كتب: محمد بركات
استمرارا للجدل الذي يثيره علي رضا زاكاني، رئيس بلدية طهران، فقد أعلن مهدي أقراريان، رئيس لجنة المراقبة ببلدية طهران، خلال الجلسة التي عقدت لمجلس البلدية الأحد 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أن زاكاني قد استغل مطابع صحيفة همشهري لطباعة ملصقاته الانتخابية بالمجان، في تحدٍّ صارخ لقاعدة عدم استغلال النفوذ، وذلك وفقا لتقرير موقع خبر أونلاين الإخباري بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ووفقا للتقرير، فقد أكمل أقراريان قائلا: “أتوجه بالحديث إلى السيد المهندس جمران، رئيس مجلس مدينة طهران، لقد أخبرت أحد مساعدي السيد زاكاني مرتين بأنه وصل إلينا تقرير وفيلم يظهران أن ملصقات السيد الدكتور زاكاني تمت طباعتها في صحيفة همشهري خلال فترة الانتخابات، وبعد التحقيق الذي قام به، أخبرني بأن المبالغ لهذه الخدمات قد تم استلامها. طلبنا أن يتم تقديم مستندات حول استلام المبالغ قبل أن نوجه تذكيرا في جلسة المجلس، لكنهم لم يقدموا تلك المستندات”.
أصل القصة:
خلال جلسة مجلس مدينة طهران والتي عقدت يوم الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني، تم تقديم وقراءة تقرير يخص مراجعة الحسابات المالية حول أداء مؤسسة همشهري الصحفية. وخلال التقرير، ذكر محسن مهديان، المدير التنفيذي لمؤسسة همشهري الصحفية، أن الإيرادات التشغيلية قد ارتفعت بنسبة 54% خلال العام الماضي، مضيفا أن العمليات في مطبعة الصحيفة قد تغيرت بشكل كبير، حيث كانت تعمل في السابق لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم من قبل 250 عاملا، بينما أصبحت الآن تعمل على مدار الساعة. وأكد أيضا أن همشهري ستحقق أرباحا كبيرة هذا العام بعد تحويل جميع المعدات إلى طباعة رقمية، وذلك وفقا لتقرير موقع فرا رو الإخباري بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ووفقا للتقرير، ففي سياق حديثه، أشار مهديان إلى أنهم قد قاموا بطباعة بوسترات لمرشحين سياسيين في الانتخابات، مثل بوستر للمرشح زاكاني، كما طبعوا بوسترات للدكتور بزشكيان وجليلي. وأضاف بفخر أنهم قد حصلوا على الأموال مقابل هذه الخدمات.
تلك التصريحات أثارت رد فعل حازما من إقراريان، الذي انتقد الصحيفة في خطاب استمر 10 دقائق خلال جلسة المجلس، قال فيه: “إن بعض وسائل الإعلام التي تعتبر موالية للسلطة تقوم بعد كل تحذير يصدر من الأعضاء المنتقدين في المجلس، بإطلاق مشروع إعلامي لنشر الأكاذيب ضد المعارضين لزاكاني، إن هذه الوسائل الإعلامية لا تسعى لنقل الحقيقة، بل تهدف للهجوم السياسي على معارضي الحكومة”.
كما وجه أقراريان تحذيرا مباشرا إلى زاكاني وقال: “استنادا إلى تصريحات السيد مهديان، المدير التنفيذي لمؤسسة همشهري حول طباعة ملصقاتك الانتخابية وملصقات مرشحين آخرين، والذين تم ذكر بعضهم، يرجى إرسال المستندات التي تثبت تسلم الأموال مقابل الخدمات المقدمة. لقد أخبرتُ أحد مساعدي السيد زاكاني مرتين بأن تقريرا وفيديو وصلا إلينا يُظهران أن بوسترات السيد زاكاني قد تمض طبعها في صحيفة همشهري خلال فترة الانتخابات. وبعد تحقيقات هذا المساعد، قال إنه تم استلام الأموال مقابل هذه الخدمة. طلبنا كان أن يتم تقديم مستندات دفع الأموال قبل أن نتخذ أي إجراء في جلسة مجلس مدينة طهران. بعض التحذيرات التي نقدمها نناقشها مع البلدية قبل جلسة المجلس، ولكنهم لا يردون عليها”.
زاكاني لم تكن لديه أية خبرة مسبقة في أمور البلدية:
خلال لقاء صحفي أجراه إقراريان مع صحيفة هم ميهن أشار إلى أنه من وجهة نظره، قد يكون هناك نوع من سوء التقدير في أن يطبع عمدة طهران ملصقاته الانتخابية في مؤسسته الخاصة، قائلا: “ربما كان من الأفضل أن تتم طباعة هذه البوسترات في مطبعة غير همشهري، ولكن من الناحية القانونية، إذا تم استلام المدفوعات بالكامل، فلا يوجد أي خطأ في ذلك. في كل حال، تقوم صحيفة همشهري بقبول الطلبيات وطباعتها، ويجب مراجعة هذه الطلبيات. أنا شخصيا لا أوافق على هذا التصرف وأعتقد أنه لم يكن القرار الصحيح. بالطبع، هناك بعض التساؤلات الأخرى المتعلقة بصحيفة همشهري”، وذلك وفقا لتقرير صحيفة هم ميهن المنشور في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ووفقا للتقرير، فقد استدرك إقراريان: “ولكن للأسف، نلاحظ أن هناك فريقا في بعض أجزاء البلدية قد جاء من وكالة أنباء معينة، وعندما يتابع ممثلو الشعب قضايا بناءً على رسالتهم القانونية، يبدأ هذا الإعلام والجيش الإلكتروني الذي قاموا بتشكيله في الهجوم على النواب. المشاريع التخريبية التي تُدار ضد الأعضاء المنتقدين لزاكاني في مجلس مدينة طهران من قبل مجموعات معينة ستفشل، ونحن على الرغم من كل التكاليف السياسية التي ندفعها، وعلى الرغم من الضغوط التي نتعرض لها، لن نتراجع عن مهمتنا النيابية حتى اللحظة الأخيرة التي نجلس فيها على المقاعد، إن هذه المشاريع الهدامة ضد أعضاء المجلس لن تؤتي ثمارها، وسوف نستمر في أداء مهمتنا حتى آخر لحظة”.
وفي رده على سؤال حول ما الذي حدث في هذه الدورة والذي أدى إلى تحول مجال صحيفة همشهري من التركيز على الشؤون الحضرية إلى المجال السياسي، أكد: “انتقادي هو أن بعض السلوكيات التي تحدث في فترة السيد زاكاني تحمل طابعا سياسيا بشكل كبير، وهذا بسبب وجود الفريق المرافق له الذي يتمتع أكثر بتجربة وخبرة سياسية مقارنةً بالتجربة الحضرية. الواقع أن السيد زاكاني قبل أن يصبح عمدة طهران لم يكن لديه أي خبرة في إدارة المدن، ويمكننا القول بصراحة إن اختياره كعمدة لطهران كان اختيارا خاطئا للمدينة”، مضيفا: “المواقف في المجال الانتخابي والدخول في السياسة جعلا بلدية طهران تُرى بشكل غير مباشر كمؤسسة سياسية. كما حدث الأحد 17 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما قام أحد المديرين السياسيين المعينين من قبل السيد زاكاني بالتغريد ضد السيد لاريجاني، ونحن نشهد تأثيرا سياسيا قويا في بعض موظفي السيد زاكاني، وهذا أمر واضح، وهذه ملاحظة نقدمها حول أداء صحيفة همشهري”.
وأشار إقراريان إلى أنه سيتعرض للهجوم عقب نشر تلك المقابلة، حيث قال: “إنهم يشاركون في نشر الأكاذيب والأخبار المزيفة. أصبح هذا جزءا من سلوكهم تجاه منتقديهم. نأمل أن يلاحظ المواطنون في طهران هذه التصرفات وألا يفسروها كأعمال حقيقية في المدينة”.
وأشار إقراريان إلى التضليل الإعلامي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام، قائلا: “نحن نشهد تغييرا كبيرا في بعض وسائل الإعلام. على سبيل المثال، عندما تم فحص بيع عقار صحيفة همشهري في لواسان، كان المدير العام لهذه الصحيفة يصر على أن هذه القضية غير موجودة، بينما كان واضحا في سجلات التدقيق المالي. حتى عندما تم عرض المستندات، رفض قبول الأمر، وقامت بعض وسائل الإعلام بنشر الأكاذيب والتشهير ضدي وضد بعض أعضاء مجلس مدينة طهران. هذا أمر محزن، وأعتقد أن هذا المسار الذي اختارته هذه الوسائل الإعلامية سيؤدي إلى فقدانها مكانتها بين جمهورها، حيث سيتم تصنيف بعض هذه الوسائل على أنها (وسائل إعلام كاذبة). هذه الصفة (التحيز أو الكذب) حادثة محزنة لوسائل الإعلام التي تستخدم الموارد العامة”.