كتب: محمد بركات
يلتقي الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد دعوة رئيس تركمانستان، سردار بردي محمدوف، نظيره الإيراني لحضور مراسم الذكرى الـ300 لميلاد الشاعر التركماني مختوم قلي فراغي، شاعر إيراني المولد وأحد أبرز شعراء تركمانستان، بالعاصمة الروسية عشق آباد، وذلك وفقا لتقرير صحيفة آرمان ملي الإخبارية الإيرانية بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول.
وكان يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، قد أعلن خلال مؤتمر صحفي، الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول بالعاصمة الروسية موسكو، أن الرئيس الروسي سيتوجه إلى العاصمة عشق آباد في 11 أكتوبر/تشرين الأول، بدعوة رسمية من رئيسها؛ للمشاركة في المنتدى الدولي المزمع عقده هناك، وخلال هذا المؤتمر سيلتقي نظيره الإيراني، وذلك وفقا لتقرير وكالة تابناك الإخبارية الإيرانية بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف أوشاكوف خلال لقائه الصحفي: “يكتسب هذا اللقاء أهمية كبيرة، سواء من حيث مناقشة القضايا الثنائية أو لبحث الأوضاع المتدهورة بشدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعتقد السلطات التركمانية أن هذا الحدث يمكن أن يشكل منصة سياسية وأيديولوجية وأخلاقية لإقامة حوار دولي واسع ومحترم، وكذلك منصة لطرح المواقف البناءة وعرض الرؤى حول مصير العالم والوضع الحالي للعلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والإنسانية وتطورها في المستقبل”. وتابع: “إضافة إلى الرئيسين الروسي والإيراني، فقد تمت دعوة رؤساء كازاخستان، وقرغيزستان، ومنغوليا، وطاجيكستان، وأوزبكستان، وبعض الدول الأخرى إلى هذا الاجتماع أيضاً”.
وكان رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، قد زار طهران الإثنين 30 سبتمبر/أيلول، والتقى الرئيس الإيراني ونائبه الأول، محمد رضا عارف، ومن المقرر أن يسافر بزشكيان هذا الشهر إلى روسيا؛ للمشاركة في قمة بريكس المزمع عقدها في 22 أكتوبر/تشرين الأول، وسيلتقي بوتين للمرة الثانية.
موضوعات مطروحة على جدول الزيارة:
تأتي تلك الزيارة في ظل حالة التوتر العسكري الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عام، والضربات الجوية الإسرائيلية لمواقع حزب الله وحركة الاغتيالات التي أدت إلى مقتل عشرات القادة من حزب الله وحماس، والتهديد بالرد على الهجوم الإيراني “الوعد الصادق 2″، الذي شنته قوات الحرس الثوري على مواقع عسكرية إسرائيلية الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي سيكون على رأس أجندة لقاء بزشكيان وبوتين، كذلك تأتي تلك الزيارة استكمالا لتحركات إيران الدبلوماسية وزيارتها الإقليمية والتي بدأت منذ قيامها بالرد العسكري على إسرائيل بسفر عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إلى بيروت ودمشق والرياض، والتي تستكمل بسفر محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، إلى العاصمة الطاجيكية دوشنبه، اليوم، وذلك وفقا لتقرير موقع عصر إيران الإخباري الإيراني بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقا للتقرير، فمن المتوقع أن تطرح عدة قضايا أخرى خلال هذا اللقاء، من بينها قضية ممر زنغزو، الملف الذي عاد إلى الواجهة مرة أخرى مع تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الداعمة لإنشاء الممر المائي، والتي تلتها تصريحات من عراقجي ترفض أي تغيير في حدود القوقاز، معتبرةً ذلك خطا أحمر بالنسبة لطهران، وقضية منظومات S-400 الروسية التي تعتبر واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا في روسيا، والتي تحتاجها إيران بشدة لتطوير نظام دفاعها الجوي، خصوصا مع تزايد تصريحات القادة الصهاينة عن الرد الحاسم الذي ستتلقاه إيران.
دبلوماسي إيراني: اللقاء الأول بين الرئيسين يحمل أهمية خاصة
أكد نعمت الله إيزدي، أول سفير لإيران لدى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، خلال لقائه مع موقع “همشهري أونلاين” على أهمية اللقاء الأول بين رئيسي إيران وروسيا في تركمانستان، فقد صرح قائلا: “إن روسيا شريك وصديق وجار هام جدا بالنسبة لنا، وقد حافظ البلدان على علاقات جيدة مع بعضهما البعض خلال السنوات الأخيرة”، وذلك وفقا لتقرير موقع همشهري أونلاين الإخباري الإيراني المنشور في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف إيزدي، مشيرا إلى أن تطوير هذه العلاقات يمثل أولوية للطرفين في الوضع الحالي: “يعتبر هذا اللقاء ذا أهمية خاصة؛ لأن حكومة بزشكيان تسعى إلى تحقيق نوع من التوازن في العلاقات الخارجية، واللقاء مع الرئيس الروسي يمكن أن يلعب دورا مهما في توضيح الاستراتيجية بمجال السياسة الخارجية للطرف الروسي. من جهة أخرى، يبدو أن الروس يتطلعون إلى سماع رؤية الجانب الإيراني بشأن السياسة التي ستنتهجها الحكومة في مجال العلاقات الثنائية. لذا، فإن اللقاء الأول له أهمية خاصة في توضيح إمكانيات وآراء الطرفين حول التعاون الثنائي”.
وأوضح هذا الدبلوماسي الإيراني، أنه “نظرا إلى أن زيارات بوتين لإيران كانت غالبا في إطار مؤتمرات واجتماعات متعددة، فأعتقد أن واحدا من أهم محاور المحادثات بين الرئيسين يجب أن يكون الدعوة إلى زيارة مخصصة فقط للتشاور الثنائي”.
وتابع إيزدي، مؤكدا أن التشاور الاستراتيجي حول تطوير التعاون الثنائي يمكن أن يُتابع خلال هذه الزيارة: “في الأيام الأخيرة، طُرحت أحاديث عن نية إبرام وثيقة تعاون شامل بين إيران وروسيا على هامش قمة بريكس في قازان بروسيا. وبما أن هذه الوثيقة ذات قيمة عالية، يمكن التخطيط لتوقيعها من قبل رئيسي البلدين في طهران”.
كما أكد أن متابعة تطوير العلاقات بين طهران وموسكو على أعلى المستويات الحكومية ومن قبل رئيسي البلدين تحمل أهمية كبيرة، قائلا: “من المهم أن يتفق بزشكيان وبوتين في تركمانستان على تحمل مسؤولية دفع العلاقات إلى الأمام بشكل مباشر وعلى مستوى عالٍ ضمن الخطط والبرامج المطروحة، فيجب على الطرفين استغلال الفرص المتاحة لإظهار إمكانياتهما وإرادتهما في مسار تطوير التعاون الثنائي”.
وعن التشاور بين بوتين وبزشكيان بشأن التطورات الجارية في المنطقة، قال: “أعتقد أنه يجب على بزشكيان أن يطلب بجدية من الروس أن يلعبوا دورا في خفض التوترات، بالنظر إلى نفوذهم القديم في المنطقة وكذلك علاقاتهم مع تل أبيب، مضيفا: “إن لقاء بزشكيان وبوتين في تركمانستان يمثل فرصة جيدة للطرفين للتشاور بشكل فعال؛ من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وحتى السلام في غزة ولبنان”.