كتبت: رضوى أحمد
تحركات دبلوماسية إيرانية على أعلى مستوى تشهدها الساحة السورية الآن، بالتزامن مع التطورات الأخيرة في سوريا وسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على مدن عدة واقترابها من دمشق العاصمة.
واستمرارا للتحركات الإيرانية لدعم بشار الأسد، كشف رضا زادة عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، عن زيارة غير معلن عنها قام بها علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لسوريا ولقاء بشار الأسد في دمشق ليلة الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2024.
رضا زادة، في تصريحاته حول الأزمة السورية، قال: “الأخبار التي تصلنا من سوريا للأسف ليست أخبارا جيدة، ومقلقةٌ بعض الشيء”، بحسب ما نشرته وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية يوم السبت 7ديسمبر/كانون الأول 2024.
كما تداولت مواقع الأخبار الإيرانية مقطع فيديو منتشرا لحوار رضا زادة مع قناة “آخرين خبر” الإيرانية، والذي قال فيه: “لقد جرت محادثات مع الحكومة الروسية ويجري اتخاذ الإجراءات، ونحن لم نقم، بأي حال من الأحوال بإخراج مستشارينا من السفارة الإيرانية في دمشق، وما زلنا بسوريا في دمشق. منذ الأمس ومع زيارة السيد لاريجاني لسوريا ليلة الجمعة، وزيارات المسؤولين، نأمل أن تمر هذه المشاكل على خير”.
وأضاف: “نأمل أن تسير الجهود الدبلوماسية التي تجري والتي بدأت الجمعة بزيارة السيد لاريجاني لسوريا، وكذلك زيارة مسؤولي وزارة الخارجية لدولتي العراق وقطر بشكل جيد”.
وأجاب رضا زادة عن سؤال المراسل بشأن مغادرة بشار الأسد وعائلته من سوريا، قائلا: “لا، هذا غير صحيح، وكان السيد لاريجاني قد التقاه في دمشق، أمس”.
محادثات وزيارات
يأتي ذلك الحدث بالتوازي مع المحادثات والزيارات التي يقوم بها عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في المنطقة لحل الأزمة السورية، وتأكيده موقف إيران الثابت من تأييد لنظام بشار، ووصفه لجماعات المعارضة بـ”الجماعات المتطرفة”، وزعمه أنها مدعومة من تركيا وإسرائيل وأمريكا.
حيث بدأت رحلة عراقجي منذ بداية تطور الأوضاع من دمشق ثم إلى تركيا يومي الأحد والاثنين من الأسبوع الماضي، وبالأمس الجمعة 6 سبتمبر/كانون الأول 2024 كانت زيارته للعراق، وصباح اليوم السبت 7 سبتمبر/کانون الأول 2024 سافر إلى الدوحة في قطر، حيث يعقد اجتماع الدول الثلاث الضامنة لاتفاق أستانا بحضور عراقجي وهاكان فيدان وسيرغي لافروف وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا.
تجد الإشارة إلى أن تلك الزيارة لم تكن الأولى، ففي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تمت زيارة معلنة لسوريا، قام بها علي لاريجاني؛ لمدارسة تطورات المنطقة وتصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والهجمات المستمرة على قوات النظام السوري، وضرورة وقف هذه الهجمات، وتم خلال هذا اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وقد صرح بشار الأسد في هذا اللقاء، بضرورة التمسك بالحقوق التاريخية لفلسطين ودعم مقاومة الشعبين الفلسطيني واللبناني بكافة الوسائل، ووقف أعمال القتل.
وعلى الجانب الإيراني أكد لاريجاني وقوف إيران إلى جانب سوريا، وأن إيران مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم، وأكد دور سوريا في الوضع القائم بأنها إحدى جبهات المقاومة، بحسب تقرير وكالة أنباء دنياي اقتصادي.
وكان إسماعيل بقائي قد صرح خلال تلك الزيارة، في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء إيرنا مساء الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بأن علي لاريجاني سيترأس وفدا رسميا الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024؛ للقاء كبار المسؤولين السوريين، خاصةً الرئيس بشار الأسد، في دمشق.
التحركات الإيرانية لإنقاذ الأسد:
ووفقا لتقرير خبر أونلاين الذي نشرته يوم الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، حول التحركات العسكرية الإيرانية التي يُتوقع أن تقوم بها إيران لمساندة النظام السوري، نشرت تصريح عراقجي، الذي قال فيه إنه “إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات فسندرس هذا الطلب”.
كما قال عباس غولرو نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية السورية، في تقييمه لزيارته لسوريا: “إننا حملنا رسالة، مفادها أننا نقف بقوة إلى جانب سوريا، وسنتدخل بالتأكيد لمحاربة الإرهابيين”، على حد وصفه.
فيما أشار التقرير إلى أن تحركات جماعات المعارضة المسلحة، الأسبوع الماضي، تعد انتهاكا لـ”اتفاق أستانا”، وأن تلك الأعمال العسكرية بدعم من إسرائيل وتركيا والتي ستؤدي إلى منافسة أمنية، بينما تحاول إيران تعزيز موقفها بالأدوات الدبلوماسية.