كتبت: لمياء شرف
يستكمل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، زيارته لعدد من الدول العربية، في إطار جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى البحث عن حلول للحد من توسع دائرة الحرب مع إسرائيل وتجنب التصعيد، وإيجاد مخرج دبلوماسي يسهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
تأتي هذه الزيارات وسط مخاوف إيرانية من رد إسرائيلي محتمل يستهدف المنشآت النووية أو النفطية في إيران، بعد أن أطلقت إيران هجوما صاروخيا على إسرائيل مطلع الشهر الحالي، ردا على مقتل الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في تقجير إسرائيلي بطهران.
وصل عراقجي، اليوم الاثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول، إلى عُمان في زيارة دبلوماسية حسب وكالة مهر الإيراني، ضمن الجولة الإقليمية لبحث أوضاع المنطقة، والتقى فور وصوله، وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي.
كما التقى عراقجي في العاصمة العمانية مسقط، رئيس الوفد الحوثي المفاوض، محمد عبد السلام، وبحثا تطورات الأوضاع في لبنان وفلسطين، وسبل مساعدة الشعبين الفلسطيني واللبناني أمام جرائم الكيان الصهيوني.
وطلب عراقجي من القيادي الحوثي، دعم الميليشيات لحزب الله اللبناني.
أجرى عراقجي خلال الأسبوع الماضي، زيارتين رسميتين لقطر والسعودية، تناولتا محادثات مع مسؤولي البلدين بشأن القضايا الثنائية والإقليمية.
والتقى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير خارجيته الأمير فيصل بن فرحان، متوجها إلى الدوحة التي تقوم بدور الوساطة في الحرب الحالية.
وتركّزت المحادثات على التوصل إلى التهدئة ووقف لإطلاق النار في لبنان وغزة، وسبل احتواء النزاع لمنع اتساع رقعته.
وقال مدير مركز مرصاد للأبحاث الإيراني، حميد عظيمي، لـ”زاد إيران”، إن طهران تسعى في ظل التحولات الجيوسياسية بالمنطقة لاستعادة علاقاتها مع دول الخليج سواء تلك المطبّعة مع إسرائيل أو غيرها، مؤكدا أن المصالح المشتركة بين دول الخليج العربي وطهران مثل الأمن الإقليمي والتبادل الاقتصادي، يمكن أن تكون جسرا للتقارب مجددا.
وأضاف عظيمي، أن إيران بالفعل تسعى جاهدة للتقارب مع دول الخليج، وذلك ليس الآن فقط، بل من قبل “طوفان الأقصى”، سعت إيران لخلق مساحة واسعة من التواصل.
وأشار إلى أن إيران ستظل تعمل على التقارب لو وصل قطار التطبيع الرسمي إلى محطة السعودية، موضحا أن علاقات التطبيع الرسمية مع الكيان الصهيوني ودول أخرى مثل عمان تركيا، لم يمنع إيران من متابعة مصالحها المشتركة معهما.
والجدير بالذكر أن عراقجي خلال زياراته للدول الخليجية، جاء حاملا رسالة من القيادة الإيرانية بمنع استخدام أراضيهل ومجالها الجوي من قبل الأمريكيين والإسرائيليين في شن هجوم على طهران.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن توجّه عراقجي خلال الأيام المقبلة، إلى القاهرة، برسالة مكتوبة من الرئيس مسعود بزشكيان، بشأن إجراءات التهدئة في المنطقة.
حسبما نقلت وكالة “نور نيوز”، التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني، سيلتقي عراقجي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز المخابرات عباس كامل، ونظيره المصري بدر عبد العاطي، خلال زيارته للقاهرة، في حين لم يصدر أي تأكيد من القاهرة بشأن زيارة عراقجي.
ويعتقد خبير الشؤون الإيرانية، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، فإن الزيارة المرتقبة تتضمن محاولة إيرانية للحصول على دعم من القاهرة، أو مشاورة أو تنسيق بشأن التصعيد مع إسرائيل، حسب “الشرق الأوسط”.
وأكد أن إيران تسير بنهجَين مع التصعيد الحالي بالمنطقة؛ الأول: العسكري، والثاني: الدبلوماسي، مشيرا إلى أن زيارة عراقجي ضمن الإطار الدبلوماسي، حيث يستهدف حشد الدول الإقليمية ضد إسرائيل، لتكون مع طهران، أو تقف على الحياد.
وقالت شبكة “إن. بي. سي”: “إن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن إسرائيل قلصت نطاق أهداف ردها المحتمل على هجوم إيران هذا الشهر ليقتصر على أهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة”.
وذكر التقرير نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم يسمهم، أنه لا توجد إشارة إلى أن إسرائيل ستستهدف منشآت نووية أو تنفذ عمليات اغتيال، مضيفا أن إسرائيل لم تتخذ قرارات نهائية بشأن كيفية الرد وتوقيته.
ونقلت “إن بي سي” عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن الرد قد يأتي خلال عطلة “يوم الغفران” اليهودية الحالية.
وكان عراقجي قد بدأ جولته الإقليمية من لبنان في الرابع من الشهر الجاري، ثم توجه من هناك إلى دمشق.