه التيارات الاجتماعية.
وأوضحت الصحيفة أن مكتب المرشد يمتلك مجموعة من الأذرع الإعلامية التي تلعب أدواراً محددة وواضحة.
وأضافت الصحيفة أن من بين الأذرع الإعلامية مجلة “خط حزب الله”، والتي تُعتبر ذراعاً تحليلياً، بالإضافة إلى تغريدات حساب مهدي فضائلي على تويتر، كما يُعتبر حساب فضائلي، إحدى الأدوات الرئيسية لمكتب المرشد في الفضاء الرقمي، حيث يتم استخدامه عادة لتوضيح الأخبار المتعلقة بالمرشد .
وفي ظل هذه التطورات، أكدت الصحيفة أن الهجمات الإعلامية على مكتب المرشد قد تُضعف من قدرته على التواصل الفعّال مع الجمهور.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه التصريحات قد تُعقّد المشهد الإعلامي الإيراني وتفتح الباب أمام مزيد من الانقسامات الداخلية.
وأضافت الصحيفة أن هذه الهجمات، التي تتمتع بسجل طويل في تأجيج الخلافات الداخلية وتدمير المؤسسات الرئيسية للنظام، تبدو وكأنها تفتقر إلى الذكاء والفطنة اللازمة لفهم بديهيات الحرب الإعلامية والظروف الحساسة التي تمر بها إيران.

توصيات المرشد: مواجهة ذكية للحرب النفسية
كما أشارت الصحيفة إلى أن خامنئي قد أكد في تصريحاته الأخيرة على ضرورة المواجهة الذكية للحرب النفسية التي يشنها العدو.
وأضافت أن هذه الهجمات الإعلامية لا تتماشى مع هذه التوصيات، بل تؤدي إلى إضعاف التماسك الإعلامي للنظام وتقويض ثقة الجمهور في المنصات الإعلامية الموثوقة التابعة للنظام، وتساءلت الصحيفة عن ما إذا كانت هذه الهجمات مجرد أخطاء فردية أو سوء فهم؟
ونابعت الصحيفة أن تكرار هذه الهجمات، خاصة في وقتٍ تحتاج فيه إيران إلى تعزيز الثقة العامة والتنسيق المؤسسي، يُعتبر استراتيجية خطيرة، مؤكدة أن عواقب هذه الاستراتيجية لن تقتصر على تشويه سمعة الأفراد أو تسوية الحسابات السياسية، بل قد تمتد إلى إضعاف النظام بأكمله.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة هذه الاستراتيجية الخطيرة وتعزيز الثقة العامة في المؤسسات الإعلامية التابعة للنظام.
أبعاد خطيرة لتقويض الإعلام الإيراني
وأفادت الصحيفة بأن المرشد الإيراني قد أكد في الأشهر الأخيرة على أهمية دعم الجيش وقوات الحرس الثوري، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يفخر بقواته المسلحة.
وأضافت الصحيفة أن بعض أفراد هذا التيار المهاجم، وبخلاف هذه التوصيات، طالبوا بمحاكمة القادة العسكريين، وفي تلك الفترات الحساسة قاموا بتشويه تصريحات السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، لاستخدامها كذريعة لتقويض هذه القوات، بما لا يتسق مع المصالح الوطنية وأمن البلاد، مستهدفين بشكل مباشر الأمن النفسي للمجتمع.
وحذرت الصحيفة من أن تجاهل هذا الخط الإعلامي قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها، حيث تُعتبر وسائل الإعلام الأداة الرئيسية لتشكيل الرأي العام، وأي إضعاف للوسائل الإعلامية الرسمية والموثوقة يُوفر مساحة أكبر لنمو التيارات المنحرفة والتخريبية.
وذكرت الصحيفة أن أحد المتحدثين دخل مؤخرا إلى الساحة السياسية، حيث قام بتلفيق كذبة ضد المرشد الأعلى باستخدام اقتباس مُحرَّف من تصريحاته لمصلحته الشخصية.
وأضافت أنه على الرغم من أن هذا الشخص اضطر إلى الاعتذار، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني ضده حتى الآن.
أهمية القدرات الإعلامية في إدارة السرديات
وأشارت الصحيفة إلى أن الأدوات الإعلامية مثل حساب مهدي فضائلي على تويتر، والرسوم البيانية التابعة للمؤسسات المرتبطة بمكتب المرشد، ورسائل التوعية عبر موقع مكتب المرشد، تُشكل جميعها جزءًا من إدارة الفضاء الإعلامي في البلاد، كما أن هذه الأدوات لا تنقل الرسائل الرئيسية بدقة فحسب، بل تلعب أيضا دورا مهما في تقليل التوترات السياسية وزيادة الشفافية، وإضعاف هذه الأدوات لن يؤدي إلا إلى زيادة التكاليف الإعلامية وتعقيد عملية نقل الرسائل.
وأكدت الصحيفة أن علاقة الأفراد والتيارات بالمرشد الإيراني لا تُحدد في ساحات النزاعات على تويتر، بل تُحدد من خلال الالتزام الحقيقي بتوجيهات المرشد الإيراني ورسائله.