ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت وكالة أنباء “خبر أونلاين“، الاثنين 3 فبراير/شباط 2025، حوارا مع علي مطهري، نائب رئيس البرلمان الإيراني سابقا ونجل مرتضى مطهري، الفيلسوف وأحد أعمدة الثورة الإيرانية، حول الثورة والجيل الجديد ودور مرتضى مطهري، وماذا لو كان موجودا الآن، وغيرها من النقاط التي تتضح من الحوار التالي:
يطرح مرارا وتكرارا هذه الأيام سؤال: لماذا قمنا بالثورة؟ وهل كان المسار الذي سلكناه حتى الآن صحيحا؟
قبل الثورة، لم يكن لدينا استقلال سياسي أو اقتصادي أو ثقافي، وكنا بشكل ما تحت هيمنة الولايات المتحدة وبريطانيا، أما بعد الثورة، نلنا استقلالا سياسيا وأصبحنا قادرين على اتخاذ قراراتنا بأنفسنا، كما حققنا استقلالا اقتصاديا، بمعنى أننا أصبحنا نُقرر شؤوننا الاقتصادية بأنفسنا، رغم أنه قد لا تكون إدارتنا الاقتصادية مثالية، أما الشعور بالتبعية والتقليل من شأن ثقافتنا أمام الثقافة الغربية، فقد تراجع بشكل كبير الآن.
بالطبع، لا يمكن القول إنه اختفى تماما، لكنّه قد تقلص بشكل كبير، فالفجوة بين القرى والمدن من حيث الإمكانيات والخدمات رفاهية قد تقلصت كثيرا مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة، ومع ذلك، لا زلنا نواجه فجوات طبقية، أما بالنسبة لحرية التعبير، فقد كانت في بعض الفترات مناسبة، لكن في فترات أخرى لم تكن كذلك، وقد شهدت تقلبات، وكل ذلك يعكس أهمية الاستقلال الوطني.
هل هذا يعني أن المسار الذي سلكناه حتى الآن كان صحيحا؟
نعم، لقد سلكنا الطريق الصحيح. قد نكون قد ارتكبنا بعض الأخطاء خلال الـ 46 عاما الماضية، ولكننا بشكل عام سلكنا الطريق الصحيح.
ما رأيك في دور ونفوذ رجال الدين قبل وبعد الثورة؟
كما كان يرى مرتضى مطهري، كان من المفترض منذ البداية أن لا يتولى رجال الدين المناصب التنفيذية الحكومية، بل أن يظلوا إلى جانب الشعب. في الواقع، كما كانت المرجعية الشيعية مستقلة عن الحكومات عبر التاريخ، كان الهدف في إيران بعد الثورة أن يحافظ رجال الدين على هذه الاستقلالية ويكونوا مراقبين للحكومات، إننا لم نلتزم، في بعض الأحيان، بهذا المبدأ في إيران بعد الثورة، لكن الهدف العام كان أن لا يكون رجال الدين جزء من السلطة التنفيذية، لكي يتمكنوا من توجيه الحكومات وانتقادها بحرية. هذه الحقيقة قد تراجعت في بعض الفترات، ويجب العمل على الحفاظ عليها، ليظل لرجال الدين دورهم الرقابي كما كان في الماضي.
إلى أي مدى يُشعر بغياب مرتضى مطهري في مواجهة التشدد الذي نراها هذه الأيام؟
الأمر واضح جدا، لو كان مرتضى مطهري موجودا، لكانت العديد من الأحداث التي تلت الثورة قد سارت بشكل مختلف. كان لديه تركيز خاص على قضايا مثل حرية التعبير، العدالة الاجتماعية، واستقلالية رجال الدين، وهي قضايا لم يوليها الكثيرون نفس الاهتمام، ومن الطبيعي أنه لو لم يُستشهد، لكانت تغيرت مسارات عديدة بعد الثورة.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه الحكومة في رأيك؟
حاليا، التحدي الأكبر هو التحدي الاقتصادي والمعيشي، حيث يعاني الناس من ضغوط اقتصادية شديدة، والحل يكمن في اتخاذ خطوات أساسية وجذرية، مع العمل على رفع العقوبات، كما أن الانضمام إلى FATF يعتبر خطوة مهمة، لأنه سيسهم في إعادة إيران إلى مسارها الطبيعي في المعاملات الاقتصادية ويؤدي إلى تحسين الوضعية العام.