ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت صحيفة “كيهان” لسان حال المرشد الإيراني علي خامنئي، مقال حسين شريعتمداري، رئيس تحريرها وممثل المرشد في الصحيفة، 26 يناير/كانون الثاني 2025. عَنون شريعتمداري المقال بـ “من هو مهندس العقوبات ريتشارد نيفيو أم ظريف؟”.
استهل شريعتمداري المقال بالتعليق على عنوانه الذي اختاره وقال بأنه قد يتفاجأ القراء الكرام من عنوان المقال، لكنه يحمل سؤالاً جاداً يستحق إجابة جادة. هل لقب “مهندس العقوبات” الذي أُطلق على ريتشارد نيفيو يستحقه فعلاً؟!
ذكر شريعتمداري أن نيفيو عدوٌ صريح لإيران، وليس غريباً أن تبذل جهوداً حثيثة لتعزيز العقوبات الأمريكية ضدها، لكن نظرة سريعة على أداء جواد ظريف في السنوات الأخيرة كوزير للخارجية، ومسؤول الفريق التفاوضي النووي، ومؤخراً كنائب استراتيجي للرئيس، تطرح تساؤلاً: أليس ظريف هو الأحق بلقب “مهندس العقوبات الأمريكية” ضد إيران؟!
وأوضح بعد ذلك بعض الأدلة على هذا، فذكر أن حكومة روحاني وضعت “إلغاء جميع العقوبات” على رأس أولوياتها، لدرجة أن الحكومة بدت وكأنها مختزلة في وزارة الخارجية، والمفاوضات لإلغاء العقوبات أصبحت مهمتها الرئيسية.
بدأت الحكومة مفاوضات نووية مع مجموعة 1+5، لكن كيف؟! لفهم أداء الفريق التفاوضي الإيراني بقيادة ظريف، نذكر مثالاً واحداً من بين عشرات الأمثلة الموثوقة. بعد تصريحات روحاني وبعض مسؤولي الحكومة التي حملت نَفَساً استسلامياً، كتب موقع راديو فرنسا: “تقييم الغرب لحكومة روحاني هو التعامل مع بائع مدين وحريص يرى نفسه مضطرا لبيع الحقوق الوطنية، صبر المشتري سيزيد من صعوبة وضع البائع ويقلل من سعر البيع. واقتراح روحاني بفترة زمنية قصوى مدتها 3 أشهر لإتمام صفقة نهائية مع الغرب يدل على وضعه الطارئ”.
وأضاف شريعتمداري أن هذا الشعور بالاستسلام ورسائل “الضعف” و”الاضطرار” استمرت طوال المفاوضات حتى تم التوصل لاتفاق “برجام”. لكن ما كانت نتيجة كل تلك الجهود؟ لم تُلغَ أي عقوبة، بل تضاعفت العقوبات! من كان مهندس العقوبات؟!
وذكر أنه قبل أيام قليلة، توجه ظريف في منصبه غير القانوني كنائب استراتيجي للرئيس إلى سويسرا للمشاركة في اجتماع “دافوس”. هناك، فتح قلبه للأمريكيين، واشتكى من الثورة والثوريين بقراءة غربية وادعاءات إصلاحية (وهذا موضوع آخر)، لكنه فعل ذلك من موقف مهين لا يُعرف مع أي جهة في النظام تم تنسيقه! جلس لطلب التفاوض مع ترامب! تصريحاته المهينة نُشرت في وسائل الإعلام، بما في ذلك صحيفة كيهان، ولا حاجة لإعادة ذكرها هنا، فهي قصة مكررة ومملة، لكن النتيجة تستحق القراءة وتستحق الأسف!
وأشار إلى أنه قد كتب “جو ويلسون”، عضو الكونغرس الأمريكي، عن تصريحات ظريف: “تصريحات ظريف تُظهر أن إيران وصلت إلى أيامها الأخيرة”، ولهذا يطلب ظريف التفاوض مع ترامب بالتوسل” أليس هذا مُخزياً؟! بالتأكيد! ويواصل ويلسون، الذي اعتبر إيران ضعيفة بناء على كلام ظريف، باقتراح فرض عقوبات قاسية وحاسمة ضد إيران!… الآن، احكموا بأنفسكم: هل سبق ظريف ريتشارد نيفيو في هندسة العقوبات الأمريكية ضد إيران أم لا؟!
واختتم المقال بهذا السؤال ووجهه إلى الرئيس مسعود بزشكيان: أليس وجود ظريف في منصب “نائب الرئيس الاستراتيجي” غير قانوني؟! بالتأكيد هو كذلك! ألستَ ملزماً باحترام القانون في منصبك كرئيس للجمهورية؟! بالتأكيد أنت ملزم! إذن لماذا تستمر في السماح بوجوده في هذا المنصب؟!… ألا تُحسب عواقبه الكارثية عليك؟! تصريحات ظريف تتعارض مع آرائك المعلنة إلى حد التناقض!