ترجمة: شروق السيد
دعت الصحيفة الإيرانية “كيهان” في تقريرٍ لها، إلى تشكيل ما يسمى بالطالب المنتمي إلى الثورة، حيث تناولت الخصائص التي يجب أن يتحلى بها هذا الطالب وفقا لتوجيهات المرشد الأعلى بإيران، كما تدعو الصحيفة الطلاب إلى أن يكونوا جاهزين للتضحية بالنفس والمال من أجل نشر فكر الثورة الإسلامية الجمهورية، وتؤكد ضرورة أن يتحلى هذا الطالب بصفات عدة، أبرزها الثقة بالنفس، والإيمان العميق بالقضايا الوطنية والدينية، والشجاعة في مواجهة التحديات، وجاء في نص التقرير:
كتبت صحيفة كيهان نقلا عن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي: ما أقوله هو التالي: أيها الشباب، يجب أن يكون لديكم تحليلات حول القضايا المختلفة؛ المشاعر وحدها لا تكفي، الآن سأشرح ما أقصده بهذا القول، يجب أن يكون لديكم تصور عن أصل الثورة؛ يجب أن تكون لديكم رؤية عن قضية الدفاع المقدس، حرب الثماني سنوات؛ كذلك يجب أن تكون لديكم خلفية حول القضايا المختلفة التي حدثت في الثمانينيات؛ ويجب أن تكون لديكم تصورات عن الانشقاقات التي حدثت في التسعينيات؛ كما يجب أن تكون لديكم تحليلات عن الأحداث المختلفة التي وقعت في العقد ما بين 2001 و2011؛ أي أن تعرفوا وتحددوا ما هي هذه الأحداث، ومن أين بدأت، ومن كان وراءها، وما هي نتائج هذه الأحداث؛ هذا هو تكوين الرؤية. (تصريحات المرشد الأعلى لإيران في تجمع الطلاب 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023)
وأضافت الصحيفة: إن الطالب المنتمي للثورة يعشق وطنه، ونظام الثورة، وشعبه، ويجب أن يعرف أن حياته مرهونة بالحفاظ على بلده، يجب أن يُربّى هذا الطالب بطريقة تجعل الدفاع عن بلده مقدسا، ويرى أن دماءه فخر لبلاده، ولا يرى حدودا بين إيران وسوريا في سبيل الحفاظ على نظام الثورة الإسلامية، وهو يعلم أن فكر الثورة الإيرانية الإسلامية لا حدود له، ويجب عليه أن يضحي بنفسه وماله من أجل نشر فكر الثورة والحفاظ على نظامها.
الخصائص الرئيسية لجيل الثورة النافع:
الثقة بالنفس: يجب أن يُربّى الطالب المنتمي للثورة بحيث يكون واثقا بنفسه، ولا يشعر بالخوف أو القلق عند مواجهة التحديات، يجب أن يكون قوي الروح ولا يخشى من التجربة، ويدافع دائما عن أفكاره ومعتقداته، بكرامة النفس، لا يفرط أبدا في الحق والحقيقة من أجل مصالح الآخرين.
الإيمان: في مدرسة على نهج الثورة، يُربى الطلاب على أن يكون الإيمان اعتقادا في القلب؛ قناعة توجه حياة الإنسان وتؤثر بشكل كبير على كيفية عيشه، وتكون محورا لتقييم أفكارهم وأعمالهم، في ظل هذا الإيمان، تظهر التزامات ومسؤوليات يجب على الأفراد قبولها والعمل بها.
مدافع عن مصالح الوطن: يجب عليه أن يعرف أن أهل بلده وكل شعوب الدول الإسلامية مثل إخوته وأخواته، وعليه أن يدافع عن حياتهم وأعراضهم كما يدافع عن عائلته، ويجب أن يعتبر أن أسرته الحقيقية هي مجتمع المسلمين.
الشجاعة: الشجاعة كانت ولا تزال من المفاهيم البارزة في الثورة الإسلامية؛ نظام أُقيم على الشهادة وشجاعة قائد قوي، ويهدف إلى تربية جيل شجاع وقوي يدافع عن الحق والحقيقة، ويقف إلى جانب المظلوم ضد الظالم، ويسعى لتحقيق العدل.
الإبداع: بنظرة سريعة إلى مستوى نمو البلاد ومقارنة مع القوى العظمى والفقر الموجود في بعض المجتمعات المتحضرة ظاهريا، يبدو أن وجود طالب مبتكر ومبدع وذي أسلوب وأفكار خاصة، أمر ضروري.
تربية طلاب تحت ظلال الثورة يمكنهم من الاستفادة من التفكير الصحيح والموهبة والإبداع، ويصبحون مبتكرين لأفكار جديدة تهدف إلى نمو وتقدم البلاد.
مبادر ونشط: لقد كانت بلادنا بحضارتها التي تمتد لآلاف السنين، دائما رائدة وقائدة لجميع المجتمعات، يجب أن يتعلم الطالب المنتمي للثورة أن يفخر بحضارته الأصيلة، وأن يسعى للحفاظ على هذه الريادة أمام المجتمعات الأخرى، وأن يكون نشيطا ومجتهدا دائما؛ حتى لا يتأخر عن الآخرين.
العفة: الطالب المنتمى للثورة يُربى بطريقة يكون فيها دائما مراقبا لنفسه، ويمتلك قوة داخلية تمنعه من ارتكاب الأخطاء، وبحيائه الداخلي، يمكنه التحكم في سلوكه تجاه الأعمال غير المقبولة التي يراها في المجتمع، ولا يخاف من انتقاد الناس.
طالب مُنتمٍ للثورة
وتابعت الصحيفة: أشار بور ثاني، نائب الشؤون التربوية والثقافية في وزارة التربية والتعليم، إلى أن الاهتمام بالأضرار الاجتماعية، والهوية، وصناعة الأمل من أهم واجبات هذه الهيئة، وقال: «المرشد الأعلى بإيران يؤكد الاستفادة من إمكانيات الطلاب في الحد من الأضرار الاجتماعية، في ما يتعلق بالهوية الفكرية، ويؤكد الشعارات التي تحافظ على الهوية مع مراعاة القضايا الفكرية».
وأضاف: «مشاركة الطالب في تقليل الأضرار الاجتماعية تُظهر لنا أن الطالب المنتمي للثورة طالب مؤثر وفعّال، وهذه الفعالية تتبلور في المنظمات الموثوقة مثل اتحاد الجمعيات الإسلامية».
كما ذكر نائب الشؤون التربوية والثقافية أن «ما يميز اتحاد الجمعيات الإسلامية عن غيره من المنظمات الطلابية هو وجود ممثل للقيادة في هذه المنظمة، العنصر الرقابي غائب في العديد من المنظمات والأنشطة التربوية، لكن هذا العنصر موجود في اتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب».
وأكد ضرورة أن يكون المسؤول مهتما بتربية الطلاب، وقال: «شخصيا، كنت شاهدا على أن السيد رئيسي، الرئيس الإيراني الراحل، في بداية إحدى جولاته الإقليمية، أولى اهتماما لحالة أحد المعسكرات الطلابية، كما شاهدنا خلال السنوات الثلاث الماضية، أنه التقى الطلاب أربع مرات وتحدث معهم».
مفاتيح النجاح في الأنشطة الثقافية للطلاب
وأضافت الصحيفة: هذا هو السؤال الذي يطرحه العديد من الطلاب، خاصةً المنظمات الطلابية: “لماذا لا ننجح في الأنشطة الثقافية؟ لماذا تكون الإنتاجية منخفضة؟ وما الذي يجب علينا فعله لتحقيق توازن بين الفائدة والتكلفة؟ كيف يمكننا أداء واجبنا والوصول إلى النتائج في الوقت نفسه؟”.
يجب أن تكون مستعدا ذهنيا ونفسيا للأنشطة الثقافية، علينا أن نؤدي الواجب دون التركيز المفرط على النتائج، التركيز على النتائج يُبعدنا عن أداء الواجب، البحث عن النتائج قد يؤدي إلى أخطاء في حساباتنا لأي سبب؛ ولكن هذا لا يعني غياب التدبير والإدارة، فالأنشطة الثقافية وسيلة وليست هدفا، هي وسيلة لأداء الواجب، وإذا قمنا بواجبنا بشكل جيد، فستأتي النتيجة.
يجب أن نحول الأنشطة الثقافية إلى نشاط جماعي، التفكير والتعاون مع الآخرين، واستخدام العقل الجماعي والقدرات الجماعية، لها تأثير كبير في الأنشطة الثقافية، العمل الفردي ليست مؤثرة.
وتابعت: العمل الجماعي يعتمد على إدارة العمل وتقسيم المهام، حاولوا تقسيم وتفكيك المهام قدر المستطاع؛ على سبيل المثال، في الأنشطة الثقافية، يمكن تشكيل لجان مختلفة مثل لجنة الدعاية، واللجنة التنفيذية، ولجنة الدعم، والجنة المالية، ولجنة العلاقات العامة وغيرها، واستخدام الأفراد والموارد المختلفة في هذه اللجان.
يجب على المدير أن يدير، وظيفة المدير هي تنسيق الأقسام وتقسيم المهام، وليس التدخل في التفاصيل، أحد أهم أسباب الفشل في الأنشطة الثقافية هو تدخل المدير في التفاصيل، خاصة في الأمور الصغيرة، الإدارة هي نظام للتنسيق والتحكم من بعيد، وتفويض السلطة والثقة بقدرات الفريق مبدأ مهم في إدارة الأنشطة الثقافية.
يشرح لنا محمد علي ليالي، أحد المهتمين بالشؤون الثقافية، أهمية تكوين مركز فكري: “قبل أن تقوموا بأي نشاط ثقافي، اعقدوا جلسات لمناقشة العوائق والعيوب والفوائد ومتطلبات ذلك النشاط، ودعوا الجميع يبدون آراءهم، ثم ناقشوا كل التفاصيل، يجب فصل مركز الفكر عن التخطيط الثقافي والإدارة الثقافية.
كما يوصي هذا الخبير، بأن تُنفذ الأنشطة الثقافية باسم الآخرين، يقول: “لا تصروا على أن تُنسب الأنشطة إليكم (مثل قيادة الطلاب، الباسيج الطلابي، الجمعية الإسلامية، اتحاد الجمعيات الإسلامية، وما إلى ذلك)؛ لأن كل شخص أو منظمة لديه مؤيدون ومعارضون، وهذا قد يمنع البعض من المشاركة في نشاطكم الثقافي، حاولوا أن تنفذوا نشاطكم باسم الطلاب؛ مثل مجموعة من طلاب المدرسة، أو الهيئة الدينية لمدرسة، أو تنظيم طلابي.
ويختتم “ليالي” كلامه بقوله: ركزوا على الأولويات والضرورات في الأنشطة الثقافية، لا تصروا على تنفيذ جميع الأنشطة الثقافية والدينية والوطنية والسياسية وما إلى ذلك؛ بل اختاروا الأولويات والضرورات، لأن قدراتكم محدودة ولا يمكنكم بالموارد والوقت والأماكن المحدودة تنفيذ جميع الأنشطة.
خذوا بعين الاعتبار العقبات والقيود في الأنشطة الثقافية، هناك عشرات أو مئات العوائق التي لا يمكن التنبؤ بها؛ سواء كانت بشرية أو مالية أو تقنية.
الحد الأقصى للنجاح هو 50%، عليكم أن تدركوا أنه حتى لو كنتم أفضل مدير في مجال الإدارة الثقافية، فإنكم ستحققون فقط 50% من توقعاتكم في الأنشطة الثقافية.
لا ننسى أن في كل عمل، خاصةً الأنشطة الثقافية، تظهر العديد من القيود والمشاكل والصعوبات والمنافسات والانتقادات، ولا يمكن تحقيق جميع الخطط والأفكار المثالية.
سجلوا النقاط الإيجابية والسلبية؛ التجارب المريرة والحلوة، والنقاط القوية والضعيفة في الأنشطة الثقافية، احرصوا على تخصيص دفتر لتسجيل هذه التجارب والأنشطة الثقافية، ودوّنوا النقاط الإيجابية والسلبية فيه، وراجعوا هذه الملاحظات قبل أي برنامج جديد.
النجاح الأكاديمي للطلاب
وتبعت الصحيفة قائلة: يُعد النجاح الأكاديمي للأبناء خلال فترة الدراسة من المخاوف الأساسية التي تشغل بال العديد من الأسر، حيث يسعى كثيرون بطرق مختلفة لتحسين أداء أبنائهم، قد تعتقد أن النجاح في الدراسة يرتبط بشكل كبير بمعدل الذكاء، ورغم أن هذا صحيح إلى حد ما، فإنه ليس الحقيقة الكاملة، فالذكاء العالي يساعد في فهم أفضل وأسهل للمفاهيم الدراسية، لكنه وحده لا يكفي لتحقيق النجاح الدراسي، إلى جانب الذكاء، هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الدرجات، وقدرة التعلم، وبالتالي النجاح الأكاديمي.
تقول مرضية سياهكل، المستشارة التربوية لمرحلة الطفولة والمراهقة، لمراسل كيهان: تلعب الأسرة دورا مؤثرا في النجاح الأكاديمي للطلاب، الأسرة هي أول مكان يعيش فيه الأفراد ويتربون، نظرة الأسرة تجاه تعليم الأبناء، توفير الهدوء في المنزل، وتقوية الروابط بين الآباء والأبناء، وتشجيعهم تؤثر بشكل عميق على النجاح الأكاديمي للطلاب.
وتضيف المستشارة: الذكاء العاطفي، الذي يعتبره العلماء عاملا في نجاح الأفراد، يمكن أن يساعد في التحكم في التوتر والقلق، والإبداع، والتواصل الجيد مع الآخرين، واستخدام الحواس الخمس، والاستفادة من التجارب كلها ضمن نطاق الذكاء العاطفي، يجب أن تعلم أن الذكاء العاطفي يمكن أن ينمو ويتطور، وكلما أحسنا إدارته وتطويره، رأينا تأثيرات إيجابية في حياتنا.
وتكمل حديثها قائلة: الوضع الاجتماعي للطلاب، بدءا من مرحلة رياض الأطفال، يلعب دورا كبيرا في جودة التعلم، العلاقات الودية تقلل من المشاكل السلوكية وتؤدي إلى تحسين مهارات الطفل والحصول على درجات أفضل، التغيرات في العلاقات الاجتماعية خلال فترة المراهقة تحدد مسار المستقبل، تؤثر التغيرات في فترة المراهقة على مستقبل الفرد وتكون سببا في النجاح أو الفشل، اختيار الأصدقاء في مراحل مختلفة من الحياة يلعب دورا مهما في نجاحك أو فشلك في المستقبل، لذا يجب عليك اختيار أصدقائك بعناية وحكمة.
ووفقا للدراسات والأبحاث النفسية في هذا المجال، فقد أظهرت أن الفضول من العوامل الهامة والمؤثرة في النجاح الأكاديمي، حيث يعتبر تأثيره أكبر من الذكاء، الفضول هو حالة من الإصرار على التعلم واكتشاف الحقائق التي تجعل العقل أكثر انفتاحا لفهم الآراء المختلفة وأنماط الحياة والموضوعات المتنوعة، الأشخاص الفضوليون يميلون إلى القراءة وطرح الأسئلة.