ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت صحيفة “هم ميهن“، الأربعاء 9 أبريل/نيسان 2025، افتتاحيتها تحت عنوان “الثقة والدعم للمفاوضين”، وذكرت أنه منذ اللحظة التي بدأت فيها الأنباء تنتشر عن انطلاق المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، بعد فترة من الترقب والتكهنات، انطلق سيل من التحليلات والتخمينات.
وأضافت أنه قد زاد من وقع هذه الأنباء تزامنها مع خبر لقاء نتنياهو، وهو ما اعتُبر رسالة واضحة من ترامب موجّهة إلى نتنياهو وربما إلى إيران أيضا.
وأشارت إلى أن الأسابيع القليلة الماضية قد شهدت تصعيدا غير مسبوق في حشد القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة، الأمر الذي زاد من حساسية الموقف وأضفى مزيدا من الأهمية على أخبار المحادثات بين الجانبين.
وتابعت أنه على أي حال، يبدو أن التوصل إلى أرضية مشتركة لبدء الحوار بين إيران والولايات المتحدة قد يُمهّد الطريق لاتفاق شامل، إذ إن مواصلة المسار بعد هذه الخطوة الأولى لن تكون بالأمر العسير؛ ذلك أن إيران أعلنت مرارا وبشكل واضح، أنها لا تنوي تصنيع سلاح نووي، كما أن المرشد الأعلى أوضح الأسس السياسية والدينية لهذا الموقف بدقة في مناسبات متعددة.
وأوضحت أنه إن كان الخلاف يتمحور حول مسألة السلاح النووي فقط، فإنها ليست عقبة مستعصية. أما إذا كانت هناك ملفات أخرى محل خلاف، فمن الطبيعي أن تواجه المفاوضات صعوبات وتعقيدات. ومع ذلك، وبالنظر إلى فحوى رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى وردّ إيران عليها، يتضح أن الخلاف ينحصر في هذا الجانب تحديدا.
وذكرت أنه انطلاقا من هذا التصوّر، يمكن تصنيف مواقف الشعب الإيراني والدول الأخرى تجاه فرص نجاح هذه المفاوضات إلى عدة فئات. أبرز المعارضين للتفاهم هو نتنياهو، الذي يبدو أن زيارته الأخيرة للبيت الأبيض لم تحقق النتائج المرجوة. في المقابل، تدعم معظم دول المنطقةـ باستثناء قلة قليلةـ هذا الاتفاق، لكونه يبعد شبح الحرب عن المنطقة.
وأضافت أنه لا سبب يدعو الدول غير المجاورة إلى عدم الترحيب بهذا الاتفاق؛ فأسوأ ما قد يصدر عنها هو الصمت، وإلا فإن الجميع سيستقبل الاتفاق بإيجابية. أما على الصعيد الداخلي، فالوضع أكثر تعقيدا.
وأشارت إلى أن المعارضين للنظام وأولئك الذين كانوا ينتظرون اندلاع حرب، سيصابون بخيبة أمل كبيرة، ولهذا سيبذلون كل جهدهم لإفشال هذه المحادثات، من خلال التحريض الإعلامي أو بطرق أخرى.
وتابعت أنه في المقابل، سيؤيد الغالبية الساحقة من الشعب والنظام هذه المفاوضات، لما عانوه من آثار سلبية للعقوبات والمواجهة. وسيفرح بها المواطنون العاديون والناشطون الاقتصاديون على حد سواء. لكن للأسف، هناك فئة داخلية تتخذ موقفا أكثر تشددا حتى من نتنياهو تجاه أي اتفاق محتمل. هؤلاء إما من المنتفعين من العقوبات، وإما من أولئك الذين يرون في تقدم إيران ورفاهية شعبها تهديدا لوجودهم.
واختتمت بالقول إنه يجب على القوى الوطنية الحريصة على مستقبل إيران أن تتخذ موقفا واضحا ضد جميع المعارضين، الذين يشكلون مثلثا: نتنياهو في القمة، والمعارضون الراديكاليون في أحد أضلاع القاعدة، وتجار العقوبات ومن يرون نجاتهم في دمار إيران في الضلع الآخر. يجب الابتعاد عن هذا المثلث السام، وذلك من خلال دعم المفاوضين الإيرانيين بثقة كاملة ومسؤولة ودون شروط.