ترجمة: شروق السيد
قام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بجولة إقليمية شملت عشر دول في المنطقة، وبحسب ما ذكرته صحيفة “آرمان ملي أونلاين” الإيرانية، كشف مصدر دبلوماسي مطلع عن فحوى الرسائل التي حملها عراقجي خلال هذه الجولة. وأوضح المصدر أن الرسائل كانت تحمل أهمية خاصة لقادة تلك الدول، حيث شددت على ضرورة توحيد المواقف الإقليمية لمواجهة الجرائم الصهيونية المستمرة، كما تضمنت الجولة رسائل خاصة موجهة لبعض دول الخليج العربي.
كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملى أونلاين”، أنه بالتزامن مع المخططات الجديدة للأمريكيين في المنطقة، قام رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني بزيارة للبحرين بعد زيارته الأردن ومصر وتركيا، والمشاركة في اجتماع وزراء خارجية منصة التعاون الإقليمي في القوقاز،، ليقوم بجولة عامة في المنطقة خلال أقل من أسبوعين، بهدف التشاور مع قادة الدول المختلفة.
وتابعت الصحيفة: قام عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وخلال أقل من شهر وبعد عملية “الوعد الصادق 2” المعروفة، بجولة إلى 10 عواصم في المنطقة، بهدف إيصال رسالة إيران حول التطورات الجديدة إلى قادة الدول واللاعبين الأساسيين في المنطقة وخارجها، وقد اتخذت هذه الرسائل أبعادا متفاوتة في مختلف اللقاءات.
أوضح مصدر دبلوماسي مطلع محتوى الرسائل التي حملها عراقجي قائلا: “حمل وزير الخارجية رسالة واضحة لجميع دول المنطقة، إضافة إلى رسائل خاصة لبعض دول الخليج العربي”، فقد طلبت إيران في الرسالة المشتركة من جميع حكومات المنطقة إيجاد رؤية موحدة لمنع استمرار جرائم الكيان الصهيوني.
رسالة خاصة إلى حكام بعض دول الخليج العربي
وأضاف هذا المصدر المطلع أن عراقجي نقل رسالة خاصة إلى حكام بعض دول الخليج العربي خلال زيارته لهم، حيث أشارت هذه الرسالة إلى أن الموافقة على المواقف الأمريكية-الصهيونية قد تكون لها عواقب على هذه الدول!
وأضافت الصحيفة: يرى الخبراء السياسيون أن المبادرة المستقلة لإيران في المنطقة والمتزامنة مع تحركات الأمريكيين بمثابة استراتيجية “التحذير والدبلوماسية” في مواجهة التهديدات، فطهران تستخدم أدواتها الدبلوماسية والعسكرية معا لإيصال التحذيرات اللازمة.
إن نهج إيران القائم على محورين “التحذير” و”الدبلوماسية”، والذي يقود الميدان والدبلوماسية في آنٍ واحد، يجعل جولات عباس عراقجي هي اللغة الدبلوماسية للقادة العسكريين، ففي هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة، تسعى إيران لإرسال تحذيرات عبر قنواتها الدبلوماسية، إضافة إلى ردودها.
وتابعت: يُعتقد أن الجمع بين التحذير والدبلوماسية يمكن أن يُحدث توازنا جديدا في المنطقة ويعطل خطط الأمريكيين لتنفيذ نظام إقليمي جديد، هذه الاستراتيجية جعلت إيران في حالة تأهب عسكري، مع تأكيد عدم رغبتها في تصعيد التوتر، وبعبارة أخرى، التحذير والدبلوماسية وجهان لعملة واحدة في استراتيجية إيران التي تقوم على “لا مماطلة ولا استعجال”.
وأضافت قائلة: الجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية التي تجمع بين التحذير والطمأنينة تشمل المنطقة من النيل إلى الفرات. في هذا السياق، طلبت بعض الدول، مثل الأردن، رسائل أمان من طهران، في حين أعربت دول أخرى، مثل البحرين، عن رغبتها في عدم التورط في أي نزاعات.
واختتمت مبينة: سعى عراقجي خلال جولته الإقليمية إلى ترسيخ فكرة، مفادها أن تصرفات الكيان الصهيوني يجب أن تثير قلقا مشتركا لدى جميع دول المنطقة، وأن الصراع بين إيران والكيان الصهيوني لا يمكن اعتباره مجرد نزاع بين كيانين سياسيين في غرب آسيا، فلا يمكن لباقي الأطراف الوقوف على الحياد ومشاهدة ما يحدث.