كتب: ربيع السعدني
نالت الطالبة الإيرانية، من كلية الدراسات العالمية (FWS) في جامعة طهران، حسناء سليمي لقب “باحثة العام 2025” في مسابقة بعنوان “القادة الشباب لدول البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون” (BRICS and SCO Young Leaders Award)، بعد أن تم ترشيحها من قبل منتدى رؤساء البلديات الآسيويين.
إتقان 10 لغات حية
حسنة سليمي، شابة إيرانية وُلدت عام 1998، حددت هدفها منذ البداية بالدراسة في جامعة طهران، وقررت الهجرة في سن مبكرة؛ لمواصلة دراستها في الخارج، ولكن بعد بضع سنوات، عند عودتها إلى إيران، انفتحت أمامها نافذة جديدة، وهي واحدة من هؤلاء الطلاب الذين لديهم حضور بارز ودور مؤثر في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران، وتعرف دوليا كباحثة متعددة اللغات، لأنها من الأشخاص القلائل الذين يتقنون 10 لغات حية في العالم.
وفي الوقت الحالي تدرس سليمي الدراسات الهندية في الجامعة العالمية وتنشر مقالاتها بشكل نشط في المجلات العلمية، وتشارك أيضا في المؤتمرات الدولية؛ وتساهم بشكل كبير في تطوير الدراسات وتعزيز الحوار بين الثقافات، كما قامت أيضا بدراسات يابانية ضمن سيرتها الذاتية الأكاديمية، وهذا السعي الدؤوب متجذر في اهتمامها وكفاءتها في اللغات المختلفة، وقد دفعتها جهودها في فهم ثقافات البلدان الأخرى إلى نشر عديد من الأبحاث والمقالات على المستوى العالمي، فضلا عن حضورها البارز في اللقاءات الثقافية المتعلقة بالبلدان المختلفة، ومن أبرز هذه اللقاءات، ندوة بعنوان “ليلة يلدا في إيران واليابان” والذي عقد لبحث التشابه الثقافي بين البلدين، وحظي باهتمام كبير.
في عمر الـ26، فازت حسناء سليمي بلقب “باحث العام”، وهو لقب يمكن أن يكون نموذجا يحتذى به للعديد من الطلاب الآخرين، وجائزة البريكس للباحث المتميز لعام 2025، وهو ما دفع صحيفة “همشري أونلاين”، إلى إجراء مقابلة معها، كشفت خلالها الباحثة الإيرانية عن أسباب اختيارها للجانب الأكاديمي، وهي حاليا تستكمل دراستها للدكتوراه في الكلية ذاتها (الدراسات العالمية) بجامعة طهران: “درست العلوم السياسية في جامعة روما بإيطاليا، ولكن بعد الانتهاء من دراستي عدت إلى إيران”.
وفي وقت لاحق، وبناءً على اهتماماتها، بحسب سليمي، قررت مواصلة دراستها في قسم الدراسات اليابانية في جامعة طهران، وهي حاليا طالبة دكتوراه في الدراسات الهندية، ولم تكن العودة إلى إيران بعد الدراسة في جامعة أجنبية بالمهمة اليسيرة، فقد قررت العودة إلى بلادها وسط مفاجأة وتوبيخ من أصدقائها في إيران، وقالت: “وافقت عائلتي على قراري، لكن بعض المحيطين بي فوجئوا عندما سمعوا بقراري، وتعرضت للتوبيخ منهم على ذلك”.
“لم أذهب لأمريكا رغم قبولي بالجامعة”
وخلال مقابلتها مع الصحيفة قالت سليمي: “عندما أنهيت دراستي قررت اختيار مسارات أخرى، فوجدت الدراسات العالمية، واخترت اليابان بسبب اهتمامي الشخصي، وقد يكون من المثير للاهتمام أن أقول إنه تم قبولي في برنامج الماجستير بإحدى الجامعات الأمريكية، لكنني لم أذهب، لأنني أردت أن أكمل دراستي هنا في إيران، أردت أن أعود إلى بلدي وأركز وأرى ما أريده من العالم”.
تقول هذه الفتاة العشرينية التي حصلت على المرتبة الأولى في الماجستير والثانية في الدكتوراه، عن اهتمامها باللغة والأدب: “كنت مهتمة باللغة والأدب منذ البداية؛ لأنني خريجة العلوم الإنسانية من مدرسة فرزانيجان رقم 1، وسبق أن حصلت على الميدالية الفضية في الأولمبياد الأدبي في العام 2016”. وقد أشادت المواقع الأجنبية عند تقديمها لهذه الطالبة الإيرانية وحصولها على الجائزة ولقب “باحث العام” على إتقانها للغات العالم الحية، وعن سبب اهتمامها بتعلم اللغات وأثر ذلك في إجراء الأبحاث المختلفة، قالت: “أتحدث الفرنسية والإنجليزية والإيطالية بشكل ممتاز، لقد تعلمت أيضا بعض اللغات اليابانية والصينية والروسية والألمانية والإسبانية والتركية الإسطنبولية، وتفيدني في أبحاثي، والفارسية هي لغتي الأم أيضا، ولهذا السبب، في هذا الحدث، تم تقديمي كشخص يتقن 10 لغات”.
كما تحدثت سليمي عن جائزة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون للباحثين الشباب: “هذه الجائزة محددة في أربعة مجالات، أحدها هو لقب أفضل باحث في العام، والذي تمكنت من تحقيقه، كان شرط البحث أن أنشر مقالا يتحدث عن الأدب المعاصر، وقد قمت بذلك، وبعد التأكد من الشرط، تم اختياري بسبب اللغات التي تعلمتها”.
كما تنافس على جائزة البريكس باحثون ومشاركون من 13 دولة حول العالم: البرازيل، والهند، وإيران، وكازاخستان، والصين، وقيرغيزستان، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان، وإثيوبيا، وجنوب إفريقيا، وما يميز جائزة قادة شباب دول بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون التي أُقيمت في مدينة قازان الروسية، أنها استقبلت هذا العام أكثر من 400 طلب للمشاركة، وكان الاختيار صعبا للغاية بين المتنافسين المميزين.
ويتم منح هذه الجائزة العالمية سنويا في خمسة مجالات رئيسية، وهي:
- أفضل مشروع دبلوماسي عام للعام.
- أفضل مؤثر إعلامي للعام.
- أفضل رائد أعمال اجتماعي للعام.
- أفضل مبادرات بيئية للعام.
- أفضل باحث للعام.