ترجمة: أسماء رشوان
تناولت وكالة “خبر أونلاين” الإيرانية المحسوبة على مكتب علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في حوار لها يوم الجمعة 14 فبراير/شباط 2025، مع كل من عباس عبدي، الناشط السياسي الإصلاحي، وفياض زاهد، عضو مجلس الإعلام الحكومي، وغلام حسين كرباسجي، السياسي الإصلاحي والأمين العام السابق لحزب “كوادر البناء”، حول العهود التي قطعها بزشكيان خلال الفترة الانتخابية.
ذكرت الوكالة أنه في الأيام التي كان فيها منافسو مسعود بزشكيان في الانتخابات يطلقون الوعود الانتخابية واحدا تلو آخر، شدد بزشكيان على تنفيذ قانون برنامج التنمية. لكنه، رغم ذلك، قدّم بعض الوعود، من بينها انتقاداته المتكررة القيود المفروضة على كثير من برامج الفضاء الالكتروني ومطالبته برفع القيود عن الإنترنت. وقد نفّذ جزءا من هذا الوعد حتى الآن، إذ تم رفع الحظر عن “واتساب” و”جوجل بلاي”، لكن هذا لم يكن سقف التوقعات منه كرئيس.
وأشارت إلى أنه في ذلك الوقت، رأى البعض أن رفع القيود يجب أن يشمل منصات التواصل الاجتماعي ذات التأثير الكبير على حياة الناس وأعمالهم، لكن ردّ الحكومة كان واحدا: “سيتم اتخاذ خطوات أخرى لرفع الحظر تدريجيا”.
حاليا، تتوارد أنباء عن أن الخطوة الثانية ستُنفَّذ قبل عيد النوروز، وهو ما أكّده المتحدث باسم الحكومة، فاطمه مهاجرانی، بشكل غير مباشر، ردا على سؤال من وكالة “خبر أونلاين”.
وأضافت الوكالة أن الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي قال في تصريح لـ”خبر أونلاين”: “الواقع يُظهر أن الحكومة إمّا لا تريد أو لا تستطيع استخدام سلطاتها وإرادتها لحل مشاكل الناس، لكن لا يوجد أي مبرر مقبول، فقد انتهى وقت التبريرات”.
وأردفت أن فياض زاهد، عضو مجلس الإعلام الحكومي، قد كشف عن وجود خطوات جارية لرفع الحظر عن اليوتيوب.
أما عن السياسي الإصلاحي غلام حسين كرباسجي، الأمين العام السابق لحزب “كوادر البناء”، فقد صرّح لـ”خبر أونلاين” قائلا: “من المخجل ألا يفي الرئيس بالوعود التي قطعها”.
وقالت إنه قد علّق على تأثير رفع القيود على الحالة النفسية للمجتمع في حديثه مع وكالة “خبر أونلاين”، قائلا:
“الضغوط الاقتصادية والمعيشية لا ترتبط كثيرا بمسألة منصات التواصل الاجتماعي، لكن بعض الأشخاص كانوا يعتمدون على الإنستغرام في أعمالهم، مما جعل استمرار هذه الأنشطة إما مستحيلا أو صعبا للغاية”.
وأضاف: “على أي حال، الناس وجدوا طرقا للتغلب على الحظر، لكن الرئيس كان قد وعد برفعه. في الواقع، هناك وعود أكبر من ذلك تم قطعها، لكن يبدو أن لا أحدا يتابع تنفيذها بجدية”.
وأشار كرباسجي إلى أن الوضع العام في البلاد قد لا يسمح للرئيس بالوفاء بهذه الالتزامات، أو ربما لا يستطيع أن يوضح المسار الذي سلكه، أو ما هو غير قادر على تحقيقه.
وأوضح أنه “من المخجل أن الرئيس لم يفِ بوعوده. السؤال الذي يجب أن يُطرح عليه هو: لماذا لم يتم تنفيذ ذلك حتى الآن؟ عندما قدّم هذه التعهدات، كان عليه أن يفكر جيدا فيما إذا كان قادرا على تنفيذها أم لا”.
وفي ختام حديثه، قال الناشط السياسي الإصلاحي: “خلال الانتخابات، كنت أقول لكثيرين إنني أستبعد أن يتمكن السيد بزشكیان من الوفاء بتعهداته بسهولة. كان عليه أن يفكر جيدا عندما قدّم هذه الوعود. لكن يبدو أن هناك عقبات تحول دون تنفيذها، وليس بالضرورة أنه يريد أن يكون مخلفا لوعوده”.