ترجمة: شروق السيد
نشرت صحيفة “جمهوري إسلامي” الإيرانية تقريراً 26 ديسمبر/كانون الأول 2024، ذكرت فيه أنه على مدار عدة سنوات، تم إصدار تأشيرات يومية بأعداد ضخمة للأفغان، تصل إلى عدة آلاف يوميًا، وكانت الحدود مفتوحة أمامهم، وتم توفير جميع أنواع التسهيلات لهم داخل إيران.
وتابعت الصحيفة: وعلى الرغم من التهديدات الأمنية والاجتماعية التي كانوا وما زالوا يشكلونها على المجتمع، إلا أنهم حظوا بدعم رسمي كبير، كما أن بعض الأفراد كُلفوا بمهمة تبرئة جماعة طالبان التكفيرية الإرهابية على حد وصف الصحيفة، واستخدموا أقلامهم وألسنتهم لتجميل صورة هذه الجماعة شديدة التخلف والمعادية لإيران.
وأردفت قائلة: الأمر الأكثر غرابة أن هؤلاء المدافعين عن طالبان اتهموا من يحذرون من خطر سيطرة هذه الجماعة الإرهابية على الحدود الشرقية لإيران بالسعي للحرب، وطالبوا بإسكات أصواتهم وكسر أقلامهم!
وتابعت: والأغرب من ذلك أن بعض الأشخاص، الذين يدّعون التدين لجأوا إلى الإسلام لتبرير أفكارهم الخاطئة وسلوكهم المعاكس، وقاموا بتفسير منحرف لبعض التعاليم القرآنية والفقهية والعقائدية، ليعلنوا أن الأراضي الإسلامية تعود لجميع المسلمين، وأن الحدود لا معنى لها، وأن الهجرة أمر قرآني، وأنه لا يحق لأحد أن يقول لسكان دول أخرى: “لا تدخلوا إيران”، أو أن يلزمهم بتطبيق قواعد محددة.
وأضافت: مؤخرًا، قام إمام جمعة إحدى المدن [كاشان] بتكرار هذه التصريحات غير المبررة، مما زاد من تشجيع الأجانب الأفغان غير المصرح لهم، لدرجة أن بعضهم صرحوا علنًا بأنهم يعتبرون إيران ملكًا لهم، وأنهم سيسكنون في أي مكان يختارونه داخل إيران، ويجب توفير عمل مناسب لهم، بالإضافة إلى جميع الامتيازات والخدمات.
وتابعت: وعلى عكس الأجانب الذين يهاجرون إلى دول أخرى عادة بمفردهم ولا يُسمح لهم بجلب أسرهم، يقوم هؤلاء بجلب جميع أفراد عائلاتهم، من زوجات وأبناء وأبناء عمومة وبنات خالات وحتى جيرانهم إلى إيران، وهناك ينجبون أطفالًا بكثرة لدرجة أنهم يسيطرون في بعض الأحيان على المستشفيات بالكامل، وهم الآن في طور تشكيل أكبر قومية في إيران.
ومن الغريب أن المدافعين عن مفهوم “الوطن الإسلامي بلا حدود” يرون أن طالبان تفرض رقابة صارمة على حدودها، ومع ذلك يوصون بفتح حدود إيران لهم!
وأضافت الصحيفة أن إسكندر مؤمني، وزير الداخلية في الحكومة الرابعة عشرة (الحكومة الحالية لمسعود بزشكيان) كان حتى وقت قريب يقدم وعودًا بشأن الإصرار على ترحيل المهاجرين الأفغان غير الشرعيين، وكان يتحدث عن عدم إمكانية تحمل هذا العدد الكبير من المهاجرين في إيران. ولكن للأسف، لم يعد يتحدث في هذا الموضوع منذ فترة، فهل تغيرت السياسة أم أن الوزير حصل على معلومات لا يعلمها الشعب؟
وأضافت: المهاجرون الأفغان لا يزالون يتواجدون في جميع أنحاء إيران، ويتنقلون بسهولة أينما أرادوا، ويعملون في أي مجال يشاؤون، حتى أنهم استحوذوا على العديد من الوظائف، وأوضاع الكثير منهم أفضل من الإيرانيين، كما أن حالة السخط والتحذيرات بسبب بعض تصرفاتهم المنظمة، وحتى بعض مطالباتهم، في تزايد، ومع ذلك، ما سبب هذا الصمت المثير للتساؤل الذي حل محل تلك الوعود المبهجة؟
مؤخرًا، بدأ فرع أفغاني تابع لـ “تحرير الشام” تحركاته لنشر قواته في ولايات هرات، وفراه، ونيمروز، المحاذية لحدود إيران، وقد وردت أنباء تشير إلى أنهم، بالتنسيق مع قاعدة تنظيم “جيش العدل”، يخططون لتهيئة الأوضاع لتنفيذ عمليات تخريبية وإرهابية في محافظات سيستان وبلوشستان، وخراسان الجنوبية، وخراسان رضوي.
وتابعت: لا شك أن المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين في إيران على علم بأن الحكومة المزعومة لطالبان تربطها علاقات وثيقة مع هيئة “تحرير الشام”، وأن أهدافهم المشتركة في إحداث تغييرات في المنطقة معروفة تمامًا.
في ظل هذه التحركات المحسوبة والمثيرة للقلق، ما هي خطط المسؤولين في بلادنا للتصدي لهذا التهديد القادم من الحدود الشرقية؟ هل سيتم اتخاذ القرارات في اللحظات الأخيرة كما في العديد من الحالات الأخرى؟
واختتمت الصحيفة: هل سينتظرون حتى تواجه إيران وضعاً مفروضاً وعندما يكون الوقت قد فات لاتخاذ الإجراءات اللازمة؟ في الوقت الذي تعيش فيه منطقة الشرق الأوسط أزمات كبيرة، وإيران تمر بمرحلة حساسة جدًا من تاريخها، يجب ألا نسمح بأن يتحول موضوع المهاجرين غير الشرعيين إلى أزمة تهدد إيران.