حاوره: محمود شعبان رئيس تحرير “زاد إيران”، ورضوى أحمد
في حواره مع “زاد إيران” قال الدكتور مسعود فكري، الأكاديمي الإيراني وعضو لجنة اختيار حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن إيران سوف تلجأ إلى توجيه ضربة عسكرية “رمزية” لإسرائيل قبيل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية.
الاكاديمي والسياسي الإيراني المحسوب على الإصلاحيين، أبدى قلقه على مستقبل الجمهورية الإيرانية في ظل ما تواجهه من تحديات كبيرة في الفترة الحالية، وطاف في حواره مع “زاد إيران” بكثير من المحطات سواء في وزارة الخارجية الإيرانية أو الموقف من إسرائيل، وكذلك محور المقاومة، وتشكيل حكومة مسعود بزشكيان، فضلا عن زمالته مع سعيد جليلي، السياسي الإيراني المعروف، حينما كانا زميلين في قوات الباسيج، وقاتلا معا ضد القوات العراقية في أثناء الحرب معها التي بدأت عام 1980.
في البداية، نود أن نبدأ معك من علاقتك الأولى بسعيد جليلي، وكيف تزاملتما في الحرب وبعد ذلك في الحياة السياسية؟
أنا وسعيد جليلي كنا ندرس في جامعة واحدة لكن هو كان قبلي بدفعتين سابقتين، حيث كان أكبر مني بسنتين، لكن كانت بيننا علاقات وثيقة بحيث إننا تشاركنا كمقاتلين في الحرب العراقية الإيرانية أو ما نسميها بالحرب المفروضة، وقد أسسنا أول مجموعة باسم قوات الباسيج أو الحشد الشعبي الطلابي؛ لأن قوات الباسيج كانت موجودة بالفعل في هذه الفترة في مختلف الشرائح الاجتماعية، لكن بالنسبة إلى الجامعات أول نواة أسسناها من قوات الباسيج، كانت للتحشيد الطلابي من أجل المشاركة في الحرب ولكي تستمر بعد الحرب.
كنا تقريبا ولمدة عام كامل نجتمع خمسة أيام كل أسبوع لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات لتدوين التعميم العام أو القرارات الخاصة بتكوين مجموعة طلابية باسم القوات الشعبية للطلاب، وهي المعروفة باسم قوات الباسيج، ولذلك توثقت العلاقات بيني وبين دكتور جليلي، وقد أصيب في الحرب وفقد ساقه اليمنى، حيث شارك في جبهات الحرب وعندما دخل الجامعة كان بهذه الإصابة.
وفي الجامعة، درس جليلي العلوم السياسية، لأن الجامعة التي كنا ندرس فيها كانت تجمع بين الدراسات الدينية والاختصاصات من الاقتصاد والسياسة والقانون الشرعي، لكن أنا كنت أدرس في تلك المرحلة، الشريعة الإسلامية، لكن بسبب لغتي ونشاطاتي وغير ذلك وجهوا لي دعوة للعمل رسميا في وزارة الخارجية الإيرانية.
مسعود فكري مع سعيد جليلي في قوات الباسيج إبان الحرب الإيرانية العراقية
وقد ذهبت إلى الخارجية الإيرانية للعمل فيها خلال هذه الفترة التي كان فيها وزير الخارجية هو علي ولايتي، وقد وجهوا كذلك الدعوة لسعيد جليلي لكي يعمل في وزارة الخارجية الإيرانية معي. وقد دخلت وزارة الخارجية أنا وسعيد جليلي في يوم واحد، وذلك قبل 34 عاما، وكنا في نهاية أيام الشتاء.
لكن بعد أسبوع أو أسبوعين تركت انا الخارجية، لأني لم أكن أحب مثل هذه المسارات السياسية، وأحد من كانوا معنا في الخارجية الإيرانية، وهو الآن سفير لدى إحدى البلدان العربية وكان أكبر مني بأربع سنوات قال لي وقتها إن السياسة معناها الخداع (وهذا صحيح)، فقلت أنا تركت الخداع ولا أحب هذا، لذلك تركت الخارجية وبقي سعيد جليلي فيها، (مع الدكتور ولايتي) الدكتور ولايتي آنذاك كان وزير الخارجية، والآن هو مستشار خامنئي.
وأتذكر أنه كانت هناك شبه مقابلة خاصة بيني وبين سعيد جليلي، في وزارة الخارجية الإيرانية، وقد كان يعمل مساعدا لوزير الخارجية، وبحضور مساعد وزير خارجية آخر أيضا، وهو على قيد الحياة الآن، وقد كان سعيد جليلي في هذه الفترة يعمل في قسم الإشراف والرقابة في فترة محمد خاتمي، وكان يعمل كذلك في الجامعة، وقد كان يحاول أن يفهم من زميله في الخارجية، لماذا تم استدعائي للخارجية للتحقيق معي.
في هذه الفترة وهي التي صاحبت مظاهرات الثورة الخضراء، ذهبت تقارير إلى الخارجية الإيرانية تقول إني داعم للثورة الخضراء وكنت مشاركا معهم، وبطبيعة الحال هذه التقارير كانت تقدم لوزارة الخارجية لأني كنت مرشحا في هذه الفترة لكي أتولى منصب قنصل في السعودية، وذلك في فترة الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد.
كانت التقارير المقدمة للخارجية، تقدح في وتتهمني بالمشاركة في المظاهرات، وكان من المدهش أن جزءا جديدا من التقارير جاء إلى الخارجية في الوقت الذي كنت أجلس فيه مع سعيد جليلي، وهو ما أثبت للخارجية الإيرانية في حضور سعيد جليلي أني لست مشاركا في الثورة الخضراء.
رغم أن سعيد جليلي كان يحاول مساعدتي، ويزيل اللبْس الخاص بمشاركتي في الثورة الخضراء من عدمه، إلا أنه فوجئ بقراري في اجتماعي معه، أني لا أريد أن التحق بالعمل في الخارجية ولا في منصب القنصل الذي تم ترشيحي له، وقد كان ذلك آخر لقاء بيني وبين صديقي القديم سعيد جليلي.
من المضحك أن ابني، وهو يدرس بالجامعة نفسها التي يعمل فيها سعيد جليلي، وفي يوم من الأيام قال لي إن سعيد جليلي يدرس لنا، فطلبت منه أن يذهب إليه ويعرفه بنفسه، وقد نشأت بين ابني وبين سعيد جليلي صداقة بعد ذلك.
بعد الحديث الإنساني حول سعيد جليلي وعلاقته بك، كيف تنظر إلى مشروعه السياسي في إيران وما يطلق عليه دولة الظل؟
طبعا فكرته بالنسبة إلى إدارة المجتمع ليست فكرة مناسبة، وليست النظرة المناسبة لإدارة المجتمع بكل نواحيه، مع أنه يبذل جهده ليجمع كل الأطراف الموجودة في المجتمع ويسعى لاستغلال القوى الكامنة في الشباب، والنقطة الثانية تتعلق بالذين احتشدوا حوله ربما يعتبرونه آلية للوصول إلى أغراضهم.
من هؤلاء الذين يحتشدون حول سعيد جليلي؟
هم صنفان، الصنف الأول هم ما نسميهم بالمتطرفين أو المتشددين، الذين حتى لا يعتقدون بمبدأ سيادة الشعب الدينية ولا بالديمقراطية حسب المصطلحات المعروفة لدينا، والصنف الثاني هم الذين نعتبرهم أصحاب الطروحات غير المنسجمة مع المبادئ الإسلامية.
لا أريد تسمية الأشخاص مع أني يمكنني أن أقول عن هوية المحسوبين على سعيد جليلي، وللغرابة هم طرفي تناقض، سواء من هم المتشددون أو أولئك الذين نطلق عليهم العلمانيين في إيران وهم الذين لا يقدمون طروحات تتماشى مع الطرح الإسلامي، ولكنهم يتترسون بالشعائر الدينية والهتافات الدينية.
نذهب إلى دولة الظل، كيف تقيّم هذه الخطوة؟
عندنا كلمة للإمام علي- عليه السلام- يقول فيها “كلمة حق يراد بها باطل”، دولة الظل من المفاهيم الموجودة في الدراسات السياسية فكأن هذه الدولة تحاول أن تراقب عن بعد لهدفين أساسيين، الهدف الأول استغلال الفرص المتاحة لأجل الوجود في الساحة وتولي المناصب ومقاليد الحكم، أما النقطة الثانية، فهي المساعدة غير ابمباشرة لمسار المجتمع بشكل صحيح.
لكن هل هذه الحكومة، حكومة الظل حسب ما لمسناها أو لمسناه من ملامح ومواصفات تلعب هذا الدور؟ أنا لا أعتقد بذلك فهي نوع من التنافس غير المشروع على السلطة في إيران.
وباعتقادي، فإن سعيد جليلي يعتبر الرئيس الموازي لإيران، وحتى الكلمات التي نسمعها والتي تتعلق بتقديم المقترحات إلى السلطة في حال وجدنا أي مشاكل “على لسان دولة الظل”، فهذا غير مقبول، وقد يثار أن القائد الأعلى يدعم هذا المسار السياسي، لكن ذلك غير صحيح حسب اعتقادي.
هناك ملاحظة بخصوص موقف القائد، فقبل الانتخابات الرئاسية كان يقال إن القائد سمح بترشيح جليلي في الرئاسة الإيرانية ومن ثم فهو يدعمه، وهذا غير صحيح. وبعد الانتخابات وخسارته فيها، المشفقون على الثورة فهموا أن هذا التيار يمكن أن يعتبر تهديدا، وإن كانت فاكهة أو ثمرة لكنها ثمرة غير ناضجة، والثمرة غير الناضجة أكثر مما تفيد الجسم، ويمكن أن تضر الجسم، ولذلك حاول السيد القائد أن يوقفها عند حدودها.
متى حاول خامنئي أن يوقف دولة الظل عند حدودها؟
أول مرة بالدفاع عن ترشيح بزشكيان في الرئاسة الإيرانية، وأنتم تعلمون أن مجلس صيانة الدستور رفض بزشكيان أول مرة، فلماذا السيد القائد تدخل وأجبر مجلس صيانة الدستور على قبول بزشكيان؟ لكي يغير صفحة اللعب، لصالح الإصلاحيين هذه المرة.
لذلك بعدما التقى خامنئي السيد جليلي بعد يوم من الإعلان عن نتيجة الانتخابات، قال أصحاب جليلي إن القائد يشكر جهود جليلي على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، لكن مكتب القائد خرج وكذب هذه البيانات كلها، ما أوضح للإيرانيين أن خامنئي لا يدعم جليلي.
ملخص القول إن الظروف السائدة في المجتمع الإيراني لا تدل على أن الجهات الأساسية، من القائد ومكتب القائد وبعض الشخصيات مثل قاليباف رئيس البرلمان، وغيرهم، يدعمون تيار سعيد جليلي حتى وإن كانوا من الأصوليين أو من الإصلاحيين.
لكن جليلي حصل على نسبة كبيرة في الانتخابات، فكيف يكون بلا شعبية؟
بالنسبة لما حصل عليه جليلي فمن الممكن أن ننحللها، الجزء الاول يخص أصحاب الالتزام الديني التقليدي في إيران وهم الذين يتهمون خصوم جليلي بالعلمانية، وهؤلاء يهمهم في المقام الأول أن يكون المرشح في الأصل متدينا ولا يهم جليلي أو غير جليلي، ويروجون أن الإصلاحيين علمانيون.
وحسب استطلاع الرأي، فنسبة هؤلاء لا تتجاوز 10% إلى 15%، وهناك نسبة أقل من 10% هم من أصحاب فكرة جليلي، وقد حاولوا أن يصوتوا لصالحه، وفي المجمل فالنسبة التي حصل عليها جليلي من تياره في الانتخابات ليست كبيرة كما يظن البعض، في مقابل ما حصل عليه بزشكيان.
البعض هنا ربما يقول إن التعويل على بزشكيان كان خاطئا والإصلاحيون باتوا في ورطة سياسية كبيرة، هل تتفق مع ذلك؟
أنا من أنصار هذا الرأي، ففي معسكر الإصلاحيين هناك اتجاهات فكرية مختلفة، التيار الأول رموزه تاج زاده وموسوي وغيرهما، هؤلاء الذين رفضوا المشاركة وحذروا منها، لأنهم كانوا يقولون إن الإشكاليات والازدواجية في المشهد السياسي بإيران موجودة بمختلف أصنافها في نظام الحكم ولا تزول باختيار هذا الشخص أو غيره.
الاتجاه الثاني هم الذين كانوا متفائلين وشجعوا الناس على انتخاب بزشكيان، وأنا في هذا القسم، فقد شجعوا الناس وشجعوا المعارضين للانتخابات.. (روحاني وخاتمي وهذه المدرسة وظريف)، وهؤلاء قالوا هذه هي الفرصة الأخيرة، ومن الممكن استغلال هذه الفرصة وإن كانت متاحة من قبل الأصوليين، لكن يجب أن نستغل هذه الفرصة.
وما موقفهم الآن بعد وصول بزشكيان للسلطة؟
كل هؤلاء شعروا بشيء من الخيبة والانتكاسة بعد هذه الأيام التي مرت على الانتخابات فكأن الضغوط والخطوط الحمراء- وما شئت فعبر- هذه منعت بزشكيان من تحقيق أي أهداف تذكر، خاصةً تلك التي طرحوها خلال الحملة الانتخابية، وبهذا الإخفاق، يتراجع رأس المال الاجتماعي للإصلاحيين ويذوب رأس المال الاجتماعي شيئا فشيئا.
بمناسبة الإخفاق الذي لحق ببزشكيان، حدثنا عن كواليس اختيار حكومته وكيف كانت تدخلات خامنئي والحرس والمخابرات الإيرانية؟
أنا كنت في لجنة استشارية لاختيار الوزراء، وكان عندنا قائمة أولى وقائمة ثانية،فأنا كنت في اللجنة التي تعمل على اختيار مجموعة التعليم والتي تضم وزير التعليم الأساسي والتعليم الجامعي وكذلك الصحة والعلاج الطبي، قدمنا قائمة، لكن فوجئنا بأنه تم إلغاء المقترحات التي قدمناها، وتم وضع مقترحات أخرى في القائمة، ولكن رفضناها، ثم قدمنا مقترحا ثانيا، وأخذ بزشكيان المقترحات وذهب إلى الجهات الإشرافية.
لحظة، ما الجهات الإشرافية التي أشرفت على اختيارات بزشكيان؟
مكتب خامنئي والحرس الثوري والمخابرات الايرانية.
ماذا حدث بعد ذلك؟
قدمنا قائمة المرشحين للوزارة إلى بزشكيان، وبزشكيان راح إلى جهات مشرفة، وقد كانت القائمة كلها إصلاحية، وتم تغييرها في النهاية ووضع ما لا يزيد على عشرة بالمئة مما اقترحناه من وزراء في الحكومة يتبعون التيار الإصلاحي. وباقي الحكومة وضعت من جانب مكتب خامنئي والمخابرات والحرس الثوري.
إذن بسبب شطب قائمة المرشحين للحكومة استقال ظريف من منصبه؟
نعم، استقال لهذا السبب، ومكتب خامنئي أعاده مرة أخرى إلى الحكومة، حيث تواصل معه مكتب خامنئي وطلب منه حضور اجتماع خامنئي مع الحكومة والعودة للعمل مرة أخرى مع بزشكيان.
لكن بهذا الشكل من التدخل في عمل حكومة بزشكيان يبقى السؤال الأهم: لماذا دعم خامنئي بزشكيان للترشح في الرئاسة؟
لسببين: الأول في حال نجاح بزشكيان، سوف يقال إن خامنئي هو الذي أدخله حلبة الصراع على المنصب ومن ثم يتم توجيه الشكر إلى خامنئي لدعمه الإصلاحيين ونجاح تجربة بزشكيان، أما في حال الفشل، سيكون خامنئي قد كان سببا في إطلاق رصاصة الرحمة على تجربة الإصلاحيين في حكم إيران ولفترة طويلة.
هل تعتقد أن بزشكيان لن يكمل فترته؟ ويترشح جليلي مرة أخرى؟
من الوارد جدا ألا ينجح بزشكيان في استكمال دورته بسبب الفشل السياسي الحالي الذي يعاني منه، ومن المتوقع كذلك أن يعاود جليلي الكرة مرة أخرى ويترشح لكي يصل إلى السلطة.
بخصوص مقصلة الاستبعاد من الرئاسة، لماذا تم استبعاد علي لاريجاني وجواد ظريف من الترشح للرئاسة، وهما كانا أجدر بإدارة البلاد؟
تم استبعاد لاريجاني لأن ابنته تحمل الجنسية الأمريكية، وكذلك ظريف، لكن ظريف مظلوم فأولاده ولدوا في أمريكا، وهو كان يدرس ويعمل هناك، ولم يذهب خصوصا لكي يحصل أولاده على الجنسية.
لا يجب أن نمرر ملف الحرب على إسرائيل في حوارنا، كيف تقيّم هذه الحالة من كل جوانبها؟
طبعا، موقف القائد وبالطبع موقف الكبار من قوات الحرس، أكثر انسجاما مع الواقع الموجود على الساحة، وهم يعرفون أن أولا الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل بكل إمكانياتها، فلذلك لا يرغبون في الخوض في صراع مباشر مع إسرائيل، ولا يردون حربا شاملة في المنطقة.
هل تعتقد أن إيران ذاهبة إلى الرد على إسرائيل؟
الإيرانيون يترقبون الموقف الأمريكي، لأن ترامب رجل مجنون، وسبق أن هدد باغتيال قاسم سليماني وقد فعل ذلك، فيخشى الإيرانيون أن يقدم ترامب على أمر مثل هذا ويغتال شخصية إيرانية كبيرة، فيتسبب في حرج كبير للنظام الإيراني في الداخل. وفي الوقت نفسه هناك صوت يقول إن ترامب ربما يذهب في صفقة مع إيران.
كيف يدخل ترامب في صفقة مع إيران، وهو الذي انسحب من الاتفاق النووي؟
في المرة الماضية كانت النبرة الإيرانية عالية وشديدة النقد لأمريكا وهي التي استفزت أمريكا وليس العكس؛ ما دفع ترامب إلى القيام بما قام به من إجراءات ضد الجمهورية الإيرانية، فضلا عن تمدد إيران في المنطقة، وهو النفوذ الذي استفز أمريكا وحلفاءها في المنطقة، لكن إيران الآن تدرك أن عليها أن تقلص من هذا النفوذ؛ لكيلا تستفز ترامب مرة أخرى.
متى تعتقد أن إيران سوف ترد على إسرائيل؟
أعتقد أن إيران حتى لو كانت هناك خطة مدروسة للهجوم أو الرد الانتقامي على إسرائيل، سوف تنتظر لتقدر الظروف، وأعتقد أن الرد سوف يكون قبل دخول ترامب للبيت الأبيض وسوف يكون ردا رمزيا وليس كبيرا، لأن قدرات إيران لا تسمح لها بردٍّ قوي على إسرائيل. ولكنها تلجأ إلى الخطاب الإعلامي العالي لتغازل به الداخل الإيراني، وفي حال وصول اللبنانيين إلى اتفاق وتفاهم مع إسرائيل ينتهي بوقف الحرب، فلن ترد إيران أساسا.
بخصوص الملف النووي، هل تعتقد أن إيران تخشى من قصف إسرائيل للمفاعلات النووية؟
هناك أمران، إيران تعتقد أن إسرائيل لن تقدم على ضرب المفاعل النووي وإنما تريد تعطيله أو عرقلته، الأمر الثاني إيران تقوم بعملية إيهام، حيث تنشر أن هناك أماكن معينة تخص المشروع النووي، ولكنها تكون أماكن مزيفة وغير حقيقية.