كتبت – هدير محمود
يعتبر الاتفاق النووي الإيراني أحد المنجزات الدبلوماسية الهامة على مستوى السياسات الخارجية، وقد عاد النقاش حول الاتفاق مرة أخرى مع تولي الرئيس مسعود بزشكيان للحكم، وتسليم الخارجية لعباس عراقجي.
صرح رفائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن رئيس إيران الجديد مسعود بزشكيان، قد رد على رسالته، مما يعد إشارة إلى احتمال استئناف المحادثات لضمان سلمية الأنشطة النووية الإيرانية. وأضاف أنه يأمل لقاء بزشكيان في اقرب فرصة ممكنة، وهو مستعد للسفر إلى إيران.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك قطع في العلاقات مع إيران بعد رحيل إبراهيم رئيسي، بطلب من طهران أو كان هذا قرار الوكالة، أوضح غروسي أن ذلك كان نتيجة للتحولات التي حدثت بسبب غياب الرئيس ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مضيفاً أنه كان على اتصال مباشر ومنتظم معه.
وتابع غروسي قائلاً: “الآن تم تشكيل الحكومة الجديدة، ولدينا وزير خارجية أكنُّ له احتراماً وأعرفه جيداً. الدكتور عراقجي، الذي كان في السابق مفاوضاً نووياً، وهو شخص مطلع على تفاصيل هذه العملية. لذلك، كما قلت، أسعى إلى إعادة التفاعل معهم في أسرع وقت ممكنٍ الآن، بعد أن تولت الحكومة الجديدة مهامها”.
في حين يقول بول بيلار، أستاذ بجامعة جورج تاون الأمريكية، إنه نظراً إلى أن الرئيس بزشكيان يبدو منفتحاً على الدبلوماسية في القضايا النووية، فمن المحتمل أن يقوم غروسي بزيارة إيران قريباً.
الأكاديمي في جامعة جورج تاون الأمريكية “بول بيلار”، قال كذلك إنه بالنظر إلى أن مسعود بزشكيان، رئيس إيران، يبدو منفتحاً على الدبلوماسية في القضايا النووية، فمن المحتمل أن يسافر غروسي إلى إيران قريباً.
تابع الأستاذ الجامعي حديثه حول التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن التحدث بشأن زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، قائلاً: “يصف التقرير الزيادة المستمرة في اليورانيوم المخصب بنسبة 60% والجمود المستمر في ما يتعلق بردّ إيران على الأسئلة المتعلقة بالأنشطة العسكرية المحتملة في الماضي. لذا فإن هذا لا يشكل خروجاً عن الوضع الذي كان سائداً لبعض الوقت، على الرغم من أنه يعني أن إيران أصبحت أقرب كثيراً إلى إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع أسلحة نووية متعددة إذا أرادت ذلك”.
ووفقاً لتقرير الوكالة الذي ذُكر فيه أن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، عبّر عن أمله في السفر إلى إيران وإجراء محادثات بناءة مع مسعود بزشكيان. فهل ذلك سيحدث قريباً! قال الأستاذ بجامعة جورج تاون الأمريكية، بول بيلار، في هذا الصدد: “بما أن مسعود بزشكيان، رئيس إيران، يبدو منفتحاً على الدبلوماسية في القضايا النووية، فإن هناك احتمالاً كبيراً أن يسافر غروسي إلى إيران قريباً”.
وفي إشارة إلى أن بعض وسائل الإعلام أفادت بأن إيران أعطت إشارات إيجابية لأوروبا لبدء المفاوضات النووية. هل ستُجرى هذه المفاوضات قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ قال بيلار: “من غير المرجح أن يحدث أي تحرك من جانب الولايات المتحدة في هذا المجال قبل الانتخابات، وقد فهم الأوروبيون ذلك. علاوة على ذلك، من دون مشاركة الولايات المتحدة، لا يمكن تحقيق تقدم كبير نحو اتفاق جديد، والأوروبيون يدركون ذلك بالتأكيد”.
لذا، من المحتمل أن يتردد القادة الأوروبيون بشأن مدى إمكانية تحقيق نتائج في المفاوضات بين أوروبا وإيران خلال هذه الفترة. ومع ذلك، قد يجري الأوروبيون نوعاً من الحوار غير الرسمي مع إيران لاستكشاف الصيغ المحتملة التي يمكن أن تأخذها المفاوضات الرسمية المقبلة بعين الاعتبار.
وبحسب التقرير الجديد للوكالة، وما إذا كان بدء المفاوضات ضرورياً، أضاف قائلاً: “لا يوجد تقرير يفرض الحاجة إلى التفاوض. ولكن كل من هذه التقارير حول استمرار توسيع تخصيب اليورانيوم من قبل إيران يزيد من المخاطر قليلاً، ويذكر بأن هناك حاجة للتفاوض لحل قضايا كانت مقلقة منذ فترة.
والجدير بالذكر أنه تم توقيع الاتفاقية النووية بين إيران والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، ألمانيا، إنجلترا (5+1) في يوليو/تموز 2015 والتي تعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وحول التصريحات السابقة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن الاتفاق النووي في 21 أغسطس/آب، قال إن الاتفاق النووي لا يموت، هذه التصريحات جعلت وسائل الإعلام الداخلية ترى تركيزاً من الحكومة الجديدة على إحياء الإتفاق النووي لرفع العقوبات عن إيران.