في ظل تحديات متصاعدة واقتراب نهاية فترة إدارته، تلاحق الانتقادات عمدة طهران لعدم الوفاء بوعوده.
كتبت الوكالة الإيرانية “خبر أونلاين“، 5 يناير/كانون الثاني 2024: تبقت بضعة أشهر على انتهاء الإدارة الحالية، ولا يزال عمدة طهران يطلق وعود الأيام الأولى لوصوله إلى بلدية طهران، من وعود بتخفيض تكاليف المعيشة في طهران، بينما تكاليف الموت نفسها أصبحت باهظة للغاية، حيث ارتفعت أسعار القبور متعددة الطوابق هذا العام بنسبة 380 ضعفًا، إلى وعود بتقليل تلوث الهواء والازدحام المروري، في وقت ما زالت فيه أيام التلوث تحطم الأرقام القياسية.
وواصلت: وهو لا يزال يعتقد أن العقوبات لا تأثير لها على مشاكل البلاد، وأن التحديات الأساسية تكمن في عدم كفاءة وعدم جدية المسؤولين، ومع ذلك، لم يتمكن حتى الآن من الوفاء بوعوده بشأن عربات المترو، والحافلات، والشاحنات الصغيرة، والدراجات الكهربائية الصينية.
ذكرت الوكالة أنه كما لا توجد أي أنباء عن مشاريع بناء المدن الصينية، أو إنشاء الفنادق، أو استقبال مليون سائح صيني سنويًا، ووفقًا لمسؤولي المدينة، تم حتى الآن تسليم 10 حافلات كهربائية إلى طهران، ويُقال إن تراموين و129 حافلة أخرى قد عبرت البحر ووصلت إلى جمارك ميناء بندر عباس، أرقام لا تزال بعيدة عن الوعود الصينية للعمدة وتلبية احتياجات طهران.
مسؤولو بلدية طهران
وأضافت: يرى زاكاني أنه تجاوز المشكلات والتوتر المالي في أيامه الأولى في البلدية، وسيسدد قريبًا جميع ديون البلدية، ومع ذلك، يعلّق بهروز شيخ رودي، الخبير في الأمور المالية والاقتصاد الحضري، على ادعاءات مسؤولي البلدية بشأن إدارة مالية العاصمة، قائلاً لموقع خبر أونلاين:
“في هذه الأيام، ينشغل عمدة طهران وكبار مسؤولي البلدية برواية الإنجازات والافتخار بدلاً من تقديم تقارير مالية شفافة والإجابة عن كيفية إنفاق الموارد المتاحة للإدارة الحضرية في الدورة السادسة.
منذ بداية ولاية زاكاني وحتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024 بناءً على بيانات تقارير الإيرادات والنفقات للبلدية، كان لديه ما مجموعه 3,110 تريليون ريال إيراني من الموارد المتاحة لتنفيذ وعوده وخطة طهران الرابعة.
ومع ذلك، ما نشهده الآن هو أن زاكاني، بدلاً من تقديم تقرير عن تحقيق وعوده، مشغول بمقارنة وضرب وقسمة الموارد المتاحة له مع الفترات السابقة من الإدارة الحضرية، والافتخار بالأرقام والإحصائيات، بينما ما يهم الناس ليس هذه الأرقام، بل رؤية ماذا أنجز زاكاني وشمران بطهران باستخدام 3,110 تريليون ريال إيراني – وهي ثلاثة أضعاف الموارد المتاحة للدورة الخامسة وأربعة أضعاف ونصف الموارد المتاحة للدورة الرابعة!”.
وتابع بهروز شيخ رودي، الخبير في الأمور المالية والاقتصاد الحضري: “في عام 2021، عندما بدأ زاكاني عمله، زعم أنه أخرج البلدية من الأزمة المالية، وفي الوقت الذي كان يصرح بهذه الأقوال لوسائل الإعلام، قدّم مشروع تعديل موزانة عام 2021 بخفض سقف الموارد التي أقرها مجلس الدورة الخامسة.
والآن، في نهاية الدورة السادسة، يكرر هذه الأقوال مع نكهة من الفخر، متناسيًا أنه العام الماضي، من خلال تقديم مشروع تعديل الموازنة عام ثم سحبه، وتقديم مشروع متمم للموازنة، أرسى أسلوبه الخاص في تاريخ بلدية العاصمة”.
وأضاف: في العام الثاني من عمله في البلدية، أعلن زاكاني أنه من خلال إنشاء “مقر الجهاد للإسكان”، اتفق على بناء 400 ألف وحدة سكنية، قائلاً إن جزءًا منها قد بدأ بالفعل، وإنه يعتزم بناء 180 ألف وحدة سكنية سنويًا في مختلف مناطق طهران، معظمها في المناطق المتدهورة والمناطق الاحتياطية للمدينة، لكن بعد استجوابه حول وعوده المتعلقة بمشاريع الإسكان، أوضح أن دوره يقتصر فقط على التسهيل، وأن مسؤولية بناء الوحدات السكنية ليست من اختصاص البلدية.
ونقل الموقع عن علي أصغر قائمي، عضو مجلس مدينة طهران، قوله : “إذا وجدتم عنوان طهران هذه، فأخبرونا عنها! نحن أيضًا لم نرَ طهران هذه التي يتحدث عنها عمدة طهران ولا نعلم شيئًا عنها”.
ويضيف قائلاً: “في الأيام الأولى لوصولهم، زعموا أن طهران ستصبح نموذجًا للعالم الإسلامي، لا أعلم إن كانت قد أصبحت كذلك أم لا… وإذا كانت قد أصبحت نموذجًا، فأي من المدن الإسلامية تواصلت مع العمدة وطلبت مشاركة تجاربهم الناجحة لتستفيد منها؟ كما كتبوا شعارات على الجدران مثل ‘طهران، مدينة الجهد والحيوية’، ولكننا لا نرى الكثير من هذا الشعار، فما بالك بأن تكون نموذجًا للعالم الإسلامي”.
وفيما يتعلق بقائمة الوعود غير المحققة التي طرحها عمدة طهران في الجلسة العلنية، والتي طلب فيها من رئيس المجلس متابعة الأمر، يوضح قائمي: “للأسف، مثلما كان الحال في السابق، لم ترد البلدية على هذا التنبيه، ومعظم تلك الوعود انتهت المهلة المحددة لها وأصبحت ضمن قائمة الوعود غير المكتملة…”.
ويعلق قائمي على فقدان العديد من المواطنين الأمل في تحسين الأوضاع بسبب الوعود غير المحققة خلال هذه الفترة من إدارة البلدية، وما ترتب عليه من تضرر رأس المال الاجتماعي سواء بين المواطنين أو بين موظفي البلدية قائلاً: “نأمل أن يعود هذا رأس المال الاجتماعي هذا، فالمجتمعات تعيش بالأمل، ولاية زاكاني تقترب من نهايتها، والحمد لله، ونأمل أن يغادر البلدية قريبًا، ليترك المجال لهذه المؤسسة التي أثبتت مرارًا قدرتها على أن تكون نابضة ومفعمة بالطاقة، لتعود إلى أوج ازدهارها، ونشهد يومًا بعد يوم تغييرات جديدة في طهران”.
وفيما يتعلق بالأقسام الأكثر تضررًا في بلدية طهران خلال هذه الفترة، يوضح قائمي: التقدم في قطاع النقل، على الرغم من كل الدعم الذي قدمه مجلس المدينة، بقي مجرد وعود وكلمات، طوال هذه السنوات لم نشهد أي إنجاز بارز هنا، وكل يوم يعدون بالغد، مع ذلك، نحن نأمل أن تتحقق هذه الوعود لتحسين رفاهية وحياة المواطنين”.
وأضاف: “قطاع آخر تعرض لضرر كبير هو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية الإلكترونية للمدينة، حجم الضرر هنا كان أشد بكثير، لكن ربما لا يظهر بوضوح بسبب قلة حجمه النسبي، نسبة المدخلات إلى المخرجات فيه أكبر بكثير من الضرر الذي تعرض له قطاع النقل، ولا تزال المنظمة الجديدة لهذا القطاع في حالة من عدم الاستقرار”.